مقالات سياسية

من أين أتى هؤلاء الناس

عادل محجوب

ليتنى غفر الله لى ،اكون ولو ممسكا بخطام بعير سيدنا عبدالله بن عمر رضى الله عنهما.ذكروا أن رجلا سبه فى الطريق ،فلم يرد عليه وظل سائرا والرجل يتبعه ويسبه.فلما وصل سيدنا عبدالله بن عمر الى داره التفت إلى الرجل وقال له:((يا هذا أنا وعاصم اخى لانسب الناس ))وعاصم هذا كما نعلم هو جد عمر بن عبدالعزيز لأمه من تلك الإعرابية التى أبت ان تغش اللبن وقالت لأمها ((إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا ))وجاء من ذريتهما أشج بنى مروان الذى أوسق الدنيا عدلا زمنا قصيرا ليته طال الى ان مات أوقتل . تلك ذرية بعضها من بعض..هكذا يدهشك اديبنا المتفرد الطيب صالح ..وهو يستهل بهذا المشهد المحتشد بقيم السلف الصالح..ليقول عن نفسه 《من حسناتى القليلة عفا الله عنى ، أننى لست شتاما ولا صخابا فى الأسواق بيد أن منسى يومئذ اخرجنى عن طورى . ليقطع على طريقى وظهر فجاة مثل الشيطان .ليفسد على ذلك الحلم الجميل.هكذا يحكى بكتابه منسى إنسان نادر على طريقته.. عن إستغلال صديقه منسى لموقع الطيب الإدارى بهيئة الاذاعة البريطانية بدون أن يعلم (شغل حلبسة كمايقول) وإدخاله له فى ورطة تقصير إدارى لا مراء فيه..ويمكن لك ان تتخيل متى وكيف يخرج أديبنا الصالح الطيب صالح عن طوره. عندما يقول بمقال عن جماعة الاسلامى السياسى بعيد إنقلابهم المشؤوم حيث أخرجوا السودان من وهج الديمقراطية وقيم الحق وصفو التعايش الى كبت الشمولية وظلم وظلام الإستبداد العضود بإسم الدين ..والأحلام الظلوطية يقول: (ألا زالوا يحلمون بإقامة خلافة اسلامية على جثة السودان المسكين يبايعونها أهل مصر وبلاد الشام والعراق وبلاد جزيرة العرب) .. ليأتى السؤال الاستنكارى الذى توارد مع ما يدور بخواطر الجميع.من أين أتى هؤلاء الناس.. بل من هؤلاء الناس…الذين أخرجوه عن طوره. بما سمع ورأى وشاهد.من مصائبنا أن منا من يمجد اللامعقول نفاقا أو وجلا ومنا من ينظر اليه بلامبالاة..ونادرا ما نجد مثل هذا التصدى بالأدوات الأدبية الرصينة ..من قادة الفكر و جهابذة الأدب والتى لوقدر لها زمان تاريخنا المعاصر بث شعاع ضوئها بعتمة ظلام الوطن لما عاد لمسرح العبث السياسى بعد مائة عام من خطاب دعوة الدخول فى الاسلام والاستسلام للدولة المهدية الموجه من الخليفة عبدالله التعايشى للملكة فكتوريا ملكة بريطانية..وقد انتشرت بزخم رسائل الوسائط الإجتماعية التى عمت الدنيا وشغلت الناس بالسنوات الأخيرة صورة يقال إنها للأمير يونس ود الدكيم الذى قيل ان خليفة المهدى وعده بتزويجه منها كأغراء للملكة لقبول عرض الخليفة..( وأضافت الإسطورة الشعبىة سؤال ود الدكيم اليومى للخليفة عن الجماعة ماردوا) كان ذلك كل قدرهم على التنفيس عن ما يدور بمسرح اللامعقول ..ولو كان هذا النقد الطيبى لمسرح العبث حينها موجودا..لما أتى بوطننا السودان بعد قرن من الزمان جماعة امريكيا روسيا قد دنى عذابها على ان لاقيتها ضرابها…وكثير من الدراويش يهتفون بملء الفيه ويقين الصدق..ومن سخرية القدر أن حلايب والفشقة هذان الجزئان العزيزان من الوطن تم احتلالهما من وراء مسكنة مابعد بلاوى حماقات الدروشة..
