أترحم على خليل وألوم جبريل

فلسفة الحركات المتمردة الضغط بالسﻻح على النظام المستبد لنيل الحقوق السياسية .واظهار كلفة خيار الحرب على الدولة والمواطن واجبار السلطة على الخيار السياسي بدﻻ عن الحل العسكري . وذلك بتسديد ضربات موجعة أو استنزاف موارد الدولة واجبارها بالجلوس للحوار.
د.خليل وجدته يفهم هذا التكتيك وعمل له . لم يصادم الجيش السوداني في معارك حقيقية ووصل الخرطوم في رسالة مفادها باستطاعتي مد ذراعي أبعد مما يتخيل النظام .وكان حازما تجاه كل تعدي على المواطن وممتلكاته .حتى صار الطريق الذي تسيطر عليه قوات العدل والمساواة آمن من الفاشر ونياﻻ .
د.قرنق عندما حول التمرد في الجنوب الى حركة آيدولوجية وتبنى مشروع سياسي كلفه ذلك جيش نظامي واحتﻻل مناطق سماها بالمحررة وهذا أضاف أعباء جديدة على القوات المتمردة من تشوين وتقديم خدمات لشعبها وتأمين مناطق نفوذها . مما جعل المواطن يقارن بينها والوضع القديم .
جيش التحرير نزل في ميدان التفوق فيه للجيش النظامي .مما اضطره للتخلي عن آيدولوجية السودان الجديد والتحالف مع نظام الانقاذ وتقزم مشروع دولته ورضي بانفصال الجنوب.
يخطئ د.جبريل بظنه تحرير دارفور من هيمنة الخرطوم أو تكوين قوات نظامية بتسليح عالي وانما عليه اتباع تكتيك حزب العمال الكردستاني والحزب الجمهوري اﻻيرلندي. باستنزاف الدولة المركزية واجبارها على اعطاء اﻷقاليم حقوقها السياسية واﻻقتصادية بالحوار . فقطع الطرق وتعطيل المشاريع الكبرى في المركز وليس في اﻷقليم المتأزم هو هدف كل حركة متمردة وبنفس طويل أما سياسة اﻻحتﻻل والتحرير لن تجدي ولن تقوى عليها حركات دارفور المسلحة .
خليل عندما غزا أمدرمان ماكان يعجزه القتل والتدمير ولكنه اكتفى بالوصول الى العاصمة . فماذا يجني جبريل من تكرار سيناريو الحلم باحتﻻل مدن كبيرة . هل يستطيع توفير الخبز والوقود اذا احتل الفاشر .
اذا كان حركة العدل والمساواة تؤمن بوحدة السودان فالتكتفي بالضغط على نظام الخرطوم بعيدا عن خيارات الحرب وان حبس جبريل في كوبر كما يسجن عبدالله أوجﻻن في تركيا

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..