البديل الناجح للهجرة

خرجت من منزلي القابع في تلك الضاحية الهادئة بشرق النيل وفي عقلي تساؤلات حيري لم أحصل علي أجابتها بعد ان تحولت الي مغالطات فكرية استحوزت علي عقلي ،هل الحل في الاغتراب والهجرة أم الصبر أولي وتضائلت فرص الأخير بعد أغلاق البلف ولم يعد بالنسبة الي الصبر مجدي كما يظهر أمامي حال البلد .صديقي وزميلي ناقشني بجدية حول اتخاذه قرارا بالهجرة الي ليبيا حيث ابتلع الثوار رئيسهم “جم ” عسي ان يكتب الله له مستقبل يلمة وبت الحلال التي طال انتظارها ما يقارب الخمسة سنوات عقب الخطوبة ،قلت في نفسي أنا لا أؤمن بعملية الهجرة فالقسمة وآصلة كان برة أو جوه ..فضلا عن حساسيتي المفرطة مع أوامر المخدمين واصحاب العقالات ،المهم أنحدرت بنا العربة ما يقارب الساعة من سهول البطانة الي منطقة بحري كنت خلالها أتصور قساوة أن تخرجك الظروف من موطنك بحثا عن حياة أفضل في بلاد الآخرين لم يقدمها لك موطنك ،وتغازلني ساعتها مقاطع شاعر الدوبيت الشاب بن عوف عندما كانت ابياته ضاربة في الحقيقة وجزورها السودانية الاصيلة ،ما بنفوتك يمين …ان بخلت وطاتك وجفت ..ولكن تلك الابيات لم تشحذ همتي في البقاء كما يجب لعل صاحبها نفسة قد ودع وقام صوف بل ألاف مألفة مثلة من بني وطني فالهجرة هي معالجة جزرية للبقاء علي صفيح البطالة المسخن بالمهازل والمستقبل الضبابي المعتم ولن أستطيع احصاء عدد المغادرين بصالة المطار يوميا فهم حسب علمي كثر ..أما الذين يغادرون بالبر “موزه “فقد بلغوا أرقام خرافية توفي منهم من توفي بالصحراء والتوهان وآخرون قتلتهم نيران حرص الحدود الليبي او المصري وحتي الاسرائيلي ، يارب دا تحسين حال ولا انتحار مدفوع .؟ فلا يزال بعض من معارفي مصابين بنيران الحرص الليبي وقد أوردت الصحف أخبارهم .ملعون أبو الهجرة ،طيب الحل شنو ؟ حتي السعودية ما راضية بالسودانيين وكشاتها تفوق بلدية الخرطوم ضد بائعات الشاي الوطنيات الصابرات علي ما تبقي من شرف سوداني يستحقن علية التكريم والأوسمة ،عموما وصلت الخرطوم وكدت ان أنسي تلك الخطرفات المتعلقة بالهجرة وموقف صديقي منها فأنا لن أهاجر حتي أستلم حقوقي منهم ساعتها يمكنني قضاء عطلتي الصيفية في كوريا أو النرويج ..الحق لا يضيع خاصة وأنا خلفة وقبل امتطي حافلة أخري لمشواري وقعت عيني علي سوداني شاب أسمر اللون توشح وجهه بغابات وجبال جنوب كردفان فارع الطول يمكنك المراهن به كسوداني في أكبر مسابقة فقدان الهوية وتزييفها .هذا الشاب يا أحبتي يرتدي جلابية سودانية ويضع شال أبيض نصف عمامة علي رأسة وعلي الشال عقال أسود حالك السواد ليبدو لي في هيئة سعودي سوداني او كويتي سوداني تماما كما أصف لكم وهو ما جعلني أكتب بعد انقطاعي عن الكتابة لأسباب تتعلق ببلف الصحيفة سبب البلف، ولو قليل عن هذا المشهد الخطير والمعبر جدا عن ضرورة أتخاذ الهجرة قناعة ولو دآخل الوطن ،منظر الشاب العروبي المظهر حسبتة الحل الوحيد لعملية الهجرة وهو ان نقنع أنفسنا اننا هاجرنا وتركنا الوطن والآن نلبس جلابية سودانية بعقال حتي لا يتمشدق علينا عربي مخدم أو كفيل متأبط عقالا وسطوة . وبالتالي نكون مغتربين داخل الوطن وكفانا الله شر الكشات والقناصة الحدوديين ، صديقي …….. لماذا لا تلبس عقالا علي جلابيتك البيضاء أو بنطالك وتكفي نفسك شر البلاء فلا أدري قد تغلق الدول المجاورة بلوفتها وساعتها يكون اللعب في الزمن بدل الضائع مخاطرة تضيع الوقت وتفسخ الخطوبه .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..