أخبار السودان

بعد 20 عاما على أحداث 11 سبتمبر.. هل أخرجت الثورة السودانية البلاد من دائرة رعاية الإرهاب؟

ذكريات مؤلمة يحملها تاريخ 11 سبتمبر /أيلول بعد عشرين عاما من تدمير برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم مرور الزمن لا تزال التحليلات والدراسات لم تصل إلى الحقيقة المطلقة حول الأسباب وكيف تمت العمليات بتلك الصورة المرعبة.. وما هو دور السودان فيها وهل تغير حاله بعد الثورة؟

لم تكن أحداث سبتمبر عادية، بل تغيرت معها توجهات العالم، وربما بعض خرائطه الفكرية، وفيما بلغ ما رصدته جهات الإحصاء العالمية من ضحايا هذه الأحداث 2977 شخصا، إلا أن الحقيقة أن الضحايا غير المباشرين لها ولما ترتب عليها ربما يعدون بمئات الآلاف.

بدأت الأحداث حينما استولى بعض من قيل إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة على 4 طائرات، ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي، في نيويورك، وأخرى ضربت مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، والرابعة سقطت في حقل في ولاية بنسلفانيا.

بداية، يقول الخبير السوداني في القانون الدولي، الدكتور معتز المدني، إن “السودان يسير الآن نحو الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية، لكنه لا يزال هناك الكثير من الجيوب الإرهابية الموالية للنظام السابق، حيث تعمل الحكومة جاهدة منذ تشكيلها على تقليم أظافر الإرهاب”.

الجيوب الإرهابية

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن السودان يحتاج بشكل كبير إلى بناء العدالة والأجهزة القضائية والأمنية، والأجهزة الأمنية هى الأهم، والمرحلة الانتقالية تحتاج المزيد من الجهد والوقت حتى ننتهي من كل بؤر الإرهاب، أما الآن فلا تزال هناك جيوب وجماعات متطرفة فكريا.

وتابع خبير القانون الدولي أن الجيوب المتطرفة لا تزال موجودة، لكن ينقصها العتاد والتمويل، ومتى ما أتيحت لهم الفرصة بالتمويل والتدريب والتسليح سوف يظهر الإرهاب مجددا في السودان.

وأشار المدني إلى أن “صورة السودان في المجتمع الدولي تحسنت كثيرا بعد الثورة، وعادت البلاد إلى المحيط الدولي والاتفاقيات الدولية بعد سنوات من الحصار، علاوة على أنه قد تم التوقيع على الكثير من المعاهدات التي تناهض الإرهاب والتعذيب والكثير من المسائل المتعلقة به، ورغم ذلك لا تزال خطوات السودان نحو المجتمع الدولي بطيئة نحو المجتمع الدولي، ونتوقع بنهاية العام القادم أن يعود إلى أحضان المجتمع الدولي وسيادة القانون الدولي بشكل كامل، بعد أن خرج من دائرة دعم الإرهاب”.

الترابي والقاعدة

من جانبه قال السياسي السوداني والخبير الدولي في القانون، الدكتور محمد الزين، كانت هناك توجهات من الدكتور حسن الترابي لتوسيع الحركة السياسية الإسلامية  ومرت تلك العملية بمراحل منذ الستينات، حيث أنشىء في العام 1976 تنظيم الاتجاه الإسلامي فيما يعرف بالمصالحة الوطنية مع جعفر النميري، وفي 1986 أنشىء تنظيم الجبهة الإسلامية القومية.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “بعد انقلاب عام 1989-1990 والاستيلاء على السلطة، بدأت تراود الترابي أفكار جديدة تتلخص في التواصل مع الحركات الإسلامية المختلفة داخليا وخارجيا، حتى يكون له وزن على مستوى العالم، فدعا الترابي إلى ما يسمى مؤتمر الشعب العربي والإسلامي في العام 1990-1991، وشملت الدعوة كل الحركات الإسلامية المتطرفة الراديكالية من جانب، ومن جانب آخر تمت دعوة الحركات الراديكالية اليسارية، في هذا الوقت كانت بدايات خروج أسامة بن لادن من السعودية بعد سحب جواز سفره، علاوة على الصراعات في أفغانستان وخروج الروس منها، لذا كان السودان مناسب جدا إلى بن لادن للبداية في تأسيس تنظيم القاعدة في السودان وأتى إليها باستثماراته”.

السودان برىء

وحول وضع السودان الراهن بعد سنوات الحصار بسبب أحداث 11 سبتمبر وأحداث أخرى وقيام الثورة، قال الزين: “القاعدة لم تكن موجودة في المجتمع السوداني نفسه ولم تكن جزء من الدولة، ولم لها تأثير على المجتمع، فقط هناك علاقات مع جهاز الأمن السوداني بعد عملية محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك 1995”.

وأكد الخبير القانوني أن السودان كدولة لم يكن متورطا ولم تكن هناك أدله على تورطه كحكومة ودولة، كل ما في الأمر كانت هناك علاقة بين التنظيم السياسي الموجود في ذلك الوقت مع تنظيم بن لادن، ولم يكن لفكر القاعدة أي تأثير على الفكر السياسي السوداني أو في بناء الدولة ولا على المجتمع، كل ما في الأمر أن هذا الأمر كان عبارة عن علاقات خاصة جزئية مع أجهزة أمنية.

تعليق واحد

  1. ان كنت تعني الارهاب بمفهوم الغرب فالارهاب عندهم هوالاسلام (متطرف اومعتدل)
    لكن هناك راي في الغرب يري ان السودان الان يسيطرعليه وعلي حكومة ثورته الشيوعيين (بالتسلق) وهواشدخطرا وارهاباعندهم بدليل ان امريكالم تصنع عدوهاالجديد(الارهاب)الابعدان سقط الاتحادالسوفيتي وانكسرظهره!
    اما الارهاب الداخلي فكان يمكن ان ينعدم تماما اذا تحققت
    مطالب الشعب التي خرج من اجلها والمتمثلة في الاوضاع الاقتصادية المزرية التي كان الحال عليها وكان يمكن ان تتحول البلادلجنة ان انزل شعارحرية سلام عدالة لارض الواقع!!!؟؟ لكن بالعكس تماما !!فبسبب الفقروالجوع والمرض فقدانتشرت البلطجة والسرقة النهب والقتل وغيرهابكل مكان حتي اننالااضمن ان انهي تعليقي هذا وقداعدت هاتفي الي جيبي سالما !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..