اتفاق 7+7 والجبهة الثورية باديس ابابا

بسم الله الرحمن الرحيم

عقيد امن (م)هاشم ابورنات

اولا دعوني ازجي التحية والاحترام لاؤلئك الرجال القابضين على الجمر الصابرين على الالام والمعاناة من لهيب القصف وحر القتال ونحن نعلم انهم صٌبر عند اللقاء صٌدق عند الالتحام فهم حقا قبلنا كساسة ?هم- الذين يحملون هم السودان اكثر منا ,فتحية لهم وتحية للمفاوضين من رجال الجبهة الثورية الذين يحملون السلاح بيد ويناضلون يالتفاوض وبالقلم بيد اخرى.

ان ظروف كل عمل معارض يسعى فيه الناس لنيل حقوقهم سواء كان سيايا او قتاليا سياسيا تختلف بحسب الازمنة والامكانيات والمواقف العالمية ,وسياسات الدول الكبرى والتي ان وجدت ان عمل ما لا يتفق مع سياساتها فانها قطعا ستقف ضده ,حتى لو كان هذا العمل فيه قضية عادلة والامثلة لدينا كثيرة وماثلة ابتدأ من قضية فلسطين والى قضية الثورة السودانية ضد نظام الانقاذ السوداني .

واذا ما رجعنا الى الوراء قليلا الى ايام ان كانت المعارضة تقاتل كجسم واحد شمالا وجنوبا (الجنوب الذي انفصل فيما بعد) فسنجد ان العالم كان يقف مع المعارضة وينتقد سياسات حكومة الخرطوم بل ويطالب بتقديم الرئيس البشير وزمرته الى المحكمة الجنائية ولكن وعندما بدأت المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت زعامة البطل جون قرنق دي مابيور وضح للمعارضين ان هناك شرخا في فهم الدول الكبرى لقضية السودان وان المقصود بكل ما كان يحدث هو حل قضية جنوب السودان ولقد عبر لنا احد المراقبين الكبار المسئولين عن متابعة اتفاق مشاكوس ونيفاشا بقوله :- ان القوى المعارضة التي لاتنتمي لجنوب السودان عليهم البحث عن قضايا اضطهاد المسيحيين في الشمال ليجدوا من يقف بجانبهم اعلاميا وتموليا .

وقبل ان استرسل في حديثي اود ان ارد على الذين يظنون ان المساعدات الخارجية سواء كانت مادية او اعلامية او عسكرية هي نوع من العمالة …… هذا غير صحيح قطعا والصحيح ان الناس قد تثور من اجل مظالم معينة وهناك ثلاث حالات لهذه الهبات فاما ان يكون النظام الحاكم متأكلا من الداخل فيسقط نتيجة للهبة او الثورة واما ان يكون مستجيبا للمظالم فيسعى لاصلاح الحال واما ان يكون نظاما باطشا سواء كان ديكتاتوريا متسلطا او ديمقراطيا في ظاهره ديكتاتوريا في حقيقته…. والثورات التي هبت في العالم لرد الظلم كلها وبلا استثناء وجدت من يتعاطف معها من دول مختلفة سواء كانت مجاورة لها او كانت متعاطفة معها ايدلوجيا واقل مثال نضربه في ذلك هو وقوف السودان وبعض الدول العربية مع ثوار ارتريا وكذلك وقوف عبد الناصر مع ثورة الجزائر ووقوفه مع حركات التحرر الافريقية . ونحن لا نعني بذلك ان ان الثوار الذين وقفت معهم تلك الدول كانوا يتكئون على مساعدات تلك الدول بل ما نعنيه انهم كانوا اشخاص ذوي ارادة وناضلوا ونجحوا بفضل قدراتهم الذتية اضافة الى ما حصلوا عليه من مساعدات سواء كانت عسكرية او لوجستية او اعلامية.

