مبارك الغرقان..!

أجد نفسي متصالحاً ? بدرجة كبيرة – مع السخرية شديدة المرارة التي تفوّه بها الدكتور أحمد بابكر نهار، في حق مبارك الفاضل، وتحديداً عندما قلل من فاعليته، وتهكم من قدرته على الإسهام في تغيير الواقع السوداني الحالي.

ودكتور أحمد نهار لمن لا يعرفونه، هو رئيس أحد الأحزاب الرديفة التي تناسلت من صلب حزب الأمة، والتي يُطلق عليها سياسياً وإعلامياً لفظة “أحزاب الزينة”، ذلك أن المؤتمر الوطني يجود عليها ببعض المناصب، لإيهام الناس بأن هناك تعددية سياسية. مع أن دور تلك الأحزاب لا يتجاوز تزيين المسرح السياسي، وإضفاء مسحة ديمقراطية زائفة عليه..!

المهم أن دكتور أحمد بابكر نهار، صوَّب انتقادات لاذعة لمبارك الفاضل، وقلل من جدوى وجوده في حكومة الوفاق الوطني، ومن أهمية توقيعه على الوثيقة الوطنية. بل أن نهار مضى إلى أبعد من ذلك، وقال في الحوار الذي أجراه معه الزميل الطيب محمد خير، ونُشر بهذه الصحيفة يوم أمس “الثلاثاء”، إن السودان سوف يغطس لو منتظر مبارك ينقذو.. مبارك نفسو غرقان وما معروف لون الجلابية اللابسه شنو”.

حسناً، فكل ما قاله دكتور أحمد بابكر نهار، ينطبق على “مبارك الفاضل” وأكثر، ولكن “نهار” نفسه يحمل من الأوزار السياسية ما يجعله في مرتبة واحدة من السوء مع مبارك. فهو نفسه لا يملك القدرة على الإسهام في حل الأزمة السودانية، لا هو ولا أي حزب من أحزاب الفكة التي تتراص أمام باحة المركز العام للمؤتمر الوطني منذ سنوات، انتظاراً لما يجود به عليها من فتات السلطة..!

ثم إن دكتور نهار متهم عند كثيرين بمناصرة الإنقاذ منذ فترة مبكرة، وتحديدًا عندما كان الخناق يضيق على الانقلاب من قبل أحزاب المعارضة التي تحزّمت لمقاومة التغيير العسكري. وهي المعلومة التي كشف عنها رئيس الجمهورية في المؤتمر العام الأخير لحزب الأمة الفيدرالي الذي يرأسه نهار، وذلك في سياق كيل المدح للرجل وحزبه.

طبعا، ليس من حقنا أن نحجر على قناعات دكتور أحمد بابكر نهار، لكن هناك من يرى أن تأييد انقلاب الإنقاذ من قبل أحد حُراس الديمقراطية مسبّة ومذمّة سياسية كبيرة..!

وعليه، دعونا من “نهار” فهو لم يعد ? عند كثيرين – مؤهلاً سياسياً وأخلاقياً ليمسك بالقلم الأحمر ويصحح كراسة الآخرين.. دعونا منه وتعالوا نتفحّص كراسة مبارك فهي عامرة بالمخازي، من لدن شق حزب الأمة في العام 2002م بمزاعم الإصلاح، إلى مرحلة عراكه الحالي المفضوح مع ابن أخته الدكتور الصادق الهادي المهدي، حول اسم حزب الامة، من أجل الوصول إلى كرسي السلطة.

وظني أن خلاف مبارك وابن اخته، كفيل بأن يجعل سخرية نهار من مبارك حقاً وليس ادعاءً. فمن يتهافت على السلطة بهذه الطريقة، لن يكون بمقدوره أن يغيِّر من واقع السودان المأزوم شيئاً. ولن يكون أهلاً لانتشال البلاد من الوهدة العميقة التي تعيش فيها بسبب السياسات العقيمة للمؤتمر الوطني، الذي يقرِّب النفعيين ويرفض أن يستمع الى الوطنيين الصادقين..!

