مشهد يختزل الصبر

مروة التجانى
فى الوقت الذى ينشعل فيه غالبية الناس بالعيد وتجهيزاته والبعض الآخر ذهب لأداء فريضة الحج محتسباً أمره لله ، يعيش آخرون قصصاً أخرى فالحياة كما يقال عنها تسير بالتوازى مع الوجود ونسيجه فى الزمان والمكان دون ملامسته ، وخيط رفيع هو ذاك الذى يفصلنا بينها وبين الموت ، حين تفتح الأبواب المغلقة يخرج من علينا أن نراهم وبذا تكون الشوارع إنعكاساً لحياتنا التى نعيشها ونتسائل حول ماهيتها ، من يراك ؟ ومن يركض خلفك ؟ حتى لا يتعرف على المأساة التى نعيشها سوياً ، فهنا نحن لا نتوازى مع الوجود بل نحط فى القاع بيد أن السهولة فى التعاطى مع القضايا هى ما يستحق التوقف عنده لبرهة ، وهو ما حدث حين إلتقيت بتلك الفتاة التى سأطلق عليها أسم ( سامية ) رغم إنها أخبرتنى بأسمها الحقيقى هكذا بسهولة ، وبذات السهولة أنقل ألمها لكم ليكون شاهداً ليس فقط على تردى الخدمات الصحية وإستهتارها بحياة البشر وإنما ليشهد على الكسل الذى أصاب قلوبنا وعقولنا فتوقفنا عن السؤال والنظر بعمق لكل ما يحيط بنا .
كانت تجر ساقها بصعوبة على رصيف الشارع وحولها الكثيرين يلاحقون الزمن ، وحدها كانت غائبة عن الحضور فحتى لو سقطت فالمسؤولية لا تقع على عاتق شخص فحين نظر أحد الزملاء الى إصابتها قال أن إهمالها هو من قادها لمثل هذه الرحلة ، السهولة وحدها من تجعلك تلقى باللوم على أى شخص حتى لا تتعب عقلك بالتفكير وهو ما يسمى بـ( بلادة العقل ) فلا وقت للتساؤل والبحث والتقصى والأرهاق فى التفكير ، ” من يحمل ألم ومرض مثل هذا غالباً ما تنتهى حياته بالأنتحار ” تحدثنى طبيبة رأت الصورة عن داء الفيل وحامليه لتضيف قائلة ” مجموعة مرضية تسببها ديدان مسطحة تصيب الإنسان والحيوان والفلاريا ديدان خيطية تهاجم الأنسجة تحت الجلد والأوعية الليمفاوية للثدييات وتتسبب في التهابات في الحالة الحادة والتقرح في الحالات المزمنة ، مرض الفلاريا هو مرض نادر يصيب الجهاز الليمفاوي مسببا التهابا في الأوعية الليمفاوية يؤدي إلى تضخم وكبر حجم المنطقة المصابة وخاصة الأطراف أو أجزاء من الرأس أو الجذع ، وسمي بهذا الاسم تشبيها للرجل المصابة برجل الفيل ، وهو داء يصيب الأطراف السفلية للرجال والنساء ” .
من يحمل مرض مثل هذا وهو لا يزال على قيد الحياة يستحق بجدارة التوقف والتأمل فى حالته ، هذه الفتاة التى كشفت ساقها ليرى العالم فى أى عصر نعيش تعرف معنى أن تنتصر وتهزم بشرف وتتمسك بيقينها ، سألتها هل ذهبتى للمشفى فأجابت بالإيجاب ولكن نتيجة العلاج تبدو ظاهرة للعيان فأين هى ” الجيوش المدنية ” التى تحتل وزارة الصحة من مثل هكذا مناظر ؟ ، قلنا أن نسير بالتوازى مع الوجود وبالتالى نتوازى مع الحرب والفقر والصمت والجهل حتى لنتمنى أن تفتح منازل الخرطوم أبوابها ونرى بشدة تآكل المدينة التى نعيش فيها وندرك حقيقة إننا أصبحنا زائدين عن اللزوم فى بلاد لا تنتج الا الكسل والقئ .