ان نظام الانقاذ رغم ظلمه البائن للناس كل الناس الا انه سعى للاستفادة من الظروف العالمية التي جعلت كل الدول للسعي لانقاذ نفسها من الانهيار الاقتصادي الذي كان قادما فسعت الى تجميد كل شئ وتحسين علاقاتها بالدول التي ترى انها تناهض حقوق الانسان بل وفي حالة السودان تسعى بكل الوسائل لاستمرار حكم الانقاذ لانها تظنه احد صمامات الامان لنشؤ دولة جنوب السودان ,ورغم ان هذه الفكرة لم تكن صائبة تماما ولكن حكومة الانقاذ فهمتها وسعت لترويجها مع الدول الكبرى بينما هي في حقيقتها تدعم التمرد المناوئ لنظام سلفا كير حاكم الجنوب الحالي.

الشئ الغريب في مسارات السياسة ان كل الدول تعلم ان نظام الحكم في السودان نظام فاسد ونظام يفتك بالناس كأنما يلعب معهم لعبة القط والفار ويناهض حقوق الانسان بل ويستخف بالانسان كأنه خنزير والحق سبحانه وتعالى قد خلق الانسان في احسن تقويم .
ان الظروف التي صاحبت توقيع اتفاق اديس ابابا بين الجبهة لثورية ولجنة السبعة لاشك انها ظروف يدركها الموقعون من الزملاءالذين يقودون الجبهة الثورية ولكن دعونا نرى ماذا قدم هذا الاتفاق للمعارضين وماذا سيقدم من اجل استقرار وتقدم السودان ,واضعين في اعتبارنا ان هناك 43 اتفاقا قد وقعتها الحكومة مع مختلف فصائل معارضة ولم تلتزم الا بما تهواه من فقرات الاتفاق والتي تقع كلها في مصلحة الانقاذ البحتة.

الاتفاق في جملته ملخص لمواضيع قد تبحث في جلسات اخرى ولكنه لا يخرج عن كونه موضوع انشائي جميل سوف تستغله الانقاذ الى اكبربُعد يمكن حتى تجري الانتخابات ثم سنسمع ان هذا الاتفاق اما اته غير ملزم للمؤتمر الوطني لآنهم لم يشاركوا في التوقيع عليه فلا غازي صلاح الدين يمثل حزب المؤتمر الوطني ولا احمد سعد له يد فيما يقرره المؤتمر الوطني . او ان يقولوا ان المعارضة تنصلت منه رغما عن انه تم تحت وصاية دولية .

يأتي سؤال اخر :- ان هذا الاتفاق اذا ما تم تفكيك معانيه فسوف نحتاج الى عدة اشهر لآن كل بند فيه يحتاج الى لجنة متخصصة لتقوم بوضع بصماتها عليه ومن ثم يتم تضمين كل هذه البنود في اتفاق واحد مما يجعلنا نتساءل :-هل سيؤجل المؤتمر الوطني الانتخابات ام انه سيسعى لاختزال كل شئ فلا نصل الى اي شئ تماما كما حصل في اتفاق القاهرة والذي نفذوه على هواهم ايضا .
الفقرة السادسة من الحوار تتحدث عن جدول زمني يتفق عليه واذا لم تنتبه الجبهة الثورية لهذه الفقرة فسيكون الجدول الزمني مرتبط ايضا بالانتخابات وبالتالي تكون هنالك (كلفتة) للمواضيع .

انا لا اطرح هذه التخوفات من تصور وهمي ولكن هذا ما شهدناه منهم ايام التجمع الوطني وكنت ساعتها مديرا لمكتب رئيس التجمع ومسئولا عن كل الاوراق التي تخص التجمع واتفاقاته واامل من الاخوة المفاوضين ان ينتبهوا لهذه الالاعيب واظن ان الاخ السيد التوم هجو لاتخفى عليه لعباتهم هذه لانه شهدها بنفسه عندما كان ممثلا للحزب الاتحادي في رئاسة التجمع .
والحق ابلج والباطل لجلج
هاشم ابورنات
ابوظبي 6 سبتمبر2014

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ هاشم نحية طيبة تحذيراتك من مراوغة المؤتمر الوثنى مشروعة وحقيقية وسوف نرى فى القريب العاجل تملصهم من اى اتفاق ختى يحين موعد الانتخابات الممجوجة ويذهب الاتفاق مع الريح اذا الحل الضرب عليهم بيد من حديد وما اخذ بالفوة لا يسترد بغير القوة