قناعتي، أن فاصل العبث الذي يقدٍّمه مبارك الفاضل ودكتور نهار ودكتور الصادق الهادي وكل قادة تفريعات حزب الإصلاح والتجديد، هو مما أضر بالممارسة السياسية، ليس في حزب الأمة فقط، وإنما في الوطن ككل، مما أسهم في بروز ما نعيشه حالياً من ضوائق.

الآن هل عرفتم لماذا تقزّم دور حزب الأمة في المشهد السياسي، مع أنه رأس الرمح في تاريخ السودان..!

الصيحة

تعليق واحد

  1. بداية اخى يوسف الجلال
    لست ادرى ان كنت انت من اسرة انصارية فورثت الاهتمام ب ( حزب الأمة ) ام غير ذلك , ولكنى اقتبس من مقالك النص التالى :
    الآن هل عرفتم لماذا تقزّم دور حزب الأمة في المشهد السياسي، مع أنه رأس الرمح في تاريخ السودان..!
    فقناعتى ان حزب الأمة بنى على ارث ( السيد محمد احمد ( المهدى ) ونعرف و تعرف انه لم يكن مهديا بشروط المهدى فى الاسلام …… اذن فهو حزب بنى على أكذوبة متوارثة ويفتقد تماما لمقومات الاحزاب السياسية المعروفة فى شتى النظم السياسية العالمية وليس أدل على ذلك من ما يجرى فيه من توارث فى القيادة فى شتى فروعه و فرقانه فجميعهم ينتمون لذات البيت ان كانوا من ناحية الاب او الام او المصاهرة مع تجييش للأنصار المؤيدين حسب القرب أو البعد من الأسر المتشاكسة و المتنافسة فى الفوز بأكبر قدر من ( الكيكة ) كما أن فى مشاركة رؤوسهم فى حكومة اللا انقاذ بعضهم بنفسه وبعضهم بأبنائه و غير ذلك لدليل واضح على استمرار استغفالهم لشريحة كبيرة من الشعب السودانى
    فلا نهار سيضئ عتمة مستقبل أهله
    ولا مبارك طول حياته عمل شيئا أتى بالبركة لأتباعه
    ولا الصادق صدق فينا عملا و قولا
    و لا الهادى غير باحث عن مصالحه حتى وان أوردته موارد الضلال

    فأكبروا شوية و أزيلوا الغلالة من عيونكم
    فحزب الأمة حزب بنى على كذبة المهدوية التخيلية .

  2. بداية اخى يوسف الجلال
    لست ادرى ان كنت انت من اسرة انصارية فورثت الاهتمام ب ( حزب الأمة ) ام غير ذلك , ولكنى اقتبس من مقالك النص التالى :
    الآن هل عرفتم لماذا تقزّم دور حزب الأمة في المشهد السياسي، مع أنه رأس الرمح في تاريخ السودان..!
    فقناعتى ان حزب الأمة بنى على ارث ( السيد محمد احمد ( المهدى ) ونعرف و تعرف انه لم يكن مهديا بشروط المهدى فى الاسلام …… اذن فهو حزب بنى على أكذوبة متوارثة ويفتقد تماما لمقومات الاحزاب السياسية المعروفة فى شتى النظم السياسية العالمية وليس أدل على ذلك من ما يجرى فيه من توارث فى القيادة فى شتى فروعه و فرقانه فجميعهم ينتمون لذات البيت ان كانوا من ناحية الاب او الام او المصاهرة مع تجييش للأنصار المؤيدين حسب القرب أو البعد من الأسر المتشاكسة و المتنافسة فى الفوز بأكبر قدر من ( الكيكة ) كما أن فى مشاركة رؤوسهم فى حكومة اللا انقاذ بعضهم بنفسه وبعضهم بأبنائه و غير ذلك لدليل واضح على استمرار استغفالهم لشريحة كبيرة من الشعب السودانى
    فلا نهار سيضئ عتمة مستقبل أهله
    ولا مبارك طول حياته عمل شيئا أتى بالبركة لأتباعه
    ولا الصادق صدق فينا عملا و قولا
    و لا الهادى غير باحث عن مصالحه حتى وان أوردته موارد الضلال

    فأكبروا شوية و أزيلوا الغلالة من عيونكم
    فحزب الأمة حزب بنى على كذبة المهدوية التخيلية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..