في القرية التراثية بنيالا

* هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور بعد أن زرتها لأول مرة عابراً إلى مدينة الفاشر التي نقلت للعمل فيها كباحث إجتماعي برئاسة سجون دارفور ، وزرتها أكثر من مرة بعد ذلك .. لكن هذه المرة الأولى التي أجد فيها فرصة للتعرف أكثر على مجريات الأحداث والمتغيرات التي حدثت في هذه المدينة الغنية بالتنوع الأثني الذي لم يستثمر بصورة إيجابية ..!!
* حضرنا ضمن مجموعة طيبة من رؤساء تحرير الصحف في زيارة نظمها إبن الولاية الصادق الرزيقي رئيس تحرير صحيفة الإنتباهة ضمن مبادرة ما زالت تتشكل تحت عنوان(صحفيون من أجل السلام والتنمية)، كان من المقرر لها باقي يوم الخميس وجزء من الجمعة، إلا أن حكومة الولاية بقيادة الوالي اللواء آدم محمود جار النبي آصرت على أن نقضي معهم نهار الجمعة لحضور فعاليات ختام مهرجان الفروسية .
* مساء الخميس الماضي إستقبلنا وزير الثقافة بولاية جنوب دارفور خطاب إبراهيم وداعة ليطوف بنا داخل القرية التراثية، حبث شهدنا بعض الفعاليات التي جسدت تراث القبائل الموجودة بالولاية وهي أكثر من مائة قبيلة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر الفور ، التعايشة ، بني هلبة ، الهبانية ، الزغاوة ، الفلاتة ، البرنو.
* كنا قد بدأنا زيارتنا للقرية التراثية بالمتحف الملحق بها ، كما زرنا بعض الأجنحة الغنية بالأعمال اليدوية التي تجسد بعض أنماط التراث الإجتماعي لقبائل الولاية ، كما زرنا معرض الصور الوثائقي الذي أعده المصوران التاريخيان محمد عبد الرسول و أحمد بيضة ، فيه لقطات تاريخية نادرة توثق لتاريخ الولاية والسودان، وشاهدنا أيضا (قاليري) الأعمال التشيكلية لمجموعة من الشباب التشكيلين من أبناء جنوب دارفور .
* وقفنا أيضا على رصد تاريخي لجانب من معركة أم دبيكرات أعدته هيئة شباب أم دبيكرات ، قبل أن نشهد نماذج لرقصات بعض قبائل الولاية بإيقاعاتها الشعبية المميزة المعبرة عن تراث جنوب دارفور الفني.
* مثل هذا العمل الذي يجسد وحدة النسيج الدارفوي في جنوب دارفور لم يجد التغطية الإعلامية المستحقة من قبل الفضائيات السودانية رغم ثراء المادة الثقافية والإعلامية التي جسدتها القرية التراثية بنيالا.
[email][email protected][/email]
مرحبتين حبابك استاذ نور الدين مدني في نيالا و أرجو صادقاً أن تنال قضية دارفور حظها في الاعلام الوطني لتعرية السوءات المستورة التي تخلط الأوراق ليستمر نزف الموارد و الدماء في هذا الاقليم المنكوب .
من الجيد أن نصوب بعض الاخطاء التي تفضلت بذكرها فوزارة الثقافة و الاعلام في جنوب دارفور تشغلها الاستاذة معروفة ابو القاسم و ليس الأستاذ خطاب كما تفضلت .
التراث الاجتماعي الذي تمثله المشغولات اليدوية يعكس المحنة التي يعيشها الانسان و الحيوان في هذه الرقعة حيث الهدر البيئي .
لا اعتقد ان اليومين و في ضيافة الحكومة التي تصطحبكم من المطار للنزل تحرسكم العربات المدججة بالسلاح و المدفعية يمكن أن تترك لكم مساحة لمعرفة الواقع .