و هتافات الطاغية الامريكان ليكم تسلحنا تشق عنان السماء ..من حلاقيم ظل يتم حشدها من كل حدب وصوب من شحيح فقر السودان المدقع لتحرر العالم بالصياح عند كل خطب..وحلايب تمصر عمرانا وتعليما وصحة.. والفشقة تثوب سمسما وذره… ولإنفصال الجنوب اللاحق من هذه الدعشنة المبكرة.. نصيب كبير.. وحق لأديبنا أن يتسأل حينها :(السماء ماتزال صافية فوق أرض السودان أم أنهم حجبوها بالأكاذيب..هل مازالوا يتحدثون عن الرخاء والناس جوعى وعن الأمن والناس فى زعر وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ) ..ليتك تعلم انهم قذف بهم شعب السودان لمزبلة التاريخ..لكنهم مازالوا يلوثون وسائط الدنيا ومجالس السودان بالأكاذيب المضحكة.. ويغذون جرثومة جوع وزعر الناس التى غرسوها بجوف الوطن وارتبطت بهم كداء السرطان اللعين..انهم ما زالوا يقولون كلاما ميت فى بلد حى..ويريدون إكمال الإجهاز عليه بالعودة لحكمه بعد ان ذبحوا الخيل وأماتوا الارض..و.يتباكون الآن على حال هم صانعوه بخبل مقيت..جعلوا السودان مثل الإنسان فى روايات سمويل بكت ..كأنه فى صحراء يباب فى ليل كونى حالك السواد بلا نصير ولا معين… ويتحدثون وهم أهل التناقض الفج عن جنتهم الضائعة..وينسون انها راسخة باذهان الناس..طرز وصفها الطيب صالح طيب الله ثراه ببداياتهم الطالبانية المظلمة بحروف بصيرة تمشى بين الناس وتبقى للتاريخ .((الخرطوم الجميلة مثل طفلة ينيمونها عنوة ويغلقون عليها الباب تنام منذ العاشرة باكية فى ثيابها البالية لاحركة فى الطرقات لا أضواء بنوافذ البيوت ، لافرح فى القلوب ، لاضحك فى الحناجر ، لاماء ، لا خبز ، لاسكر ، لا بنزين لا دواء ،الأمن مستتب كما يهدأ الموتى.. )) والآن يتحدثون عن الخبز والوقود..والبعثة الأممية التى مازال جنودها فضلة شرهم منتشرون بولايات دارفور وابيى بزريعة حماية اهلها من همجية ما صنعوه وعقابيل ما أحدثوه..اذا جسد النفاق بشكل كائن أو كيان لكان المؤتمر الوطنى المحلول بشرنقاته نعم التجسيد.وخير المثال .فبعد كل الرزايا التى بلى بها الوطن خلال ثلاثة عقود من الزمن الموشوم بذاكرة الناس والتاريخ ..(بيقولون عكس ما يفعلون)..هاهم يتناسلون من شرانق العدم ومزبلة التاريخ بإسم الثورة والثوار يدعون لتصحيح المسار ..مهما قيل عن السياسة بانها لعبة قذرة لايمكن أن يجمح الخيال بوصولها عند بعض القوم لهذا الدرك من الإنحطاط والضحك على إرادة الشعوب .صنعوا بعض أرجوزات مسرح العرائس بسوح الإعتصام عبر ازرعهم الامنية بغباء مكشوف ويستخدمونها الآن لحريق الوطن عبر بث سموم النفاق واللعب على كل الحبال..فهم يعلمون انهم لن يستطيعوا ان يقولوا نحن المؤتمر الوطنى ونريد ان نعود للحكم..لذا يمكرون باسم الثوار.. ولجان المقاومة و بحشد والنصرة ودولة القانون ..ويخطرفون و يصرخون.بثورية منافقة تعرى نفسها بالاعتداء على أسر شهداء الثورة المجيدة.. دعهوهم يبكون ملك اضاعوه بسوء الممارسة وفساد الطوية..دعوهم يخادعون وكأن على رؤوس الناس قنابير..(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ). ..حقا من اين أتى هؤلاء الناس…

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..