مقالات سياسية

الفجر الأبلج … القصاص هو الحل

عبدالمنعم طه سيدأحمد

النظام لم يسقط بعد .. نظام الإستبداد ونقض العهود والفساد والتلاعب والنفاق لم يسقط بعد .. كل الوجوه والكوادر والتنظيمات التي كوّنت عصب النظام السابق ما زالت موجودة على الساحة ومسيطرة وتتلاعب بمقدرات السودان .. اقتصاده وأمنه وسلامه. ما زالت قوى الظلام والرجعية والتخلف التي تغلِّف أطماعها الشخصية بغلاف السياسة والعمل الحزبي والوطنية هي السائدة والمتحكِّمة على كل ما يجري في هذا البلد هناك بعض الرتوش والتجميلات بتوزيع بعض المناصب على أولاد مراهقين-سياسة عاطلين أعمت عيونهم العجلة والهرولة في السباق المحموم نحو المكاسب المادية، هؤلاء يودون لو يبيعوا حليباً مغشوشاً لحركات الكفاح والنضال المسلح الذين جرّبوا وعلى مدى عشرات الأعوام كل الشخصيات التي تسيطر اليوم.
أدعو كل الوطنيين الأحرار الصادقين والمناضلين الحقيقيين أن يجعلوا من أحد أهم مطالبهم لتوقيع أي اتفاقية القصاص لدماء الشهداء – في دارفور والنيل الأزرق وجميع مجازر الكيزان ضد الشعب وأخيراً المجزرة المنقول فيها على الهواء مباشرةً وبالصوت والصورة تفاهة وقسوة وبشاعة وإجرام الذين يحكمون الآن ومدى استهتارهم بحرمة وكرامة الإنسان.
الذين جعلوا جلّ همهم وأهم أهدافهم المناصب والمكاسب المادية من قادة الحركات المسلحة هؤلاء ليسوا بمناضلين مقاتلين من أجل حرية ورفاهية عشيرتهم أو منطقتهم أو وطنهم العريض، هؤلاء لصوص مجرمون قطّاع طريق لا يجوز التفاوض معهم بل محاربتهم من الجميع.
توقيع أي إتفاق سلام لا يتضمن مطلب القصاص يعتبر خيانة للعهد الذي قطعتموه لجميع من سقط شهيداً في صفوفكم وجميع أولئك الذين دعموكم ووضعوا ثقتهم فيكم وعوّلوا عليكم في تخليصهم من الظلم ومن ناحية أخرى يُعتبر توقيع أي صلح قبولكم باستباب الأمر في يد هؤلاء الذين أنتم أدرى الناس بجرائمهم وقسوتهم وخيانتهم وفسادهم.
القصاص من القتلة الفاسدين الذين ارتكبوا أشنع المجازر وشتتوا وشرّدوا السكان من مناطقهم وبيئتهم الطبيعية ومجالات إنتاجهم هو الطريق الوحيد إلى السلام المجتمعي والإتفاق والإنسجام السياسي وإزاحة جميع العقبات المكبِّلة للحريات والإبداع والإنتاج ويفتح الأبواب واسعة الى مساحات العمل الدؤوب والتفرّغ لمناقشة كل المشاكل والقضايا الإجتماعية والإقتصادية
لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمان وثقة في مؤسسات دولة يسيطر عليها مجرمون قتلة من طراز الذين لم يرعووا ولم يردعهم عقل أو دين إنسانية من إرتكاب الجرائم التي رآها العالم منقولة بالصوت والصورة على الهواء مباشرة.
فليواصل الشباب الثوار ثورتهم السلمية التي تَبيّن للجميع كيف تم الإلتفاف عليها وكيف يحاول سماسرة السياسة منعدمي الضمير الإنقضاض عليها والاستعجال في تحويلها الى صكوك مساومة من أجل المكاسب. ولتواصل حركات الكفاح المسلح بقاءها على استعداد لتغض مضاجع القتلة، حتى لا يهدأ لهم بال ويكونوا دوماً مهددين ولا تتركهم يهنأوا أو يطمئنوا أو يستتب السلطان لهم.
يجب ألّا يستجيب الشارع أو يرضخ لصنّاع الخوف والنافخين في بوقه من مجرمين يريدون الإفلات من عقابٍ لا محال سوف ينالهم ومن أذيالهم الذين تدفعهم أطماعهم الشخصية للقبول بأنصاف الحلول.
القصاص من القتلة (أبشع وأتفه القتلة) هو الفجر الأبلج لعهد الحرية والسلام والعدل والمساواة الإجتماعية. القصاص من القتلة هو أذانٌ في الشعب بالخلاص من الظلم والإجرام في حقه.
الأهم هو انتصار الثورة، ثورة شعارها هتاف مذهل يختصر مشروعاً حضارياً متكاملاً ”تسقط بس“ يطالب بهدمها وإزالتها من الأساس .. تفكيكها صامولة صامولة، وإعادة بنائها مرة أخرى .. هدم الزيف والنفاق والإنهزامية التي بدأت بزيارة “الوفد السوداني المُؤلف من الزعماء الدينيين ، وبعض العلماء وزعماء القبائل ، يتقدمه السيد ” علي الميرغني ” زعيم الختمية . وقد أذنت الحكومة لأعضاء الوفد باصطحاب بعض أتباعهم أو ذويهم للقيام على خدمتهم ، فكان من بين المرافقين للسيد ” عبد الرحمن المهدي ” السيد ” حسين شريف ” ، رئيس تحرير ” حضارة السودان ” ، وللسيد الأزهري الكبير حفيده ” إسماعيل ” ، الذي كان حينئذٍ طالباً في السنة الثانية من دراسته الثانوية بكلية غردون التذكارية ، وللمفتي الشيخ ” الطيب أحمد هاشم ” السيد محمد الحاج الأمين.” وكل ما جاء بعد تلك الزيارة وما بُني على تفاهماتها وتسربل بروحها.

لا تغرنّكم دموع المعايشي ولا كل المعايشيين

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لدي اقتراح بان يتم عمل مجسمات كبيرة و صور لكل الشهداء داخل سجن كوبر وتكون مشاهدة بوضوح للكل الذين اغتالوا هؤلاء الشهداء صباحا ومساء حتى يتذكروا ما فعلوه بهم او عمل توابيت للشهداء وتوضع داخل سجن كوبر مع المجرمين حتي يعرفو اجرامهم

  2. والله انت الوحيد الصاح مع جوقة الانتهازيين و العطالة العاملين سياسين في الساحة ،،، لنمضي يا شباب الثورة للاقتصاص لشهداء و الضحايا الذين سقطوا بايدي مجرمي الجبهة القومية الظلامية من ١٩٨٩ و حتي اختفاءهم الظاهري من المشهد و تركهم لاذنابهم المسيطرين الان ليفلتوهم من العقاب :
    القصاص لكل شهداء العهد الظلامي.
    المحاسبة لكل من اجرم في حق الشعب السوداني و الوطن.
    و لا نامت اعين الجبناء …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..