أخبار السودان

نائب رئيس حزب الأمة القومي  إبراهيم الأمين: المكون الأجنبي له يد في الانقلاب على الانتقالية

الحكومة طرف أصيل في أزمة الشرق

البحر الأحمر مفتوحة لصراع دولي وإقليمي

حوار : أمنية مكاوي

 

توالت الأحداث، وكثرت التقاطعات في المشهد السياسي، وبلغ الأمر مداه بالملاسنات بين المكون المدني والمكون العسكري  منذ تكوين الانتقالية، وظلت الأزمة تراوح مكانها، وكل طرف يحاول (التحشيد) لتقوية موقفه، خرج الثوار في 30 سبتمبر رافضين لقرارات البرهان ومؤيدين للحكم المدني، ومؤكدين بأنهم رغم خلافاتهم تجمعهم مع قوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي الحكومة المدنية الانتقالية.

وفي المقابل صعدت اللجنة الفنية لإصلاح قوى الحرية والتغيير قضيتها وأعلنت أحقيتها باسم الحرية والتغيير، وما إن استفحلت الأزمة حتى شرعت اللجنة الفنية في الدعوة لاجتماع في قاعة الصداقة، حشدت له مناصريها؛ وسط اتهامات بأن الحشد القصد منه دعم المكون العسكري خاصة وأن أنصاراً للنظام البائد شاركوا في الفعالية بصورة كبيرة، وكان هنالك أشخاص هم من أتو بمبادرة الإصلاح، وبعد أن توصلوا إلى اتفاق ووصلوا إلى مرحلة التوقيع بقاعة الصداقة انسحبوا.

التقت ( اليوم التالي) لنائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين وناقشت معه العديد من القضايا ، إلى الحوار …….

ماهو توصيفك للوضع الراهن ؟

 

الوضع الراهن غير مريح إذا بدأنا من ليلة الانقلاب العسكري، وهذا الانقلاب أحدث هزة كبيرة في الدولة السودانية وحقيقتها هو من الجانب الإجرائي هو انقلاب مكتمل، لكن يختلف في أنه تم بطريقة بها الكثير من العشوائية، وعادة الانقلابات العسكرية تكون لها خطة واضحة مع التعامل لكل المستجدات، لكن الذي تم من غير رؤية وتم بتعامل مع القضايا باستهتار .

كيف ؟

الدليل على ذلك إلى الآن لم يتم تكوين حكومة وأن الخطوات التي تمت من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة لم تكن صحيحة وهي قرارات متسرعة وغير مدروسة ويترتب عليها مزيد من الربكة داخل مؤسسات الدولة، الآن في الحقيقة لا توجد حكومة متعارف عليها في كل الدول ، وأن المجلس السيادي الآن صلاحياته تختلف عما ورد في الوثيقة الدستورية، وما ورد في الوثيقة أن المجلس السيادي تشريفي، الآن المجلس السيادي له صلاحيات واسعة جداً، وفي غياب مجلس الوزراء أصبح يشكل الجهاز التنفيذي بكل صلاحياته ويتدخل في مهام أخرى، الانقلاب واحد ما يترتب على قيامه أنه أظهر المشاكل بحجمها الطبيعي .

بمعنى ؟

نحن نعاني من مشاكل لا حصر لها.

أبرزها ؟

كما ذكرت أن الدولة في غياب المؤسسات والمؤسسية أصبحت تدار بالطريقة التي تخدم فئات معينة .

مثلاً ؟

واحدة من الأشياء التي ورثناها من النظام السابق هي امبراطوريات الفاسدين، وأن هذه الامبراطورية هي حقيقة تتحكم في القرار الاقتصادي وأيضاً تتحكم في القرار السياسي بدليل أنها تخلق النادرة، وتخلق كثيراً من عدم الاستقرار في حياتهم و المعاناة التي تكاد تكون في كل مجالات الحياة ، لكن هنالك نقطة أخطر وأن السودانيين لم ينتبهوا لها .