عن المال سألتها أن كانت ترغب فى أن أطلب لها المساعدة لم تدهشنى إجابتها رغم إنها قالت نعم بل ما أدهشنى إنها لم تطالب به فى البداية رغم إنى أخبرتها بمهنتى ، أن دل هذا على شئ فإنما يدل على فقدان الأمل فى العيش نفسه فما جدوى المساعدة بعد طلبها وممن تطلبها وغيرها كثيرين ربما هم الآن محبوسون داخل أقفاص بمنازلهم ، من يستمع لخطابهم ؟ هذه الفئات التى أفنى ( فوكو ) عمره محاولاً كشف غياب صوتها عن العالم وكيف أن خطابها المختفى والمضاد يحدد مراكز القوى والصراع على السلطة ، نعم هى سلطة المتحكمين فى الخدمات الصحية وخلافها لينعت هؤلاء بالمقابل بالمهملين والمعتوهين ليسهل بعد ذلك القضاء عليهم وتصفيتهم .
ما جذبنى إليها إنها لم تكن تتسول بمرضها بل تمضى فى طريقها كأى شخص عادى ، هى تدرك حقها فى أن تكون موجودة وتمارس نشاطها بجدية رغم نظرات الأشمئزاز من البعض وركض بعضهم الآخر بحثاً عن طموح متوهم يلاحقه ، لا تحمل غير كيس به حاجياتها وكراس رغم إنها لم تتلقى تعليماً جامعياً كما أفادتنى ، فالوعى البشرى يغذيه التعليم لكنه يتشكل ببديهات أخرى وتجارب أبعد ما تكون عن المواد النظرية ، قبل أن أودعها قلت لها أين سأجدك فى المرة القادمة تلفتت حولها وقالت “سأكون هنا”.
ربنا يشفيها ويعافيها ويشفي ويعافي كل مرضى بلادي ..
من هنا أناشد الأخ الإنسان عبد الله محمد الحسن أن يتبنى أمر علاج هذه الأخت المسكينة من خلال عرض حالتها في برنامجه الإنساني الهادف ( بنك الثواب ) ،والأكيد أن الخيرين من أبناء بلدي لن يتأخروا لحظةً في تلبية نداء الخير والإنسانية والضمير .. شفاها الله وعافاها عاجلاً غير آجل .
( السهولة وحدها من تجعلك تلقى باللوم على أى شخص حتى لا تتعب عقلك بالتفكير وهو ما يسمى بـ( بلادة العقل ) فلا وقت للتساؤل والبحث والتقصى والأرهاق فى التفكير “)
في هذا الإقتباس تكمن كل مآسي البشر و في السودان على وجه الخصوص ؟؟؟
اسال الله ان يشفيها ويكون في عونها وان يلتفت لها ناس برامج الحسنات واعمال الخير ليساهم الجميع في علاجها اكيد الحاجة والعوز الزي اقعدها عن البحث عن العلاج
شكرا مروة التجاني على هذه الموقف الانساني، شجاعة وحكيمة كما عهدنا، أين بريدك الالكتروني حتى نتواصل معك…
يارب تشفيها وتسهل أمرها.
وتكتب لها الخير والسعادة.
في الدارين يا الله.
ياخي كن تزودينا بمعلومات اتصال ليها او ليك يمكن ربنا يسخر ليها اولاد حلال يساعدوها ويتكفلوا بعلاجها فالحمد الله مازالت امة محمد بخير وشكرا لمقالك
.
كان علي الصحفي ان تقوم بارسال رقم موبايل ورقم حساب بنكي , انا متاكد في اخوة مفتتدرين كتار , وكلنا لو دفعنا مبلغ بسيط جدا حتي ولو 1 دولار اي واحد فينا ,انا متاكد حنقدر نتم فلوس اجراء العملية
يا رب ببركة هذه ايام ذي الحجة المباركة اشفيها و ارزقها من حيث ﻻ تحتسب
ربنا يشفيها ويشفى جميع مرضى المسلمين
اخت مروة نرجو ان تكملي جميلك وتتبني جمع تبرعات لعلاج هذه الأخت وانشاء الله بنساهم معاكم بقدر مانستطيع
الاخت مروة جزاك الله كل خير اختى ….اجو ان تفتحى لها حساب فى احد البنوك المحترمة حتى يستطيع اهل الخير التحويل على حسابها ومهمتك وضعها على خط ساخن ليعرف كل السودانيين اهل الخير بامرها نحن نريد مساعدتها ومساعدة كل حالة سودانية تحتاج للمساعدة تعرض بواستطك .عظم الله اجرك
God bless her
(وإنما ليشهد على الكسل الذى أصاب قلوبنا وعقولنا فتوقفنا عن السؤال والنظر بعمق لكل ما يحيط بنا .)
