أهم الأخبار والمقالات

دعا لها تجمع المهنيين …توحيد قوى الثورة (الخطوة الأخيرة) لاسقاط البرهان.. هل تفلح؟؟

تقرير: الراكوبة

بنهاية مليونية السادس من أبريل يوم امس، تعالت الكثير من الأصوات بضرورة توحيد قوى الثورة، لاقتلاع نظام الانقلابيين، والإطاحة بالبرهان، سيما اعقاب (فشل) المليونية في زلزلة النظام بالقدر المتوقع له والمعلن عنه، بعد أن ظلت لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الثورة مجتمعة يؤكدون على أنه اليوم المزلزل والحاسم الذي سيسقط النظام أسوة بالسادس من أبريل ٢٠١٩. جملة من التساؤلات خلفتها المليونية حول قيادة الشارع دون قوى سياسية، تنظم، وتنادي، وتفاوض، وتقرر، وكذا حول قادرة وجاهزية لجان المقاومة وتجمع المهنيين في قيادة الدولة حال سقط النظام، دون قوى سياسية حكيمة تدير البلاد؟ لمن المصلحة في إبعاد الأحزاب وشيطنتها أمام الشارع وتعمد إلباسها ثوب الخيانة في التماهي مع العسكر وبيع الدماء؟ ومن الذي يسعى لإهدار طاقة اللجان في وتعريض الشباب للقتل دون التوصل إلى نتائج؟ ورغم كل ذلك يبقى السؤال الاهم هو هل تفلح وحدة قوى الثورة في ترميم ما خلفته سنوات السقوط العجاف وتستطيع اسقاط النظام؟

الخطوة الأخيرة

يبدو أن قوى الحراك الثوري فطنت عقب يوم  أمس إلى ضرورة وحدة قوى الثورة لمواجهة الانقلاب والعمل على إسقاطه، ففي وقت ظلت تشدد فيه على أبعاد هذه القوى المدنية من المشهد بحجة الانقسام والاختطاف الذي حدث، ظلت القوى المدنية بالمقابل تدعم حراك الشارع لاعتبار انه الاداء السلمية الوحيدة القادرة على اقتلاع الانقلابيين، غير أنه وبعد نحو ٥ أشهر من الحراك الثوري المتواصل أعقاب٢٥ أكتوبر، خلص تجمع المهنيين إلى ضرورة التوحد والتنازل، بعد أن أصدر اليوم الخميس بيان دعا فيه إلى ضرورة تقديم التنازلات والتواصل لقواسم مشتركة مع قوى الثورة، وقال إنه قد آن الأوان لتجاوز الخلافاتِ الضيقة والتعاون من أجل تخليص البلاد والعباد من هذه السلطة الانقلابية واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي، عبر تأسيس حكم مدني ديمقراطي كامل وإنهاء الوصاية والشراكة مع العسكريين الانقلابيين.
وشدد  التجمع على ضرورة توحيد قوى الثورة وتجاوز الخلافاتِ الضيقة و تقديم التنازلات والتوصّل لقواسم مشتركة ورؤى تعبر عن أهداف الشعب السوداني لاعتبار انها الخطوة الأخيرة لدحر وهزيمة الانقلابيين

محاولة استنجاد

ويقلل كثير من المراقبين من توحد قوى الثورة ومقدرتها في اسقاط النظام، عقب ما اعترى فترة الانتقال من تشظى للقوى السياسية هذه، ومحاولة استئثار بعضها بالسلطة والتماهي مع العسكر، الأمر الذي قاد إلى اضعافها وبالتالي أضعاف مشروعها في بناء دولة ديمقراطية، وبحسب المحلل السياسي خالد البشير ل “الراكوبة” فإن الدعوة للتوحد تعتبر محاولة استنجاد ليس إلا عقب فشل الحراك في إزاحة النظام الانقلابي، محملا خلا حديثه هذه القوى سيما تجمع المهنيين مآلات المشهد الحالي بعد تقديم تنازلات للعسكريين، وقال: أن مليونية الأمس كانت الحد الفاصل الذي أوضح للانقلابيين عجز الشارع في اسقاطهم وجعلهم يتقدمون عليهم، وتابع: لا اتوقع عقب المرارات التي حدثت خلال. السنوات الماضية وفقد الثقة بين القوى السياسية نفسها أن يعود بهم التاريخ إلى الأول من يناير ٢٠١٩ عندما أجمعوا ووقعوا على ميثاق إعلان قوى الحرية والتغيير.

الشرط الحاسم

وبدوره دعا رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير إلى ضرورة توحد قوى الثورة مؤكدا عبر صفحته على فيسبوك انه ورغم هذا الحراك الجماهيري المستمر وما قدمه من تضحيات جسام تمثلت في أكثر من تسعين شهيداً ومئات الجرحى والمعتقلين، لم يسقط الانقلاب لأن هذا الحراك افتقد الشرط الحاسم لتحقيق النصر وهو تماسك القوى المشاركة فيه في جبهة عريضة بقيادة سياسية موحدة، وذكر انه ورغم أن الجماهير، التي فجّرت ثورة ديسمبر المجيدة، هي التي تمثل الشرعية الحقيقية، لكنها لم تجد حتى هذه اللحظة تعبيراً سياسياً عنها يستطيع أن يتحدث من موضع ثقة، وتابع: وفوق ذلك فإن كثيراً من القوى الخارجية التي أيدت ثورة الشعب السوداني وتطلعه للديمقراطية والاستقرار والازدهار، تتابع حراك قوى الثورة بعد الانقلاب وتقف مع شرعية ما تمثله ومشروعية ما تطالب به، لكنها حتى الآن لم تعثر على قيادة سياسية موحدة لهذا الحراك.

ضرورة وأمر واقع

من جانبه اعبتر الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر توحد قوى الثورة شرط ضروري لأحداث عملية التغيير،، وقال في حديثه ل “الراكوبة” ان التغيير لن يتم الا بنوع من التفاوض والتداول، سيما أن الجميع لديه قبول عام لفكرة التغيير، وأوضح ان القوى المستقلة هي صاحبة الشأن في عملية التداول، مؤكدا أن قوى الثورة متجمعة فيما بينها وهدفها واخد وهو إسقاط النظام، وتابع: اي سوداني سواء كان في الشارع البيت أو المكتب يتطلع إلى واقع مدني ديمقراطي كي تذهب كل الحقوق الدستورية لاصحابها.
وحول ما حدث خلال السنوات الماضية بين القوى نفسها من انقسام وفقد للثقة، عده خاطر أمر طبيعي وجزء من عملية التغيير لان قوي التغيير لا تصارع طواحين هواء، وقال: الان وعقب ٣ سنوات اصبحت مسألة الفيدرالية أمر واقع ولذلك لا مناص من الاتفاق الذي سيؤدي إلى التفاوض مع العساكر وتحويلهم الي طاقة لحماية الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..