أخبار السودان

لماذا يجب على السودانيين الاستفادة من تظاهرات ايران؟

مصطفى صالح

دراسة وتتبع المظاهرات الجارية الآن بايران من الاهمية بمكان للتنبوء بما سيحدث بالسودان وذلك لعدد من الاسباب وهى:
اولا: ان الجبهة الاسلامية القومية (الكيزان) قد قاموا بنسخ تجربة الحكم الايرانية بحذافيرها (او بضبانتها) كما يقولون ابتدأ من شكل الحكم وكافة الممارسات الادارية اللا انسانية وقد تلقى كوادر الجبهة تدريبات مكثفة بايران وقاموا بالتواصل مع الثورة الايرانية منذ العام 1979.
ثانيا: ايران كانت هى المصدر الرئيسي لكل فتاوي قتل وقمع والفتك بالشعب السودانى والتنكيل بالمعارضين وهى مصدر فتوى (التقية) التى يتلببها النظام ويشرع بالكذب والغش والخداع والتدليس وهو مطمئن لسوء الخاتمة.
ثالثا: ايران هى المصدر الذى استورد منه الكيزان معظم ادوات القمع والتعذيب والتنكيل ابتداء من الغاز المسيل للدموع بالاضافة لادوات التعذيب المستخدمة ببيوت الاشباح بمختلف اشكالها. وهى من وفر التدريب الدموي لكل كوادر جهاز الامن الحالي ولم تتوقف رحلات تبادل الخبرات لحظة.
رابعا: تطابق ظروف البلدين من العيش بعزلة دولية وتدهور اقتصادي سريع حدث بعد رفع العقوبات الامريكية عن البلدين. لذا فان دراسة ما يحدث بايران الآن لهو من الاهمية بمكان لمعرفة الخطوة التالية التى يجب على الشعب اتخاذها للتخلص من طغمة البشير.
لننظر اولا لاسباب اندلاع التظاهرات بايران ويمكن رؤية التشابه الشديد مع الواقع السوداني الان:
1-الثراء الفاحش الذي يعيشه المرشد الايراني واتباعه (مقابل الثراء الفاحش للبشير وزوجته واخوانه والمقربين منهم).
2-ارتفاع معدلات الفقر والبطالة الي درجات غير مسبوقة
3-تمويل الجماعات الارهابية علي حساب الشعب
4-الاعدامات والتعذيب والمعاملة اللا انسانية للمعتقلين والمتظاهرين
5-اضطهاد الاقليات العرقية والدينية والطمس الممنهج للهويات غير الفارسية
6-المحاكمات الهزلية وغير العادلة للناشطين والصحفيين والعلماء والتي تنتهي غالبا بالاعدام
7-التعتيم الاعلامي وحجب مواقع الانترنت واغلاق الصحف وتهديد الصحفيين والكتاب
8-ارتفاع نفقات الحكومة الايرانية على الحروب الطائفية بالمنطقة
9-استشراء الفساد والرشوة في كافة المرافق والمحاكم والادارات

