مقالات سياسية

نحن نشهد الآن بناء أمة

يوسف السندي

قال الفيلسوف جان جاك روسو : رصيدالديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب بل في وعي الناس .
لأول مرة منذ ٣٠ سنة يشعر رجل الشارع العادي انه شخصية مهمة و لها وزن ، هذا الوزن اكتسبه بالوعي ، لقد طورت الثورة الوعي لدى الجميع .
طيف واسع من السودانيات و السودانيين لم يكن من ضمن اهتماماتهم على الإطلاق الأمور السياسية و قضايا الحكم ، اصبحوا الآن على درجة عالية من الوعي السياسي و الفهم المتعلق بقضايا الحقوق و الحريات .
و يكفي أن قروب ( منبر شات ) الذي كان من اسمه محطة للعواطف و القضايا الاجتماعية تحول بفعل الثورة إلى برلمان سياسي و أصبح أداة من أدوات الضغط و التأثير الحاسم في قضايا مثل : الفساد و الأمن و المرشحين للمناصب السياسية .
لقد حدث تحول دارماتيكي في وعي الناس في بلادنا بفعل الثورة .
يمكنك الان أن تجلس إلى أي شخص من العامة و سوف تستمع إلى محاضرة محترمة في شؤون العدالة و السلام .
طول امد الثورة و انطلاق المواكب بين الأحياء و في القرى و المدن جعل حتى ربات البيوت جزء من عملية التغيير السياسي ، لقد تحول جهد الآباء و الأمهات من الدور النمطي المحدود لهم في تربية و توجيه الاسرة الصغيرة ( أبناءهم ) ، إلى الاشتراك في تربية و تحديد مسار الاسرة الكبيرة ( السودانيين جميعا ) ، هذا التحول كان مؤثرا جدا في عملية تجذير وعي التغيير .
حتى الأطفال في المنازل تكون لديهم وعي مبكر حول الحكم و الحقوق ، بطريقة قد تجعل من السهل على حكومة الثورة أن تدخل مناهج تعليمية جديدة تزيد من وعي الطلاب في المراحل الدراسية المبكرة بالحقوق المدنية و السياسية للمواطن و واجباته تجاه وطنه و مجتمعه .
الحقيقة نحن نشهد تحولات جوهرية في بنية الوعي ، و نلاحظ تطورا أفقيا و رأسيا في عملية طالما انتظرناها طويلا و هي عملية : بناء أمة .
عملية بناء الأمة تحتاج الى شيئين ، ارتفاع وعي التغيير لدى جميع فئات المجتمع ، و الثقة و العمل مع الأمل المستمر ، و كليهما الان توفرت في الشعب السوداني ، الدور على حكومة حمدوك ان تحسن الإدارة و تنتظر الثمار .
يوسف السندي
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..