ماهي؟

بعد الانقلاب مباشرة ظهر المكون الأجنبي في القرار السياسي السوداني  على مستوى الدولة والمستويات الأخرى، كثير من الناس أصبح يتحدث من موقف  المدنية، لكن في جميع أنحاء العالم حصل تداخل بين القضايا الإقليمية والدولية وتأكد أن السودان يتمتع بموقع مهم جداً وموقع استراتيجي وأن هذا الموقع يتأثر بدرجة كبيرة جداً في البيئة المحيطة في السودان .

وكأنك تقصد الإقليم الشرقي د إبراهيم ؟

نعم البحر الأحمر كمثال هو عبارة مفتوحة لصراع دولي وإقليمي كمثال الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ لهم وجود يد في البحر الأحمر نتيجة لصراع بين إسرائيل والدول العربية وموقف الولايات المتحدة المساند لإسرائيل، وهذا واضح بعد أن تأكد للولايات وحلفائها أن مجهودهم في تصفية القضية التفصيلية قطع شوطاً كبيراً، والآن إسرائيل طبعت مع العديد من الدول والسودان قطعاً في قائمة الدول التي تهتم بها إسرائيل، والدليل أن الاستخبارات الاسرائيلية تعتبر أن التطبيع مع السودان هو كسب لهم كانوا يخشون من فترة الإنقاذ وتواجد أعداد مرتبة من التنظيمات الإسلامية، والدليل الهجوم التي حدث من قبل الإسرائيليين ،ثم يتحدثون عن حوض النيل ورؤيتهم الاستراتيجية هو أن تمنح واحد في المئة من المياه، وأن هذا مساره سيكون من غير تكلفة؛ لأنه سيكون عبر النيل وعبر أنابيب إلى إسرائيل ، الآن البحر الأحمر روسيا دخلت في تفاوض مع نظام البشير ومازالت أن يكون لها وجود وتركيا والبحر الأحمر كل هذه الدول تطمع في البحر الأحمر بقواعد مختلفة.

 

نفهم من ذلك أن المكون الأجنبي له يد فيما حدث ليلة 25 نوفمبر ؟

نعم له واستفادت منه وقطعاً أن القوة التي ذكرتها ليس من مصلحتها أن يكون هنالك ديمقراطية في السودان، الدليل هو تفاقم الصراعات با إثيوبيا وأن الولايات المتحدة وكثيراً من الدول يهمها استقرار القرن الأفريقي لأن هذا من مصلحتها ، والدليل على ذلك هو تصريح حميدتي بشأن اللاجئين إلى اوروبا وأن هذا التصريح أثار ضجة واسعة في أوربا لأنها  تعاني معاناة كبيرة جداً من الهجرة غير الشرعية التخوف الان هو أن يكون السودان قاعدة لانطلاق الذين يأتون من منطقة القرن الأفريقي يعتبرون أن وحدة اثيوبيا ووقف الحرب في اثيوبيا  سيؤدي  لاستقرار، وهذا يوكد أن من حق السودانيين أن ينتبهوا. من موقف الأسرة الدولية أياً كانت أن أي دولة تسعى إلى مصالحها؛ لذلك أصبح هنالك تواصل مع قوى سياسية وقراراتها ،هنالك الكثير من الكلام الذي يقال شكله إيجابي، لكن في الواقع هو سلبي، وهذا ما يؤكد التدخل الأجنبي بصورة مباشرة في القرارات التي تتخذ على الدولة وموقفها ليس بريئاً، الآن هي تسعى إلى أن تسيطر على السودان .

 

الآن الفريق أول البرهان يتحدث عن الإصلاح.. هل سيكون هنالك إصلاح بالفعل ؟

أولاً القضية التي تأتي تحت الإصلاح هي قضية من الناحية النظرية واضحة جداً لكن من الناحية العملية هي صعبة جداً؛ لأنها تتعارض مع الصلاحيات التي اكتسبوها بقوة السلاح ،وكل الناس الذين اشتركوا في الانقلاب تفاجأنا أنهم أتو  واستولوا على السلطة بكاملها، أولاً اخدو صلاحيات تتعارض مع ما هو وارد في الوثيقة الدستورية، وهي تتعارض مع الفهم العام، الآن هنالك نظام الفرد الواحد في العديد من القرارات التي اتخذت .

