مقالات سياسية

جبهة المقاومة السودانية المتحدة بيان حول الحرب والوضع السياسي الراهن في السودان

لم تستغرب جبهة المقاومة السودانية إنفجار وتمدد حرب الخرطوم، كما لم تستغرب حالة الإستنفار والإستقطاب الجهوي والإثني التي يقوم بها طرفي الحرب، وخصوصا أن الجبهة قد حذرت مرارا من حرب شاملة قد تقضي على ما تبقى من سودان حال تمسك السلطة في الخرطوم وقواها السياسية بالنظرة الأحادية في عملية قيام دولة غير متزنة، منحازة ثقافيا وإجتماعيا ودينيا.

وإستنادا على إعلان الخلاص الوطني المؤسس للجبهة، وتثبيتا للمبادئ الواردة فيه، وتأكيدا على موقف الجبهة المعلن حيال مجمل العملية السياسية ورؤيتها في بناء دولة مستقلة ومزدهرة في السودان تتجاوز التعقيدات الحالية وتستوعب التنوع السوداني بكل أطيافه ومكوناته وإنتماءاته الطبيعية، تجدد الجبهة الآتي:

أولا: تظل جبهة المقاومة متمسكة بأهدافها ورؤاها من أجل بناء دولة مستقرة ومستقلة في السودان، وأن الحرب الدائرة في السودان ما هي إلا نتاج لإنسداد الأفق السياسي في الخرطوم، وأن طرفي الحرب فيها لا يختلفان عن بعضهما عدا في أطماع السيطرة على السلطة والموارد في السودان.

ثانيا: إن الحرب الدائرة الآن بين الجيش والدعم السريع هي مجرد صراع السلطة والموارد، وليس لها علاقة بمشكل السودان الذي جعل السلطة تشن حروبا على المواطنين وتعيق مشروع قيام دولة مستقرة في السودان لأكثر من قرنين من الزمان.

ثالثا: إن الإستقطاب الإثني والجهوي لأطراف الحرب، رغم أنه لم يكن جديدا بين السلطة المنقسمة على نفسها حاليا، إلا أنها قد تزيد من ضحايا الحرب الذين يتم تجنيدهم عبر خطاب الكراهية المشرعن لحرب السلطة طوال عقود من الزمان. وبذلك تدعو الجبهة المواطنين إلى عدم الإستجابة لعمليات التحشييد والإستنفار والإستقطاب الإثني والقبلي والجهوي الضيق، لأن ذلك سيزيد من الشقة المجتمعية التي ظلت تلعب عليها السلطة طوال تاريخ وجودها لكسب مشروعيتها وبقاءها.

رابعا: إن الحرب الدائرة الآن لم تكن مجرد حدث فجائي، وإنما نتاج لإنسداد الأفق وتراكم الفشل السياسي الذي ساهمت فيه قوى مختلفة بينها الحكومة المدنية الإنتقالية وحاضنتها السياسية من جهة، والمكون العسكري وقوى سلام جوبا وقوى الإسلام المضادة لحراك ديسمبر (٢٠١٨م). فهذه القوى مجتمعة تتحمل مسئولية نشوب الحرب الحالية وتبعاتها.

خامسا: إن النهج الذي تسلكه القوى الرافضة لحرب الخرطوم، في محاولة منها لوقف الحرب، لن يغير في مسار هذه الحرب ما لم تغير هذه القوى نظرتها للمشكل السوداني والتعاطي معه ككل، بدلا من إعتبارها على أنها حدث معزول ودخيل على السياسة السودانية التي ظلت تدار بنفس الطريقة على إختلاف السلطة وشخوصها لقرنين من الزمان.

سادسا: تجدد الجبهة دعوتها لقوى المقاومة المختلفة بضرورة الإنتظام في إطار إستراتيجي يوحد جهودها ولعب دور فاعل وتحقيق أهدافها التي لا يمكن أن تحققها القوى التي تقف قريبة من أضواء ما يعرف بالعملية السياسية وقوى حرب الخرطوم.

سابعا: تؤكد الجبهة على المضي قدما في تحقيق أهدافها كما تؤكد لجميع قوى المقاومة السودانية، على إختلاف وسائلها، أنها على إستعداد للتحاور والتفاكر حول كل ما يمكن أن يوحد المقاومة وجهودها الرامية إلى بناء دولة حرة مستقلة مستقرة ومزدهرة في السودان.

المكتب الإعلامي للجبهة

١٦ أغسطس ٢٠٢٣م
Email: [email protected]

‫2 تعليقات

  1. وهل هناك وقت للتفاكر والتحاور..ان لم يحسم احد الطرفين الحرب سريعا فستتحول الي شأن دولي وهاكم المناطق الآمنة والتقسيم. التاريخ القريب ملي بالعبر فهل من معتبر.. صدقوني التدخل الدولي في السودان سيكون خبيثا وليس حميدا كما يظن البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..