ابن العشر سنوات : سالم صابر :اصغر تاجر اوانى … يفكر فى الزواج!

زينة من سكسك تلتف حول يديه الصغيرتين وكذا لم يخل عنقه من حجاب ملفوف بجلد ماعز يقى من شر العيون ..فسالم صابر ابن العشر سنوات هذا عامه الثالث فى مهنته المتوارثة من لدن اهليه ألا وهى بيع الاوانى فى مسماها الشعبى العدة ..سالم الصغير رحلته تبدأ من حيث ذويه فى مدينة المناقل معرجا على سوق الاوانى بامدرمان يشترى حصته التى يود المتاجرة بها يرفعها على ظهر شاحنة متجهة الى كردفان ومنها الى غرب السودان ..رحلاته المتعددة جعلته معروفا لمتخذى طريق يؤدى الى كردفان ومنها معبرا الى تخوم دارفور .
سالم التقيته فى مقهى ام جمعة على قارعة طريق الخوى ..فكلما مر الى هناك ومن هناك تعدل له مزاجه بشاى صاموتى فبينما يتخذ من عناقريبها المجدعة متكأ وعينه تلحظ عربة الزد واى الذى يشحن عليه عدته تكون ام جمعة قد خلصت من ضبط موازين شايها يتناوله سالم ود صابر فى مزاجية عالية..سالم قال لى ان عامه الثالث فى التجارة جعله يكسب ثقة اهله فى المتاجرة بالعدة واستبدالها ببطاطير العربيات المستعملة والسمن والعسل. الفتى يعيد التجارة البكماء بعد انجلائها منذ احد عشر قرناً ولايدرى !
اخوانه على والسلم وزيدان سبقوه فى المجال تزوجوا فى سن صغيرة مما جعل محدثى سالم يجتهد ويزيد من جرعات كده ليلحق بقطر الزواج ..اسر لى بانه وزن عينه على من تشاركه حياته مستقبلا الله يرقد القروش بس على حد قوله.
رحلته تمتد الى النهود ومنها الى الكبرا وام زعيمة حتى حمرة الشيخ ومنها الى دارفور يجوب شمال كردفان كله لايترك فيه شبرا فى تلك الرحلة لمحت شافعا لايزيد عن الاربعة اعوام فى جلباب صغير مثله نادى على سالم جاعلا الحديث بيننا ينقطع بعد متعة. فالشافع كما قال انه ود خاله مجاهد يعلمونه سر التجارة البكماء العصرية يرافقهم فى السفر رغما عن مشقته الكبيرة..
ود صابر رفض ان احادثه عن التعليم فقط يكتفى من علوم الدنيا بانه يعرف يعد القروش ويعامل زبائنه.. كفاية كدا.. يتمرد على السفر فى حالة ان الهلال يكون لاعباً فهو من محبيه وممتنا لسادومبا بكبير فضل فى هزيمة مريخ العرضة جنوب.

الخوي:حسام الدين ميرغني
الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..