ماذا عن التغيرات التي حدثت في الخدمة المدنية ؟

بلا شك هنالك تأثير كبير فيها، وهنالك فرق كبير حدث وأي تغير يحدث يؤثر مباشر عن الخدمة وفي العالم أجمع الخدمة المدنية يكون لها حياد واستقلالية لذلك لا تتأثر بتغير الحكومات، لذلك وكيل الوزارة يقوم بخدمة كبيرة جداً، ويمكن أن يدير البلاد بغير حكومة، لأنه ملم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بوزارته، أما في الانقلاب الذي حدث أن وكلاء الوزارات معظمهم تم دون أن يكون لهم خبرة أو معرفة بوزارتهم ، وأن تغير الوكلاء له انعكاساتها على الدولة ، والأخطر من ذلك هو مدخل للفساد. لكن نحمد لحمدوك أن تم الغاء تلك التعيينات.

في رأيك كيف يتم الإصلاح ؟

لابد أن نقولها بالصوت العالي: علينا أن نرجع إلى المربع الأول ونرجع إلى الوثيقة الدستورية

الأولى وان أن يكون هناك حوار لوضع أسس وصلاحيات الدولة على رئيسها المكونين وأن رئيس السيادة لا يصح له اتخاذ أي قرار، وأن المجلس الأعلى بكامله هو قائد أعلى للجيش وليس البرهان وحده .

كيف تنظر للاتفاق السياسي؟

هذا هو الخطر لأنه جاء في ظروف صعبة، واضح جداً أن هنالك يد مهيمنة، وأن هناك على المستوى الأدنى أو يقف مع المكون العسكري، لكن هنالك من يقف مع المكون العسكري وأن هناك  أشخاص هم من ادو الفرصة للمكون العسكري  في ما فعلوه والاتفاق تم باستعجال.

بمعنى ؟

أن من كان يلعب دوراً في الاتفاق السياسي هم مجرد أجاويد، في ظل هذا التفاقم يجب أن تخرج أي كلمة وتوزن بوزن من الذهب، وأن يكون الاتفاق السياسي مقبولاً موضوعاً، للأسف تم التفاهم مع شخص واحد فقط هو رئيس الوزراء، وللأسف تم التفاهم معه في ظروف يمكن أن توصف بأنها ظروف عادية تحت ضغوط عالية وعزلة، ولم يسمح له بالتشاور، ومعروف أن الاتفاقيات تخضع لحوارات ودراسات لتضمن السند الجماهيري والقبول لكي تكون أقرب للقرار الصحيح، لكن أن تكون بحيز ضيق جداً ينقل محتوى مسودة الاتفاق إلى طرف واحد وهو رئيس الوزراء ما عليه إلا أن يوافق عليها .

نفهم أنك توافق على موقف حمدوك من الاتفاق؟

نعم ليس لديه حل غير ذلك .

طيب لماذا لا ينسحب حزب الأمة منذ كتابة المحتوى قبل التسليم وأنتم تعلمون كل هذه الأخطاء، هل لتسجيل موقف ؟

طيب أنا أقول لك بكل صراحة أولاً حزب الأمة هو حزب جماهيري واسع جداً به من يؤيد وبه من يعارض الاتفاق، ونحن لنحسم هذه القضية طرحت على المكتب السياسي  اتخذ قرار واضح جداً، أن ما حدث هو انقلاب ونرفض كل ما يترتب على الانقلاب يبقى واضحاً جداً أن مؤسسات حزب الأمة هي ضد الانقلاب، وبه حراك قوي جداً خاصة بين الشباب لأنهم جزء من الثورة وساهموا فيها بطرق واسعة، ونحن مع قرار المؤسسات نعم يوجد بعض من أعضاء حزب الأمة لديهم رأي مخالف وهذه مشكلة في حزب الأمة يحلها حزب الأمة، لكن نحن نقول بالصوت العالي إن مؤسسات حزب الأمة اتخذت قرار مقاومة الانقلاب، وهذا يعني الرفض القاطع للإعلان السياسي . وبالفعل اتخذ الحزب قراره بطريقة ديمقراطية وصوت لرفض الاتفاق في الاجتماع الأخير.