هنا أستاذتي الفاضلة..تنتفي شفافية الروح..ويرحل عنها بعيدا..بعيد الحس المرهف ..وتبقى الدواخل معتمة وعندها يكون جسد بلا روح.. وتلك لعمري.. ديمومة الفناء
(السهولة وحدها من تجعلك تلقى باللوم على أى شخص حتى لا تتعب عقلك بالتفكير وهو ما يسمى بـ( بلادة العقل ) فلا وقت للتساؤل والبحث والتقصى والأرهاق فى التفكير ، ” )
هنا..الأستاذة/مروة ..رحيل الضمير..تارة يغفو ..وتارة يصحو..رويدا ..رويدا..يدركه المرض..وغيبوبة الموت..ويموت الضمير
(ونرى بشدة تآكل المدينة التى نعيش فيها وندرك حقيقة إننا أصبحنا زائدين عن اللزوم فى بلاد لا تنتج الا الكسل والقئ( .
سيدتي /الفاضلة..لنقاوم..نناضل كي يكون غدنا..أفضل من يومنا..وهكذا دواليك ..نبدأ بذواتنا ثم الأقربون وننطلق..نحو الأرحب..ودوما البداية صعبة..وأصعب منها أقناع الآخرين بجدوى ما تنادى به ..خاصة أستاذتي صار جل الشعب أدعياء..فكر وثقافة ومعرفة..والعكس صحيح..فالاستنارة سلوك..والرشد هالة ضياء تكلل خطانا..بالسمو ..نحمل زماننا بين دفتينا ..فأن صرنا نبلاء..وسم الزمان بالنبيل والجميل.. الأزمة ..أزمة معرفة ..وأزمة ضمير
(هذه الفئات التى أفنى ( فوكو ) عمره محاولاً كشف غياب صوتها عن العالم وكيف أن خطابها المختفى والمضاد يحدد مراكز القوى والصراع على السلطة ، نعم هى سلطة المتحكمين فى الخدمات الصحية وخلافها لينعت هؤلاء بالمقابل بالمهملين والمعتوهين ليسهل بعد ذلك القضاء عليهم وتصفيتهم( .
في مقالكِ القادم أستاذتي مروة ..حدثينا أكثر عن فوكو..نتأمل ألا يطول غيابك…
خاتمة::- –
نحن بنو عذرة..هوانا اعتزاز..إعجازنا ..أيجاز..
عشقنا مُشرع النوافذ..للفضاء..لا تفردٌ..لا استحواذ
هوانا.. تورية..سجع..ومجاز..
ما ذنبي أن كان حرفكِ مترع رشاد..أحرف.. مطرهن..رذاذ..
ترفقي.. لا تعتبي..أنصتي..حين يُولد السكون ..
يأتيك همس الخليج..بالشجن مسكون:-
سيظل جيفارا..بالاستنارة..مفتونٌ..مفتون..
لن تحده..ألا.. ألا.. زفرة المنون..
بوحٌ..منثور ..وللشعر ..أوزان.. وبحور..
وللشوق..تلهف للوصول.. بأجنحة الطيور..وأن بدأ لكِ..عصي الدمع..صبور..
بطاقة المعايدة..على بابكم نالها..نًصب..وتعب..ولجت دون استئذان..
الشوق غلب..تريثي سيدتي لنا العَتَبَ..لا الغضبَ..وإذا عرف السبب
أن عرف ..السبب.. بطاقة معايدة شوقها غلب..
أن عرف السبب.. تلاشى العتاب..والغضب..
((نعيدها..عسى..تُعيد وصل ما أنقطع..حين تزدان..برؤية مقلتيكِ
ويعود طيفكِ..ولو لماما..عند ضفة الخليج..يناجيني ..ويواسيني))
اللهم اشفها وعافها
نرجو وضع رقم حساب وكل شخص وقدر المستطاع
وين تمسايح النظام واصحاب القصور واللحى
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ولا تكلنا إلى أحد من خلقك فنهلك وكن لنا ناصراً ومعينا
ارجو من الاخت الاستاذة مروة ان تضعي لنا رقم الحساب الخاص بها واتمنا لها عاجل الشفاء شكراَِ الاخت مروة نحن نريد مساعدتها ومساعدة كل حالة سودانيه
اللهم اشفها يارب العالمين وغيرها كثر في بلادي من يعتصرون الالم ويصبرون