إنتخابات..(دافوري)سيد الكورة..!!

في تِلك الفتّرة النضرة من سبعِّينيات القرن المتصّرم.. ونحن صبية في شّرخ الفتونة وذروة الحيّوية، متعلقين بكرة القدم، ونجومها الأفذاذ كغيرنا من اترابنا الأنداد حد الهوس المهجس بالأساطير.. كنا نراهم كأنهم سحرة وهم يتلاعبون، بتلك (المدورة) الساحرة، وذلك العشق المجنون المهجس بفتنتها، يحلق بنا في سماوتها العُلا ويحيطنا إحاطة السوار للمعصم.
كان الدافوري.. برنامجاً عصرياً يومياً، مثيراً وأسيراً وجاذباً، للصبية في الحي و الأحياء المجاورة في ذلك الزمان الجميل، وكانت (كرة الشراب) سيدة المّوقف، في عُرصات الدافوري وأميرة (العرصيات) العامرة (بدافوريات) التحديات الكاربة التي يعانق غبارها قبة السماء.

فجأة ظهر (الكفّر البرازيلي ـ إبرة) المخطط أبيض وأسود، الذي كنا نسميه (الكفر البرازيلي) في ميادين الدافوري.. وإمتلكه البعض من ذوي اليسار والميسرة.. كان صاحب الكفر هو الآمر النّاهي، والمُدلل، والمُعلل الأخطاء حتى تنال منه الرضا، تقرباً وزلفى.. ولِم لا فهو الذي يُحدد من يلعب معه، وهم الفرقة المنتصرة دوماً، ومن يلعب ضده منافساً..!! وهو الفريق المهزوم لاريب، ويضع قوانيين اللعبه، ويدل بما يشاء بغير حساب، ويحكم المباراة، أو يحدد الحكم، ودائماً يخرج فريقه منتصراً مسروراً، ويخرج المنافسون بشرف تنشيط الدورة الدمويه وشرف ملامسه أقدامهم العطشى (للكفّر) البرازيلي.. وإن كان بطعم الهزيمة.

كان من عصر بدري، يتجمع الصّبية من كلِ حيٍ عميق يبتغون فضلاً من سيد الكورة، وفرصة ملامسة (الكفَّر البرازيلي).. وهم منتظرون تتطلع عيونهم وأفئدتهم صوب سبيل صاحب (الكفّر) ومنعرج شعاب مسيره من منزله، إلي حيث ميدان الدافوري والقوم حضور.. وعندما يظهر تعلو الإبتسامة مُحيا الجّمع وكانت لحظة ظهوره.. كأنها البرق يومض مبشراً بطلٍ هتون.. وكان يمشي في زهو يغازل (الكفر) الكورة بقدمه والجمع نُظار.

ما أن يصل سيد الكورةأرض الملعب، ويذهب إلى دائرة المنتصف، فيصطف الجمع لتقسيم الفرق المتنافسة، يبدأ صاحبنا بإختيار من يختار معه الفريق المنافس الذي يلاعبه..!! ثم ينظر إلي المتواجدين، ويحدد كيفية الإختيار، إختيار يبدأ بإثنين من اللآعبين أم واحد، حسب مستويات الحضور ومهارتهم الكروية.. لكي يحتفظ لفرقته بالتفوق الظلوم.. فيختار فريقه حسب رغبته وهواه من أميز المتواجدين، ثم يقض قبضة تراب ويذروها في الهواء ليحدد إتجاه الريح ليلعب تجاهها، ويلعب الخصم ضدها.. النتيجة محسومة سلفاً وفريقه دائماً منتصر.. و يقول ديقول: دائماًالميدان هو الفيصل..!!؟؟ وإلا (بشيل كورتي وبمشي البيت)..!

إنتخابات الطغاة والأنظمة الشمولية ذات الحزب الواحد على شاكلة (المؤتمر الوطني)، كدافوري صاحب الكورة.. وعقله الطفولي.. (فالإنقاذ) جيرة أجهزة الدولة بكاملها وكمالها تمكينا وتأمنيناً لمصلحتها تماماً..الصحافة الإعلام، البوليس، الأمن، الجيش، الخدمة المدنية، المفوضية (الأصمية) للإنتخابات….الخ

ثم تم تحديد الفريق المنافس..(من أحزاب التولي)..من منكم يعرف هؤلاء..!!؟ يمكنك الإستعانة بصديق، أو العم (قوقل)..؟!