 

د. الأمين هنالك تنافر واضح داخل الحزب إلى ماذا يعود ؟

هذه يخص حزب الأمة وهذا رأي مؤسسات ونحن نعتبر أنفسنا نسير مع  المؤسسات

اذا كان هنالك شخص يريد أن يظهر بغير رأي المؤسسات فعليه أن يسير، وعليه أن يسأل هو، وأن حزب الأمة لا يختلف عن الأحزاب الجماهيرية .

في اعتقادك لماذا لم يتم تعيين الحكومة إلى الآن ؟

هذا ضعف ليس إلا، وأن التأخير هو ليس من مصلحة الدولة ولا من مصلحة من قام بالانقلاب، وأن كل المشاركين ليس لديهم الإرادة في اتخاذ القرار الحاسم، لذلك قلت لك هذا الانقلاب ليس مرتباً وأنا أسميه انقلاباً (رزق اليوم باليوم )  هم يقول إن هذه القرارات تصحيحية والتصحيح هو أن تكون (شايل قلم وتصحح صاح او غلط ) وهذا لم يحدث، لذلك تقوي نقاط الضعف لديهم وليس هنالك أي مؤشر إلى حركة تصحيحية .

هنالك قضايا عالقة منذ الحكومة المقالة، ومازالت  تحملها هذه الحكومة مثل المجلس التشريعي وإكمال ملف السلام، كيف لنا أن نخرج من هذا المأزق ؟

من الصعب جداً العبور لأن دور المكون العسكري في المشاكل كبير جداً لأنه هو المسؤول عن قضية السلام  وإلى الآن لم يكتمل؛ ناهيك عن قضايا النازحين، الترتيبات الأمنية والانفلات الأمني حتى هذه اللحظة لم يتخذوا قراراً  بالطريقة الصحيحة .

ماهو الحل ؟

في الرجوع إلى النقاش والحوار، لكن ليس بالصورة الحالية ولا الصورة السابقة نحن في الوقت الحالي نتحدث عن مرحلة. جديدة، وهذه المرحلة تكون فيها مراجعة نقدية في كل ما تم ويلغي بجرة قلم الانقلاب العسكري لنصل إلى حل جذري.

كيف في ظل هذا التفاقم؟

طبعاً هم لديهم مخاوفهم وبالتالي هذه النقطة لم تأتِ بالجودية ، الناس المشاركة في هذه المبادرات جزاء منه وأنا لا أشك في وطنية أي فرد شارك في ثلاث مبادرات ، شارك في مبادرة في ظل الإنقاذ، وجاءت مشاركة في مرحلة حساسة جداً زمن التفاوض، لكن الناس كانت في سبيل البلد وليس كانت لديهم نية للمشاركة في التشاكس، كانت هنالك مبادرة في منزل شخص، وكان الهدف منها إجهاض مبادرة الاتحاد الأفريقي، وتم فيها دعوة المكون العسكري، وتم فيها دعوة بعض السفراء والغرض من هذه المجموعة هو العنف، وهذا لا يتناسب مع مرحلة تحتاج إلى صراحة وشفافية وتقول للأعور أعور في عينه، وأن هذه المرحلة لا تقبل المساومة والتسويات إلا في مرحلة المصلحة العامة .

ماهو رأيك في أزمة الشرق ؟

تحدثت كثيراً أولاً دخول الحكومة في الأزمة عقدها  بدلاً من أن يكون موقفها واضح، ويخص القضية لابد من موقف واضح يخص كل قضايا السلام ككل، الآن الموقف يختلف مع الطرف الآخر، وفي ظل هذه الظروف عليهم أن يحسموا القضية بطريقة حاسمة لأن من الصعب جداً إلغاء المسار وأيضاً صعب جداً اشتراك الطرف الآخر في القضايا التي أتى بها المسار، يجب أن يجمد المسار لكن لا تميل لي طرف وتترك الآخر، وكل طرف تتعامل معه على حسب وزنه، علينا أن ننظر للشرق كقضية قومية وليس قضية صراع وقبيلة .

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..