حكموا صوت العقل والدبلوماسية..!!

أجــندة جريــئة.

حكموا صوت العقل والدبلوماسية..!!

هويدا سر الختم

أمس كان آخر يوم (للمواطنة) بالنسبة للجنوبيين.. ومن تاريخه عليهم توفيق أوضاعهم القانونية بحسبانهم أجانب.. دخولهم وخروجهم من وإلى البلاد مرهون بتأشيرة الدخول والخروج وتحديد فترة الإقامة. لا أحد ينكر علي حكومتنا ودولتنا حقها في اتخاذ الإجراءات القانونية التي تؤطر الوجود الأجنبي في السودان.. بما أن تحديد مصير الجنوبيين حسمه الاستفتاء الذي أجري في العام 2009.. باختيار الانفصال وتكوين دولة كاملة السيادة ولهذا القرار وعليه استحقاقات على كل دولة وعلى شعبيهما.. ربما كان هناك من صدرت إرادتهم وخياراتهم لحظة الاستفتاء ولكن هكذا هي الحياة وهكذا هي السياسة دائما دونها ضحايا.. ويبقى في نهاية المطاف الدستور والقانون والبرتكول سيد الموقف..ويصبح احترام القوانين التي تحكم العلاقة بين الدول واجب وباب خير يعبد الطريق أمام علاقات حسن الجوار.. فدولة جنوب السودان الآن دولة مستقلة بحكمها وحدودها- بغض النظر عن الإشكالات الحدودية قيد التفاوض? تقع عليها مسؤولية حماية مواطنيها داخل وخارج حدود الوطن وبالتالي تحتاج في هذه المرحلة الاولية للدولة الحديثة استقطاب رعاياها من كل انحاء البلاد لتوطيد اركان حكمها بالتنمية والأعمار التي أساسها الكوادر البشرية.. فالمواطن الجنوبي عاني لنصف قرن من الزمان من ويلات الحروب ويحلم الآن بالسلام والاستقرار والتنمية.. والمواطن البسيط لا يعلم شيئاً عن تعقيدات السياسة وحرب السياسيين.. على الرغم من أنه يدفع ثمن كل ذلك دون أن يستأذن.! كما قلت وجب علي الحكومة اتخاذ الاجراءات التي يحكمها الدستور والقوانين في هكذا وضع.. ولكنا نريد لذلك ان يحدث بكل سماحة وخلق النفس السودانية ..بكل هدوء و- طولة بال-ودونما استعجال.. البدء في الاجراءات.. ولتكتمل في عام او ثلاثة ليس مهما..اخوتنا الجنوبيين تعايشنا معهم منذ الاستقلال برغم الحروب التي دفعوا ثمنها قبلنا وهم شعب جميل وبسيط ومظلوم من قبل اهله في الجنوب والشمال.. ولايخذ المواطن الجنوبي بذنوب الساسة الذين تحكمهم لغة وظروف لا يفهما هذا الشعب ولا يريد أن يفهمها..حزنت كثيرا لكتابات بعض الكتاب(المخجلة)..التي أساءوا فيها للجنوبيين وطالبوا بطردهم وغيرها من المطالب المؤسفة..الكاتب الصحفي الحقيقي المحترف لا يكتب مثل الهواة ودخلاء المهنة.. فهو يعلم أن عليه مسؤلية في توجيه الرأي العام وتغيير اتجاهاته.. وتبصير السلطة الحاكمة ومحاسبتها وبالتالي لا تخرج الكلمات دونما حساب(الكتابة من أجل الكتابة ليس إلا)..وهذا ما يجعلنا نتساءل: متى يدرك هولاء أن الصحافة ليست مجرد مهنة للعرض والبرستيج والعلاقات العامة..؟؟ الحكومة أيضاً أظنها تعلم أنها في مرحلة تحتاج فيها للدبلوماسية وتقييم الأمور بالنظر إلى المستقبل البعيد وليس التعامل بردات الفعل والاستماع إلى قصار النظر.. وفي تقديري أن هذا ما حدث عقب إحداث هجليج التي نفخ في شرارتها الكثيرون ولكن الحكومة فعلت الصواب باستمرار المفاوضات واعادة النظر في القمة الرئاسية السودانية الجنوبية..والأن أمامها الامتحان الثاني في التعامل الحضارى مع الاخوة الجنوبيين واستمرار التفاوض في اديس ومخاطبة رئيس الجمهورية شعبي البلدين هناك من جوبا وليخذل الله اعداء السلام.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..