الطاغية المستبد ( عمر حسن البشير) “سيد الكورة” من جهة.. ومن جهة أخرى

(2) فضل السيد عيسى شعيب “حزب الحقيقة الفدرالي”
(3) عبدالمحمود عبد الجبار رحمة الله “حزب إتحاد قوى الأمة”
(4) محمد الحسن محمد الحسن “حزب الإصلاح الوطني”
(5) ياسر يحي صالح عبدالقادر “حزب العدالة”
(6) فاطمة أحمد عبدالمحمود “الإتحاد الإشتراكي الوطني”
(7) خيري بخيت خيري “مستقل”
(8) حمدي حسن أحمد محمد “مستقل”
(9) أسد النيل عادل يسن حاج الصافي “مستقل”
(10) عصام علي الغالي تاج الدين “مستقل”
(11) أحمد الرضي جاد الله سليم “مستقل”
(12) عادل دفع الله جابر بشير “مستقل”
(13) محمد عوض البارودي “مستقل”
(14) علم الهدى أحمد عثمان محمد “مستقل”
(15) عمر عوض الكريم حسين علي “مستقل”
(16) محمد أحمد عبدالقادر الأرباب “مستقل”

هؤلاء، منهم من قبض، وفيهم من شفط، ومنهم من ضُرِب، لأن إسمه قد سقط.. ونسي أنه كمبارس مبتدئي لمسرحية سمجة.. أحزاب مصنوعة، لاتملك يافطة، مُخلقة سفاحاً من رحم الأمن.. وشخصيات، تلعب أدوار مدفوعة القيمة مسبقاً.

والنظام يعيش في ورطة حقيقية، دون الإجتهاد في التذكير بمأساويتها أو الأشارة لأمارتها، ولا تحتاج منا للكد في مشقة الإثبات، وبالطبع لا يستطع سدنة النظام إنكارها وإن كابروا.

والعهدة على الراوي، يُقال أن (الإنقاذ) قد حاولت إستمالة أحد السياسين المخضرمين من حزب تاريخي جماهيري شهير، للترشيح لرئاسة الجمهورية.. ليطفي شرعية مستحيلة للإنتخابات ومصداقية صعبة المنال.. فإستغرب السياسي وسأل الوسيط بدهاء هل (الإنقاذ) تُريدني..أن أترشح لأفوز على(البشير)،أم لأسقط !!؟؟.. فسقط في يده..!! أي الوسيط.. “يعني عرفنا المغذى شوفو غيري” يمثل الدور.

مناصري النظام الساكتين عن الحق، والمروجين لباطل القول.. الكذبة الصراح.. في سبيل العطايا ودس المظاريف للمصاريف.. “فارشين ضمائرهم في سوق (الشمش) قطاعي”.

ما يقومون به ليس عملاً مخادعاً فحسب بل يتخطاه إلي تزين الباطل وطمس الحقائق وتزييف إرادة الجماهير بالنفاق الفج بحثاً عن شرعية مفقودة وشرعنه مستحيلة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (2) فضل السيد عيسى شعيب “حزب الحقيقة الفدرالي”
    (3) عبدالمحمود عبد الجبار رحمة الله “حزب إتحاد قوى الأمة”
    (4) محمد الحسن محمد الحسن “حزب الإصلاح الوطني”
    (5) ياسر يحي صالح عبدالقادر “حزب العدالة”
    (6) فاطمة أحمد عبدالمحمود “الإتحاد الإشتراكي الوطني”
    (7) خيري بخيت خيري “مستقل”
    (8) حمدي حسن أحمد محمد “مستقل”
    (9) أسد النيل عادل يسن حاج الصافي “مستقل”
    (10) عصام علي الغالي تاج الدين “مستقل”
    (11) أحمد الرضي جاد الله سليم “مستقل”
    (12) عادل دفع الله جابر بشير “مستقل”
    (13) محمد عوض البارودي “مستقل”
    (14) علم الهدى أحمد عثمان محمد “مستقل”
    (15) عمر عوض الكريم حسين علي “مستقل”
    (16) محمد أحمد عبدالقادر الأرباب “مستقل”

    هؤلاء، منهم من قبض، وفيهم من شفط، ومنهم من ضُرِب، لأن إسمه قد سقط.. ونسي أنه كمبارس مبتدئي لمسرحية سمجة.. أحزاب مصنوعة، لاتملك يافطة، مُخلقة سفاحاً من رحم الأمن.. وشخصيات، تلعب أدوار مدفوعة القيمة مسبقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..