  2. ليس هنالك وجبه غداء مجانيه،،،،،كل من ياخذ اموال اجنبيه لمقاتله الجيش السوداني فهو عميل،،،،

  3. الكيزان كلاب وخنازير وقتلة مجرمين ولهم خمسة وعشرون عاما من الفساد والقتل والتعذيب
    لذلك هم يعلمون سواءا سلموا سلما او كهرها ان مصيرهم الاعدام والمحاكمات لذلك لن يسلموا ولن يتفقوا علي تداول للسلطة

    الحل الوحيد البندقية والثورة المحمية بالسلاح والضغط من كل الاطراف عسكريا وهذا يساعد علي ان تنتفض المدن واهم شيء ان يتم ذلك بتنسيق عالي وفي زمان واحد لتشتيت ميليشيات الكيزان
    وهذا يسهل التقدم سريعا بانجاه الخرطوم

    قفل كل المنافذ في الاطراف حتي لا يهربوا وفي نفس الوقت نكون قد حصرنا مرض ايبولا (الكيزان) في نطاق ضيق يمكن من ابادة واستئصال الوباء

    قوموا الي ثورتكم يرحمكم الله ولا تنتظروا الاتفاقيات فالكيزان اصحاب تاريخ من الاكاذيب وعدم الالتزام

  4. حمار هدية من حميدتى لمن جاء على صهوة جواد عامل فيها عنتر الجواد كان مخدوع قلب المتعنترين اسقطهم من على ظهره فركبوا حمير حميدتى العرجاء بسبب انتفاخ الكرش الزنقلة ليحذر ذوى الكروش من الحمير دى كان برطعت وقلبتهم حتنفقع الزنقلات ويروحوا فيها غير مسوفا على انفجار زتنقلاتم

  5. الذين وقعوا على اتفاق اديس من المعارضه ام يكونوا في قمة المكر والدهاء او شلة سذج الايام القادمه سوف تكشف الحقيقه

  6. السيد هاشم
    شكرا لك على أنك من القلائل الذين يدركون البعد الدولى فى المشكلة السودانية لأن الإنقاذ تستند على غض الطرف من الدول الكبرى. و لكنك قد أغفلت جانبا مهما و هو أن تلك الدول دائما تضع لها (خط للرجوع) تحسبا لتغيير موازين القوى فى دولة بعينها أو فى المنطقة المحيطة و يكفى ذلك مثلا الإبقاء على العقوبات الأميريكية و أمر القبض الصادر ضد رأس النظام بواسطة المحكمة الجنائية الدولية. القوى الدولية يمكنها أن تغير مواقفها و لكن تحتاج لأقوياء يملكون قرارات كبيرة و سند جماهيرى و هو ما فشلت فيه القوى السودانية المعارضة بتخاذلها أثناء إنتفاضة سبتمبر 2013. المعارضة السودانية تحتاج لفعل صاعق يحدث دويا هائلا و صدى دوليا يجعل الأنظار الخارجية تتجه نحوها و يكون لها مناصرين محليين معتبرين. و لكن عندما ينظر المواطنين لتلك الصورة القادمة من أديس أبابا فستتملكه الحسرة الكبيرة فقط و لا أزيد.

  7. بعدين ايه حكاية الانتخابات الناس الشغالين بيهادى انتخابات لاقيمة ولاوزن ولارائحة لها
    واذا انعقدت او لم تنعقد ليس لها اي اثر او اعتراف ، فما تشتغلو بيها كتير فى حساباتكم

  8. الجنرال هاشم إذا صدقنا كلامك طيب هل حزبكم ملتزم بقراراته وهل انتم حزب ولاقطاع خاص للمرغني يااخي انتم لا تملكون حتي مكتب قيادي وانتم حزب ليس لكم حزب كل حزبكم يختزل في السيد المرغني ومن حوله كان من الأجدر ان تنتقدون أنفسكم قبل انتقادكم للآخرين أنتو وين يا جماعه ولماذا وتهاجموا المؤتمر الوطني وانتم شركاؤه في الحكومة وفي كل شئ كونوا حزب في الأول بعد داك وضحوا موقفكم حتي يحترمكم المؤتمر الوطني وبعدين شوفوا الباقين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..