ويا ماشي تعال غاشي

التصريحات الجوفاء التي ملأت بها الحكومة وسائط الإعلام إثر القرار الامريكي برفع العقوبات ..كلها تصريحات ساذجة وواهمة بتحول إقتصادي كبير موعودة به البلاد بفضل تدفقات رؤوس الأموال وكبريات الشركات بغية الإستثمار ..والتصريحات وحدها ترسم للمستثمر الاجنبي/العربي المشهد السياسي المشوَّه بالبلاد .. التصريحات وحدها تستبطن مطامع وسوء نوايا و(لعاب سائل ولسان يتمطق)يؤكد شهوة الفساد وشراهته, وما التصريحات الترويجية البئيسة التي تتبناها المنظومة الحاكمة توهماً باستقطاب المستثمر أيا كان عربياً أم أجنبيا سوى أضغاث أحلام سرعان ما تبددها شمس الصباح ليردد الحالم (اللهم أجعله خيراً) والجوقة التي تعزف لحناً نشاذاً و(زمنو فارق) لا يطرب المجموعة نفسها دعك عن جمهور تتوهمه لن تحصد من أوهامها سوي إنتظار مديد يختلف عن زمان أنفقته (الكُدندارة) ترقباً لعروسه ـ “القمرة” بيد أن الاخيرة قدمت مهراً وهي تهيء العُشة وتسوي الأرض أملاً في هبوط ناعمٍ لمليكته عارجة من سماواتها, وفي ذلك فليتنافس المتنافسون,وما هيأ هؤلاء عدا تصريحات كذوب.. الواهمون وحدهم من زمرة الفساد يحسبون بأن شعاراتهم كفيلة بخطب ود المستثمر, والواهمون وحدهم من كفر بالمشروع الحضاري وعمدوا إلى شعاراته والتهموها ولن نقل بـ(لحسوها) فالعبارة حصريا لـ(لحس الكوع) ,بالمناسبة أين هو صاحب المصنف من هذا المولدالذي هم فيه؟ قلنا كما مشركي قريش مع أصنام العجوة ـ التي صاغوها بأيديهم, ومن السذاجة ان يفترض هؤلاء ريالة سائلة على صدر مستثمر بقمبور يتدلى على قفاه, كما إفترضوه ولا يزالون في الشعب والدليل (آلولو و “لساتم) خائضين في القول الهزل بان (آثار القرار ستعود بخير وفير ليس على الشركات والمستثمرين فحسب بل سينعم بها المواطن كذلك) ـ( المواطن! بالما ـ منقة؟ ) وبعد تراهم ماضين في أقوالهم وبشرى سارة للعالم على طريقة كركر الشهيرة( يا بعيد تعال قريب ويا ماشي تعال غاشي) وهلمجرا.. وكأنما القرار عصا موسى يفلق بها البحر بأمر ربه للإستثمار بيئة ومناخ كما للأشجار لا تنمو بعيدا عنها, ومع ذلك لهؤلاء آمال عظام تراودهم في بإستقطاب إستثمارات الإعراب والفرنجة لبيئة غير صالحة المنبت يعمها فساد يفوق الأولين والآخرين من مفسدي الأرض عدداممن إستباحوا المال العام وحاربوا الناس في مشاريعهم , ولي صديق حزين على مآل الحال, قال لي مستغرباً ذات إستياءٍ بالغٍ(والله الجماعة ديل زي الجراد ما بيشبعوا!)قلت يا صديقي الجراد تودي به الشراهة الى حتفه فيموت تخمةً, بيد أن هؤلاء (لا بيفوتوا لا بيموتوا) ولا عزاء للمواطن سوى العبارة الشعبيةـ تبكي بس, للإستثمار مناخه وأجوائه ومؤسساته ومختصيه من أهل الدربة والخبرة وإدارة ترويج ملمة بكل جوانب وإحتياجات الشأن, وله تسهيلات كما هو ماثل بالجارة ـ اثيوبيا ـ التي بفضل مناخها الإستثماري الجاذب إستقطبت مستثمرينا ورجال أعمالنا وهي تعفي الضرائب بالسنة الأولى للمستثمر الأجنبي وكذلك رسوم الكهرباء وغيرها من إعفاءات وبذلك كسب بنوأمهر بينما الخاسر هو أرض المليون تمساح ومليار سمساروهذا مجرد نموزج وهو قليل من كثير تسهيلات بإمكانها در المال والشهد لو كانوا يفقهون ..الإستثمار يا هؤلاء يحتاج لمؤسسات ذات صلة.. تقرأ المزاج قبل الجيب وما يطلبه المستثمرون ـ لاـ ما يحلم به الطامعون. وحال هؤلاء يلخصه مستثمر عربي جاء ضمن آخرين تلبية لفعالية إستقطابية بئيسة طفق خلالها المضيفون يعددون خيرات وثروات البلاد, فما كان من رجل الأعمال العربي إلا وألقمهم حجراً بقوله دعونا من هذا الحكي و(السواليف) ونعدكم بالإستثمار بأرضكم فقط إن نحن وجدناكم تقدمون التسهيلات الإجرائية للمستثمر المحلي الذي نعلم تماما كم يلهث ويهرول متأبطاً أرتال الأوراق في سعي طويل ما بين المؤسسات , ولعل الرجل سكت تأدبا عن (ولو أمسكتم جهات التحصيل العديدة التي تعتاش على الإستثمار من محلية وولاية ـ حقها براها وتجارة ومالية وكثيرون من نحل ونحل(الأولى بكسر النون بينما الثانية بفتحها) يباغتونك بـ(نِحنا حقنا كم؟) وما أكل السبعوالمتردية والقائمة تطول… فيا هؤلاء أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ـ لاـ امريكا ولا مزيكا!.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..