ثانيا: كيف بدأت التظاهرات:
بدأت التظاهرات اولا كرد فعل على الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها الشعب شارك فيها الفلاحون والعمال الذين كانوا ضحايا التضخم والاجور الضئيلة والبطالة. حيث ندد المتظاهرون بحياة الترف و الثراء الفاحش للحكومة وقادة العمل السياسي وفسادهم المالي. كما اعترضوا على فشل وعود الرئيس روحاني بالنهوض بالاقتصاد بعد تخفيف الغرب للعقوبات الاقتصادية وتوقيع الاتفاق النوؤي مع امريكا. بدأت المظاهرات باعداد قليلة وبمدن متفرقة لكن سرعان ما ازدادت رقعة اتساعها وانتشرت حتى عمت كل انحاء ايران و انضم لها كل فئات المجتمع الايراني رجالا ونساء و توحد بها الجميع ككتلة واحدة ضد الطغمة الفاسدة. مع ارتفاع وتيرة الغضب تحول الانتباه من المشكلات الاقتصادية واصبحت التظاهرات ضد قمع وانتهاكات النظام الاسلامي بايران وفساده بل و وصلت حد المناداة باقتلاع الملالي من جذورهم.
تطوّرت اشكال التظاهر بصورة ملفتة حيث خرج الناس بمظاهرات على ظهور السيارات لاول مرة حيث استخدموا الابواق والهتافات المناوئة للحكومة. ايضا تم قطع بث ارسال مباراة كرة قدم محلية وذلك بعد ان اشتعلت مدرجات الجماهير بالهتافات المناوئة لحكومة طهران والتى سمع دويها لكيلومترات عديدة. ايضا تطورت الهتافات لتدعو افراد مليشيا الباسيج الدموية للانضمام للمتظاهرين وذلك لان معاناة الاثنين واحدة وانه لا فائدة ترجي من الفتات الذي يرميه لهم سادتهم وايضا للتنديد بحياة ترف الحكومة حيث هتفت الجماهير بنحن نجوع لكيما يركب الملالي الفارهات.
ثالثا: ماهو رد فعل الحكومة:
اذا نظرنا لما كانت تفعله الحكومة الايرانية بالماضي حيث كانت تستخدم القوة المفرطة مثل ردها علي تظاهرات 2009 فقد اطلقت يد قوات الحرس الثوري وقوات فض الشغب للتعامل مع المتظاهرين. حيث قامت قوات الحرس الثوري بجلب مقاتلي مليشيا حزب الله والذين لم يتورعوا عن قتل وسحل المتظاهرين (نفس الخطة ب التى تحدث عنها البشير لصحيفة عكاظ السعودية). من الممكن ان تلجا طهران لهذا الخيار لكنه سيكون الاعلي كلفة على كافة الاصعدة ومن المستبعد ان يخمد التظاهرات بل من المرجح ان تهدأ لفترة ثم تعود مرة اخرى وبالنظر لما يحدث فانه مستبعد حتى اللحظة حيث بلغت حصيلة القتلي اكثر من عشرون خلال اسبوعي المواجهة.
واذا نظرنا للواقع الآن فان الرئيس روحاني رجل ذكي ولربما يحاول اخماد التظاهرات ببذل مزيد من الوعود الكاذبة باطلاق الحريات و فتح قنوات الحوار وبنفس الوقت سيعمل علي اعتقال قادة التظاهرات والجماعات المختلفة ويطلق يد الحرس الثوري لقتل المتظاهرين بصورة منظمة وهادئة حتي تخفت حدة التظاهرات وتموت. فبعد مرور اول ثلاثة ايام من التظاهرات قال روحاني ان التظاهرات هى فرصة لمعرفة سبب المشكلة اكثر منها تهديد لكنه حذر من اتلاف الممتلكات العامة وقال يجب علينا ان نستمع للمتظاهرين.
على النقيض تماما فان خاميني لجأ لنفس الحيلة القديمة وشرع باتهام قوي خارجية عدوة بانها وراء هذه التظاهرات دون ان يحدد دولة معينة.
ويلجأ عدد من المسئولون الحكوميون للتخلص من تهمة قتل المتظاهرين كما فعل نائب محافظ لورستان للشؤون الإنسانية حبيب الله خوجاتهبور في حديث إلى التلفزيون الرسمي حيث ذكر أن محتجين قتلا بنيران مسلحين مجهولين جراء اشتباكات عنيفة اندلعت أثناء مظاهرة غير مرخص بها، مشددا على أن عناصر الشرطة وقوات الأمن لم يطلقوا النار على المحتجين.
تشير الاحصائيات لان عدد المعتقلين وصل لالف معتقل يرابط اهاليهم الآن خارج السجون لمحاولة اطلاق صراحهم. الاحتفاظ بهذا العدد الهائل من المعتقلين يلقي بتكلفة هائلة على الحكومة ولربما تطلقهم تحت الضغط الشعبي.

ختاما: على كل القوي السياسية متابعة تطورات الاوضاع بايران وذلك لان الكيزان لا يجيدون سوي النقل عن اساتذتهم وما سيفعله الاساتذة بطهران سينقله تلاميذهم بكل خبث الشئ الذي سيتيح للقوي السياسية ان تكون بموقف متقدم دائما علي النظام ويمكنها من القراءة الصحيحة. حكومة الجبهة الاسلامية القومية هى مجرد فكرة مصرية يتم تنفيذها باستيراد نموذج ايراني لذا يجب اقتلاعها لانها لاتنتمى لهذا البلد الطيب.
المصادر:
قناة 24
aclj.org
RT International

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستفاده الحقيقيه من الثوره الإيرانيه الحاليه تكون كما فعل المتظاهرون مع أجهزه القمع الإيرانيه بالإلتفاف عليهم حولهم من الخلف وجعلهم في الوسط بين الثوار.

  2. الأستفاده الحقيقيه من الثوره الإيرانيه الحاليه تكون كما فعل المتظاهرون مع أجهزه القمع الإيرانيه بالإلتفاف عليهم حولهم من الخلف وجعلهم في الوسط بين الثوار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..