اعترافات كوز إهتدي !

حسن وراق

(#) ودالجاك رجل بسيط .. رزق اليوم باليوم وجد نفسه مؤتمر وطني هكذا بدون فهم زى ما قال ولم يسع لذلك ، دائما يردد .. اعملوا حسابكم يا جماعة ،أصدقاء السوء في المساجد الكتف بالكتف والقدم بالقدم سدا للفرجات حتى لا يتسلل الشيطان بينكما إنهم شياطين الإنس كالذي يجاورني دائما في الصلاتي ينتظر خروجي من المنزل ويرافقني بعدها (مان تو مان) و عقب صلاة الصبح في حلقة التلاوة وعند الختمة يأتي محملا بالشاي واللبن واللقيمات ويصر أن أكون بيمناه وأشرب من الشاي مثلما يتخذ من النساء مثني وثلاث ورباع .
(#) قبل رمضان يأتينا محملا بالسكر والشاي والدقيق والزيت وكل لوازم الشهر واحتياجاته(كيس الصائم) وكأنه يعلم بحوجتنا الماسة سيما و ظروف العمل تتعقد ويصعب توفير احتياجات البيت اليومية من خبز ولبن ومصرف المدارس والجمرة الخبيثة والفواتير واجبة السداد يواصل ودالجاك بكل عفوية صادقة وكان (بِغْمِت لي) العشرين والخمسين ويقول لي (وشك علي وش خير) و عليك الله ما تتردد فيأي طلب نحن أخوان ساكت في الله .. الحقيقة كسر عيني وأنا كمان وشي ضيق.
(#) كان دائما ما يأخذني معه بعربته المظللة (الباردة) للمناسبات في المدينة و(يخت لي كمان في الكشف) ويأخذني الي زيارات خاصة لأصدقائه وفي أحدي المرات كان حديثهم عن الدين والإسلام ولكن ليس بالطريقة المعروفة (قال الله وقال الرسول) كان كلاما (كبار) علي شاكلة الحاكمية وفقه الضرورة وتتردد الآية القرآنية (وأعدوا لهم ما استطعتم ..) .. تحديات العصر ..خطر محو عروبتنا وإسلامنا .. الدفاع عن العقيدة وعن الكيان . هكذا باختصار قد تم تجنيدي للحركة الإسلامية .
(#) تم الاحتفال بي علي نطاق شلة جاري (شيخ علي) بالصورة والصوت ، أغدقوا علي هدايا مالية في ظروف بيضاء أعدت خصيصا ل (كسر العين) وبدأت أحضر في العديد من الاجتماعات مع شيخ علي تم اختياري مسئول تأمين الحي لعلاقاتي الوثيقة بكل أفراده و طلبوا مني حصر كل مواطني الحي وتصنيفهم حسب توجهاتهم السياسية وطلبوا مني التركيز علي الشيوعيين لأنهم مصدر الخطر علي حركة الإسلام والعقيدة .
(#) شعرت بعزلتي في الحي وصار اسمي سعيد الكوز وأصبحت كالأجرب فرّ مني الجميع ، لا يحدثوني ولا يطايبونني كما كان في السابق وأصبحت علاقتي في الحي فقط مع (خلية التنظيم) إدريس صاحب البقالة وآدم المكوجي وعدد من الباعة الجائلين في الحي وأهمهم (الدهباية) الدلالية التي تمارس القوادة والإغواء تحت ستار البيع بالتقسيط وهي تعرف كل أسرار المنازل كانوا يمدوني بالمعلومات التي أقوم بتوصيلها لشيخ علي الذي أختفي في ظروف غامضة هو و أفراد أسرته وبعد مرور أعوام ظهر شيخ علي في هيئة رثة كالمجنون متسخ يتوكأ علي عصاه يصيح بصوت مكسور (.. سامحوني يا جماعة ).. الشيخ جنّ.. يمهل ولا يهمل وعلي الباغي تدور الدوائر.
[email][email protected][/email]