“ورمينا السنارة في الماء” سوق السمك بالموردة.. قراقير وخشوم بنات

أم درمان – خالدة ود المدني
بعكس ما هو متوقع، يعج سوق السمك بالموردة نشاطًا وحراكًا، صباح كل جمعة، لربما يعود ذلك إلى أن كثيرين يستغلون عطلة نهاية الأسبوع في التسوق بحكم انشغالهم بقية أيامه. قبل أن تضع قدميك على عتبة السوق، تسبقك إليه أنفك إذ تنفذ خلاله إلى رئتيك رائحة السمك العطِنة، لكن ما إن تلجه سرعان ما يبهرك نظامه ونظافته، حيث يجلس البائعون فى صفوف متقابلة تتيح مساحة مريحة لحركة المارة دونما مناكبة وازدحام.
في الأثناء، يأتي أحدهم ليستقبلك ويرافقك في جولتك، يحدثك عن أنواع الأسماك وأسعارها مستعرضًا خبرته ومعلوماته في هذا الصدد، لعله يحظى بحق نظافة وتوضيب حصتك، بيد أن عينيك لا تخطئان ملاحظة أن جل من يعملون في هذه المهن الهامشية من الشباب الغض، من أجل كسب رزق اليوم باليوم حد تعبيرهم.
ثروات غنية
يرى سراج مهدي أن البلاد غنية بالثروات والموارد الطبيعية، ومع ذلك يرزح معظم شعبها تحت خط الفقر، وأردف: بلا شك هذا أمر مزعج، حيث ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية يومًا تلو آخر، رغم أنها منتجة محليًا مثل اللحوم كافة وجميع أنواع الخضار وجزء كبير من الفاكهة وغيرها، واستطرد: درجت على الحضور إلى السوق صباح كل جمعة لشراء سمك العجل كونه قليل الأشواك ولا يشكل خطرا على الصغار، أنال حصتي وأتوجه إلى (البيت الكبير) لتشاركنا والدتي إفطار الجمعة، نسبة لانشغالي عنها طوال الأسبوع، ومع ذلك اشعر بتقصيري تجاهها، وختم مهدي: أتمنى أن يستمتع الكل بموارد هذا البلد الأمين، وعلق “المفروض كيلو السمك لا يتعدى خمس جنيهات طالما نمتلك من السدود مثنى وثلاث ورباع”.
لحوم مضمونة
ومن جهته يصف حسن أبو نادر لحوم الأسماك بأنها أكثر ضمانا من غيرها من اللحوم الحمراء وحتى البيضاء كالدواجن التي لها مشاكلها ما يجعل بعضنا يتراجع عن شرائها لفترة، ويستبدلها بلحوم الأسماك، وتابع: “اعتدت على شراء كمية كبيرة من الأسماك تكفي حاجة الأسرة حتى الجمعة القادمة، بالاضافة إلى القليل من اللحوم الحمراء الطازجة، وأتجنب المصنعة رغم إلحاح أبنائي عليها، لاعتقادي بعدم اتساقها مع المواصفات الصحية”.
رزق اليوم باليوم
يتغنى بعض الساسة في منابرهم بموارد ومناظر البلد الطبيعية والمتعددة، ذات الغناء الذي وصفه البعض بالحالم والمحلق بعيدًا عن الواقع الماثل بحيث لا يدري أحد كيف ومتى سيهبط على الأرض؟ ليسهم في دفع عجلة التنمية، وانتشال من ألقى بهم العوز في قاع بئر الفقر.
في موازاة ذلك قال نصر الدين عبده (عامل في سوق الأسماك بالموردة) إنه ظل يمارس عمله منذ عشر سنوات بذات الوتيرة ولم يتمكن من تطويره بسبب شح الإمكانيات، وأضاف: أسعى جاهدا لاستقبال الزبون قبل ولوجه السوق، وأرافقه من أجل إرشاده إلى ما يحتاج ثم أشرع في تنظيف وتقطيع و(توضيب) حصته من الأسماك، بحسب رغبته ووفق السعر المتفق عليه في السوق وهو خمسة جنيهات للكيلو، وأردف: منهم من يحتج على السعر رغم أنه مناسب، ولا نعارض قوله كثيرا، وختم نصر: “علشان نمشى الحال نحن ناس بنجمع رزق اليوم باليوم”.
أنواع الأسماك
إلى ذلك أفاد محمد إبراهيم (صاحب متجر للأسماك في سوق الموردة)، بأنه يعمل فى هذا المجال هذا منذ العام 1982 في سوق الزنك في الخرطوم، وبعد إزالته جاء إلى الموردة، حيث كان السمك يباع طازجًا بعد اصطياده مباشرة، واستدرك: “لكن بعد توسع السوق وزيادة الطلب على الأسماك، صرنا نستورد من حلفا القديمة وسد مروي، ومن قبلها كانت تأتينا أسماك الجنوب”. وعن الأنواع المتوفرة من الأسماك بسوق الموردة، أشار إبراهيم إلى أن أهمها البلطي، القراقير، البياض، العجل، الكبروس، خشم البنات والزمار، أما الأسعار فتتحكم فيها الندرة والوفرة فتنحفض وترتفع بناء على ذلك

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الحمدلله علي هذه الخيرات الذي أنعم الله بها علينا وخيرات السودان وفيره ومتنوعه وهذا من فضل ربي اللهم لك الحمد والشكر علي جميع نعمك

  2. يا خالدة لماذا لم تذكري مصادر توريد الأسماك وكمية كل مصدر مثلا من جبل أولياء كذا طن وبحيرة سد مروي كذا طن .. اين الأسعار لكل نوع؟؟ مشكلتنا كبيرة مع الصحفيين النص كم!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..