الدكتور مأمون فندي : مثلث الجيش والإخوان وواشنطن "وصفة قلاقل" لمصر

استبعد الأكاديمي والكاتب المصري الدكتور مأمون فندي أن يؤدي التقارب الحاصل حالياً بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى مصالحة بين الغرب والإسلام السياسي على المديين القصير والمتوسط نظراً لاختلاف الرؤى بين الطرفين.
تدخل سيّئ

وقال فندي خلال مقابلة أجرتها معه "العربية"، الاثنين، عبر الأقمار الصناعية من واشنطن إن جماعة الإخوان قامت بخطوات لإرضاء الغرب مثل تشكيل حزب سياسي والانخراط في العملية السياسية وفصل الحزب عن الجماعة وضم أقباط للحزب السياسي، ولكن تلك الخطوات غير كافية لإقناع الداخل الأمريكي بأن الجماعة تغيّرت، كما أن جماعة الإخوان أكثر اعتدالاً بين طيف التيارات الإسلامية الواسع وبالتالي لا يمكن القياس عليها.

وجاء حديث الدكتور فندي رداً على رؤية مراقبين ومحللين بأن الاتصالات الجارية بين واشنطن والإخوان حالياً تمثل تحركاً عملياً واعترافاً بشعبية الجماعة في مصر بعد الثورة، ويمكن أن تساعد واشنطن مستقبلاً على التعامل مع حركات إسلامية أخرى في المنطقة، ما يمكن أن يؤدي إلى مصالحة تاريخية بين الغرب والإسلام السياسي.

وعن تصوّره للتقارب الجاري بين الإخوان وواشنطن، قال فندي إن تدخل واشنطن في مصر دائماً تدخل سيئ وفي وقت خطأ، وضرب مثلاً على ذلك بمنظمات المجتمع المدني التي وصفها بصندوق أسود لا أحد يعرف عنه شيئاً.

ومضى فندي في القول إن دعم واشنطن للإسلام السياسي في مصر نوع من الانتهازية السياسية من جانب واشنطن لوضع مقلق في مصر حالياً.
وصفة قلاقل

وأضاف د. فندي أن المؤشر الرئيس في تلك العلاقات ليس فقط تقارب الإخوان وواشنطن، ولكن فيما وصفه بمثلث المجلس العسكري والإخوان وواشنطن، فالمجلس العسكري لديه علاقات قوية بواشنطن بحكم المعونة العسكرية، وصفقة الإخوان مع المجلس العسكري بعد تنحي مبارك تعد مسألة خطيرة.

وقال إن تلك الوصفة هي وصفة قلاقل بالنسبة إلى مصر، إذا تم التعامل معها بهدوء وتعقل ودون مراهقة سياسية، حسب قوله.

وختم فندي حديثه لـ"العربية" بالتطرق إلى العلاقات المصرية الأمريكية التي قال إنها لم تتغير كثيراً بعد الإطاحة بمبارك، فمصر تتحرك وفق خارطة الطريق التي وضعها عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، خلال الفترة التي تولى فيها الحوار بين القوى السياسية قبيل الإطاحة بمبارك.

وأشار إلى أن الذين يديرون العلاقات المصرية الأمريكية بشقيها المالي والعسكري هم نفس الأشخاص، وإزاحة مبارك ليس أمراً مهماً على الإطلاق؛ لأن مبارك لم يكن الأساس في تلك العلاقة، حسب قوله.

العربية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..