في الفن والابداع – التشكيل (من مطالعاتي)

يحفل الفيس بوك بنشاطٍ جمٍّ متميّزٍ لمجموعة من التشكيليين السودانيين الشباب. لهم صفحة في الرسم وصفحة في التلوين. هذه المجموعات فيها المتفرغ وفيها الهواة وفيها الذي يتمرّن ممن بدأوا حديثا أو ممن انقطعوا عن العمل لفترات طويلة ثم عاودوا الكرّة من جديد.
أهيب بمجهودهم/ن وبمشروعهم العظيم, وأصدقكم القول بأني لم أكن اظن أن السودان يحظى بقدر عالٍ من التفوّق في مجال التشكيل وبدا لي أن المستويات في الفن عالية جدا وأن مسافة الخلف بين هذا الجانب المضيء وبقية الجوانب التي نزل فيها السودان للحضيض, مساحة عظيمة. تحيّرت, هل هذا هروبٌ كبير, هل هذا تعويض؟ هل هذا إصلاح للعقيدة وتهذيب للنفوس. وفي ما يتعلق بالتساؤل الأخير جاءتني الإجابة الجزئية من كتاب مستخدم شريته بدريهمات قليلات, واطلعت على الصفحات الأولى مرّا سريعا فدكرتني بخيطي عن الراحل محمود عبد العزيز الذي بدا لي فيه أن العلاقة بين الدين والفن وثيقة جدا وأنهما يتعانقان في الخروج من مشكاة واحدة وفي ذروة أمرهما. إلا أن صاحبة الكتاب (مؤلفة طريق الفنان) الفنانة الكاتبة جوليا كاميرون تري أن التجربة الفنية هي من صميم التجربة الروحية التأملية في حال التوحد الوجداني والفكري مع القوة الاعطم التي تتبدى باستمرار في شكل طاقة ابداعية متجددة, وأن من يريد أن يمدد طاقته الابداعية لا بد له من تزاوج ما بهذه القوة الأعلى (وسمّها الله أو الطبيعة أو الكهربية المتدفقة…). المهم أنها ترى أن في كل في شخصٍ يرقد فنان وأن هذا الفنان يمكنه الخروج من قمقمه متى ما سعى المرء لإخراج نفسه من الحياة اليومية العادية التي تجعلة يتشبث بالمال والاستكثار في المال والولد والجنس ولذاذات لا تضيف الكثير للطاقة الإبداعية إن لم تكبلها من الأساس. وتتطرف الكاتبة تطرفا لا أعيبه _ شخصيا – برأيها في أن الوظيفة الأساسية للكائن البشري هي أن يساهم في الإبداع, تشكيلاً, موسيقى, أدب, مسرح أو حتى في إدارة شؤون الأسرة أو الأعمال…الخ.
و?ليكم/ن بمقتطفات من الصفحات الأولى (والعفو إذا خذلتنى الترجمة الدقيقة):
1 – الفاعلية الابداعية هي النظام الطبيعي في الحياة. الحياةُ طاقة: طاقة إبداعية خالصة.
2 – وفي الأعماق (تحت السطح) تسْتَكِّنُّ طاقة إبداعية تتغلعل في كل شيء, بما فيها نحن , البشر.
3 – نحن كائنات مخلوقة (بشكلٍ ما ) والمطلوب منا , أن ىنستمر في الخلق بأن نكون مبدعين أيضا.
4 – وعندما نفتح أبواب ذواتنا لقدراتنا الأبداعية, فإنها ستنفتح على المبدع الاعظم في دواخلنا.
القوة الإبداعية هي هبة الطبيعة (الإله) لنا, ولا لابد من الوفاء بردّ الجميل للواهب من خلال أطلاق ما أودع فينا (وأين يكون هذا هدفنا في الحياة, أيا كان الحقل الذي نختاره).
5 – الامتناع عن التخليق هو أمر بأيدينا (قرار شخصي) لكنه يصطدم بطبيعتنا الحقيقية.
6 – عندما نطلق العنان للخلق الابداعي, ستنهمر علينا تغيرات ناعمة ولكنها في غاية القوة, وبدون توقعات
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العزيز عبد الماجد لك التحية . لكم اشتاق لقلمك الرائع فلا تحرمنا . في المعارض والمنتديات ومنذ بداية الستينات يتحدث التشكيليون العالميون بحب واعجاب عن مدرسة الخرطوم . وكنت استغرب كيف لم تدعم الحكومات السودانية ذلك الجهد الرائع. ولم تستفد منه في اظهار اسم السودان . وكان بعض المسئولين يسخر ويستخف بهذا الجهد .
    كنا نسمع لاشادة بالاستاذة كمالا ووقيع الله والصلحي وشبر وشبرين وحسن موسي وراشد وعشرات الفنانين لسودانيين الذيبن بلغوا العالمية ولا يهتم بهم اهل السودان والحكومات بل تقوم بتكسير ,, مقاديفهم ,,. لقد اتوا بكوز وسلموه وارة الثقافة وقام الارعن عبد الله محمد احمد بنكسير التماثيل الاثرية لانها اصنام وافتي الاحمق عبد الحي ان الحفر علي خشب السراير برسوم طيور هو نوع من الكفر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..