“أولاد الحرام ” !!

“ود الحرام” لفظ عربي شائع التداول ، ووصف سوداني “دارج” يستخدم مجازا لوصف ” البلطجية ” ، واللصوص، والخسيسون والرويبضة ، والذين يستفيدون من كل وضع دون تذكر الآخرة والعذاب والحساب ، كما كثر استخدامه للذين يسفكون دماء شعوبهم ، وينهبون قوت فقرائهم ، ويسرقون المال العام ، والتافهون الذين يتكلمون في أمور العامة !!

زمن العجائب، هذا الوصف يصدق في زمننا هذا !!، ففيه ترى العجائب تترى، بل ربما عجائب تترى، ومن ذلك أنك ترى من يتصدر كل أمر تافه ويتحكم في رقاب الناس بجبروته ولسانه ليوجه التهم ومن ثم يصدر الأحكام !! ويا ليت ذلك فيما يخصه لهان الأمر، بل إنه يتحدث في أمور تمس الشأن العام للناس ، ولو كان لا يفهم فيها شيئاً!! والحقيقة أن العجب في ذلك يبلغ بك مبلغه فتتساءل تساؤلات مصحوبه بعلامات تعجب عن ذلك الصنف من البشر، غير أنه لا يطول بك العجب لأن هذا الصنف من الناس قد جاء وصفه قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام مضت على لسان من لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم عندما سئل وما الرويبضة ؟ فقال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”. فالرويبضة في زماننا هذا هم من يطلقون عليهم ” ولاد الحرام ”

وتزخر معظم مجتمعاتنا العربية والتي تدعى الاسلام والايمان بالكثيرين ممن ينطبق عليهم هذا الوصف ” أولاد الحرام ” ، والذين يفتقدون إلى أقل قدر من القيم الأخلاقية التى تدعو لها كافة الشرائع السماوية، بعد أن شاعت فى العقود الأخيرة عوامل الانحلال والفساد، والسرقة، والرشوة، وتزايد أطفال الشوارع، وبعد ارتفاع معدلات الطلاق، وعزوف الشباب عن الزواج بسبب الفقر المدقع ، والبطالة عن العمل .

فالحديث عن ” اولاد الحرام ” يجعلنا نتسآءل هل عصرنا الحالى الذي نعيش فيه ودولتنا التي تحكمنا ” بت حلال ” ومن هم ” اولاد الحرام ” الذين يشوهون تاريخنا الحضاري وقيمنا ومجتمعنا في السودان ؟؟

إن كل المستجدات التي طرأت وفاحت رائحتها وأزكمت الانوف في ظل هذا العهد الذي يمر علينا في بلادنا أفقدتنا القيم السمحة والعادات الجميلة والموروثات الأصيلة حتى غابت عنا كل القيم الاسلامية الصحيحة ، وظلننا نشيد ونمجد من يسرقون المال العام ويهدمون الاخلاق والقيم ، ويسوّد علينا أشرارنا وعديمي الضمائر والانتهازيون والنفعيون والأرزقية !!

افتقد الكثير من المسئولين وعامة الناس القناعة والرضا بالمقسوم ، وتلوثوا بالفساد والسرقة والربا والتكبر ، وكلما كان المسئول سويا صادقا أمينا ” وود حلال ” انعكس الأمر على الشعب والفرد فصلاح الدولة هي صلاح للشعب والأمة ، إذا كـــان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربٌ فشيمـةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ !!

وقد لا يختلف اثنان اليوم أن في نظام الحكم الحالي في البلاد وفي عامة الشعب يعيش عدد مهول من ” اولاد الحرام ” بعضهم معروف وبعضهم يعيش خلف الكواليس . وأغلبيتهم سبب هذا البلاء والانتكاسة التي نعاني منها ، ورغم كل هذا أننا لا نفقد الأمل ، فالله تعالى يقول عن أمة الاسلام التي تمسكت بدينها وهاجرت الى الله : “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ”
وربنا يبعد عنا جميعا أولاد الحرام،،،،،

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..