الدولة تصطاد “القطط”

سأظل مؤمناً تماماً بالمثل القائل: “أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً”… الحكومة اليوم تأتي متأخرة على حرب الفساد وبخطوات مُتثاقلة، وقد تبدو خجولة مترددة إن لم تكن انتقائية، لكن ورغم كل ذلك ستظل هذه الخطوة مُباركة عندنا ومحل تقديرنا، تنال الرضاء مهما كان بها من نقائص، صحيح هي أتت متأخرة بعد إذ استيأسنا وخلصنا نجِيّا ، ولكن بكل تأكيد خير من ألا تأتي أبداً…

فقد تم حتى الآن اعتقال عدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال والتنفيذيين في القطاعين العام والخاص، وقد كان آخر هؤلاء المعتقلين المدير العام لبنك فيصل الإسلامي، ومدير شركة سكر كنانة “العضو المنتدب” كما في الخبر الذي انفردت به “الصيحة” أمس، وكذلك نائب مدير بنك السودان الذي جرى اعتقاله أمس، وآخرين لا نعلمهم ممن أطلقت عليهم الحكومة “القطط السمان”، فلنا “قطط سمان” مثلما للآخرين في الدول من حولنا قطط سمان، ولنا ـ ولله الحمد ـ “نمل سكر” كما للآخرين من حولنا، لكن بالطبع لستُ متأكداً تماماً ما إذا كانت هناك علاقة بـ “نمل السكر” وما يجري في شركة السكر…

المهم نعود للموضوع، ونقول إن خطوة الحكومة في التضييق والملاحقة لكل مسؤول أو تنفيذي أو أي سياسي أو رجل أعمال حامت حولة شبهة فساد، هي عندنا خطوة مباركة تستحق الدعم والمؤازرة والاحترام… نحنُ مع ملاحقة أي فاسد ومُفسد وسنظل يداً تُقدم الدليل والمستندات متى ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ولن نأخذ أحداً بالباطل، لكن ما نرجوه من الحكومة أن تعي مسؤوليتنا ودورنا في هذه الحرب المقدسة على الفساد، لا أن تنظر إلى ما سنقدّمه من أدلة من باب الإثارة والتشهير والاستهداف الشخصي، حتى لا يرتد السهم إلى نحورنا كما فُعل بنا من قبل عندما تبنّينا في “الصيحة” الحرب على الفساد، فارتدت الحرب علينا ودفعنا الثمن غالياً عندما كان الخصم هو الجلاد وهو الحكم في آن واحد…. على أية حال نتمنى صادقين أن نُسهم في معركة الدولة ضد “قططها السمان”، و”نملها الباتع”، و”تماسيحها العُشارية” وسنرمي بـ “سهمنا” في هذه الحرب المقدسة… معركة تحرير الاقتصاد السوداني، سنرمي ونحنُ نتلو: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”، حتى يتحرر اقتصادنا الوطني من قبضة القطط، والله المستعان….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

تعليق واحد

  1. العبرة بالخواتيم اخي احمد التاي و لاتفرح كثيرا و اتنمي انني لست متشائما اكثر من اللازم و اتمني ان يخيب الله طني

  2. فقدت الثقة فى هؤلاء ان يقيموا عدلا او ان يحقوا الحق .أرى أنه صراع مصالح ومراكز قوة . الحل فى ذهابهم بلا رجعة غير مأسوف عليهم فى مزبلة التاريخ.

  3. العبرة بالخواتيم اخي احمد التاي و لاتفرح كثيرا و اتنمي انني لست متشائما اكثر من اللازم و اتمني ان يخيب الله طني

  4. فقدت الثقة فى هؤلاء ان يقيموا عدلا او ان يحقوا الحق .أرى أنه صراع مصالح ومراكز قوة . الحل فى ذهابهم بلا رجعة غير مأسوف عليهم فى مزبلة التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..