فرحة الكيزان بفشل الانقلاب على اردوغان

استغرب كثير من الناس بل استهجنوا وسخروا من حكومة المؤتمر الوطنى وهى تدين عملية الانقلاب الفاشلة التى جرت فى تركيا مؤخراً رغم أن أهل الانقاذ هم أنفسهم قد انقلبوا على الشرعية بدبابة فى بلدهم وأرى أن هذا الأمر أى سبب الفرحة بفشل الانقلاب ليس بغريب ولا يدعو للسخرية كما حدث فى مواقع التواصل الاجتماعى وكتب آخرون مقالات تعبر عن ذلك الأمر .

الاسلاميون ملة واحدة وهم يشد بعضهم البعض من أتى للسلطة عن طريق الدبابة أو عن طريق صناديق الاقتراع فهم قد أدانوا ما حصل فى مصر بعد مرسي وخرجت مسيرات حاشدة فى الخرطوم رغم الاطاحة بمرسى فالذين يقولون أن هؤلاء صبروا حتى فشل الانقلاب ثم أدانوه ليوهموا اردوغان أنهم معه هم الواهمون فلو نجح الانقلاب لأدانوه أشد الادانة ولخرجت مسيرات التنديد ولبكوا على عهد اردوغان كبكائهم على مرسي الى الآن وذلك لأن هدف التنظيم العالمى للاخوان المسلمين هو السلطة بأى كيفية كانت .
اردوغان يريد أخونة الدولة التركية والعقلية الاخوانية عقلية واحدة متحجرة لا تنظر أبعد من أرنبة أنفها وهذا الأمر سيكلفها كثيراً مستقبلاً فالكبت الذى يمارسه اردوغان ضد الجيش هو الذى دعاهم للقيام بهذا الانقلاب فهو يريد أن يكسر شوكة الجيش كما حدث عندنا فى السودان وبذلك يتنسنى له اخونة مؤسسات الدولة واحدة تلو الاخرى .

أما الذين يتبجحون بالطفرة الاقتصادية فى تركيا فان سببها ليس حزب الحرية والعدالة الذى يتزعمه اردوغان انما العامل الديمقراطى هو السبب الرئيسى فى ذلك كما أن وعى الشعب التركى والأحزاب التركية الاخرى ووطنيتها هما عاملان من عوامل الطفرة الاقتصادية وليس كما عندنا فى السودان أيام العهد الديمقراطي فكل حزب يعمل ضد الآخر وأغلب الاحزاب تعمل ضد الحزب المنتخب نكاية به بل كل حزب متربص بالحكومة ويريد أن ينقض عليها عسكرياً حتى نجح أحدهما فى ذلك فاحزابنا تحتاج الى درس ديمقراطى قبل أن تدخل أى انتخابات ديمقراطية .

يزعم البعض أن اردوغان يرفع راية الاسلام ونقول لهم اذا كان رفع راية الاسلام بالبيانات والاعلام فحكومتنا الرشيدة هى أكبر حكومة ترفع راية الاسلام فاردوغان الذى أقسم أن ينتقم من اسرائيل فى حادثة السفينة مرمرة بلع تصريحاته فى أقل من اسبوع بل الأدهى أنه وقع مع اسرائيل اتفاقية دفاع مشترك ? واردوغان الذى يتبجح للفلسطينيين بالدفاع عنهم وحمايتهم من الاسرائيليين يصدر البطاطين والوجبات للاسرائيليين بل للجيش الاسرائيلى . كذلك فان حكومة اردوغان تواجه اتهاماً خطيراً بتمويل داعش وهى التى تسهل عملية انسياب الدواعش المقاتلين الى سوريا عبر أراضيها وهى التى تقوم بتسويق النفط للدواعش وكل هذه اتهامات منطقية جداً وكل هذا يصب فى مصلحة اسرائيل فان التنظيم العالمى للاخوان المسلمين تنظيم براغماتى يمكن أن يتحالف مع الشيطان فى سبيل تحقيق مصالحه ويتخذ الدين مطيه للوصول الى اهدافه .
أما الفساد فى عهد اردوغان فانه يكفى أن يحول حديقة عامة الى قصر منيف لابنه وكل من تحدث فى ذلك وعارضه فان مصيره السجن .

بعد فشل هذا الانقلاب سيتخذه اردوغان ذريعة للتنكيل بالمعارضين والمنافسين ويتكلم البعض الآن ومنظمات حقوقية أن تركيا أصبحت سجناً كبيراً حيث تم اعتقال أكثر من ثلاثة ألف والعدد يتزايد .
سيحكم اردوغان تركيا بقبضة حديدية ولن يسمح بتداول سلمى للسلطة بل سيسعى لمزيد من التمكين وحتى لو جرت انتخابات فسيكون مستعداً لها تزويرياً ولن يتزحزح عن السلطة وسيحاول اردوغان ان يصدر ثورته الى بقية الدول العربية والاسلامية كما تفعل ايران ويفعل أصحاب الاسلام السياسى وبهذه الأفعال الغبية سيتردى الوضع الاقتصادى وسيندم الشعب التركى على حمايته لاردوغان ولتمنى أن كان نجح الانقلاب فان موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب؟

حماد صالح
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إذا فقد الإنسان واع الضمير الأخلاقي يفعل مايشاء لأنه بالطبع البشري فقد الحياء وهو من الإيمان لذلك لا غرابة أن الخونة في السودان يدينون سلوكهم الذي تحول لغيرهم لا تنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا نتهيت عظيم

  2. كلام مرسل بدون أي دليل علمي. وانت يا اللخو المفرحك شنو عندما فشل الانقلاب العسكري في تركيا. حاجة تحير والله.

  3. حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم الثلاثاء تجاوز عد المعتقلين عسكريين ومدنيين ال 43 الف مواطن ..وتم ايقاف اكتر من 25 مؤسسة اعلامية
    15 الف بوزارة التعليم والاف القضاة…
    وما زال المسلسل التركي مستمر ….
    اخبار مهند شنو؟؟

  4. يا صديقي أنت قلتها في مقالك بنفسك أن السبب في تقدم تركيا هو الديمقراطية و ليس أردوغان لذا هب الشعب التركي مدافعا عن الديمقراطية و رافضا العسكرة و الانقلابات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..