المؤتمر الوطني وتشبيه مؤخر الصداق ..بحقوق ما بعد الخدمة !!!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

طرفة رويت لى عن جزار في شمال السودان ..جود القرآن في صباه كعادة الصبية في تلكم البلدة وما جاورها..وكان ذا صوت حسن..كبر واصبح معاقر خمر يختار لزومها أعز اللحم لنفسه ويبيع الباقي..استدعاه اتباع طريقة صوفية لذبح ثور لحولية سيحييها خلفاء كبار ..أخذ أطايب لحمة وذهب وشرب الخمر..عند مروره بالمساء ..وجد القوم حيارى لتخلف المدعوين من المنشدين..فتطوع وطالبهم بالترديد وراءه بـ ( شغل بالي ) ولحسن صوته اندمج القوم وهو يغني اغنية الراحل احمد المصطفى!!! انتبه شاب للأمر وسأل المجذوب جواره عمن شغل باله..فأجاب بصوت متهدج باك( الحبيب صلى الله عليه وسلم !!)
لا اجد تشبيهاً لتلك الحالة من غياب الوعي الكامل اكثر من المؤتمر التنشيطي لقطاع المراة في المؤتمر الوطني بقاعة الصداقة.. فرئيس الحزب..يرد على زواج التراضي أو تزويج البنت لنفسها الذي طرحه المؤتمر الشعبي .. بأشياء هي في مقاييس الواقع ..موغلة في التخلف..فيكفيك أن تقرا ما روي على لسانه عن إصراره على مؤخر صداق محترم قائلاً (لأنو أي زول شغال في حتة عندو فوائد ما بعد الخدمة !!!)
هكذا يصبح زواج المراة من الرجل مجرد خدمة عند الرجل ..وهي صورة لا يحتاج المرء لتبيان تخلفها وامتهانها لكرامة المراة..وتكريساً لجعلها خادمة للرجل ومتاعاً للرجل..لا أكثر..
ولئن كان هذا مثيراً للتعجب والإشمئزاز..فإن مواقف النساء أكثر مدعاة لذلك ..فهن يرددن خلفه الهتاف والتصفيق والتكبير تأييداً لكلامه الذي إذا عرض على نساء غيرهن ..لثرن في وجه قائله..ليس من بين نساء غير مسلمات ..بل من صلب التيار الذي يتبنينه في مجتمعات أخرى أكثر انفتاحاً وتعليماً..بل وحتى من نساء في المؤتمر الشعبي ..فأي مهزلة هذه ؟
هي تقاليد ومفاهيم مجتمعات انغلقت على نفسها قرون عدة..ويستوي في تبنيها البر والفاجر من الرجال ..وعيب كبير أن يكون مثل هذا الحزب بهذه العقلية..حاكماً في بلاد كانت الكنداكات يحكمنها.
أما قضية زواج التراضي ..فقضية إنصرافية ..ليس لعدم اهميتها..ولكن كونها قضية لم يتم تبنيها عبر الفئات والمنظمات النسائية من جهة..ومن جهة اخرى فإن المدن اصبحت لا تتم عقود الزواج فيها إلا بتوقيع الزوجة ..أما الريف فإن الوعي في كثير من اصقاعه ..لم يرتفع لدى الفتيات.. للإصرار على ذلك ..وبانعدام الوعي ..لن يجدي حتى القانون..ففي النهاية ستقبل الفتاة بحكم أوليائها بحكم العادة لا الدين …فدعو المتاجرة بقضايا الفئات ..واهتموا بعظائم هي من صميم قضايا الحكم ومعايش الناس.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..