سجين منذ 1000 سنة … !!!

سجين منذ 1000 سنة … !!!

أبكر يوسف آدم
[email][email protected][/email]

فى مقالات سابقة تطرقنا إلى مسئولية الإسلام السياسى المتمثلة فى الخلافات والخلفاء الإسلامويين ، الذين حكموا ،، ويحكمون بإستغلال وتوظيف إسم الدين الإسلامى، دون أدنى إستعداد للإلتزام بجوهره ومقاصده وتعاليمه ، وإتخاذه شعارا وسراجا فى الظلمات بغية صيد البسطاء والغافلين.
إن الأسئلة التى نبحث فى شأنها هى كيف وصل السودان إلى هذا الدرك الأسفل من الفشل ، وكيف تدهور من أمة مجيدة إلى شعب متخلف يستجدى الرحمة والعطف من الآخرين ، أو مرتزق مضطرا للتعامل فى بعض القاذورات نظيرا لحماية ظهره ، أو عبدا لئيما يدفعه سيده للتطاول على الآخرين ، على وعد حمايته ، فيجد نفسا مضطرا لتلقى الضرب والإهانة ، التى هى موجهة بالأساس لسيده ..
إنها الإستفهامات التى يجب أن يبحث فيها السودانيين ، بدلا عن الغرق فى تفاصيل موضعية لأحداث معزولة بعضها عن الآخر بعيدا عن مسيرة التدهور والإضمحلال المستمرين طوال 500 عام.
أنها مسيرة الإسلامويين والإسلام السياسى الأكثر مأساوية فى التاريخ ، ذلكم أنها حلت ضيفة دائمة ، ثقيلة الوزن ، باهظة الكلفة ، على ديار السودان ، وحتى إن غابت لبعض الوقت ، فلدينا قدرة إنتحارية على إعادة إستنساخها مرة تلو الأخرى ، وقابلية مستمرة على التسامح معها ، فنغفر ، ونغفل لسوئها ، ونغض الطرف عن محاسبتها ومحاكمتها ، وكأنها تمسك بنا فى ذلك العضو من الجسم الذى يخضع أشد الرجال قوة !!!
الجدير بالملاحظة أن فترة نصف القرن الوحيدة التى شهد فيها السودان تقدما ملحوظا ، كانت الفترة التى خفت فيها صوت الإسلام السياسى ، حيث أضطروا للعمل فيها مجرد خدم وقوادين لمصلحة منظومة إدارية ناجحة ….
ثم عادت مجددا ، وكأن العقول السودانية خاملة ، صدئة لا تقو على إنتاج وإبتكار فكرة ومنظومة حكم وإدارة تناسب واقعها كما إعتادت ذلك الأمم الأخرى عليها ، حتى المتأخرة حضاريا..
إذن فلا بد أن تيار الإسلامويين ، كان ، وعلى الدوام .. الحاضر الغائب فى مسيرة تخريب السودان منذ إتفاقية البقط ، وحتى مؤتمر الحركة الإسلامية 2012.
فقد أوتى بفوضاهم وهمجيتهم محمولة على ظهر البقط المشهورة…
وهم من خربوا سوبا خرابا ، ودمروه تدميرا ، وأحرقوه حرقا لا يرجى من بعده إصلاح ولا ترميم ،، إجتماعيا كان أو سياسيا ، أو ماديا ..
وهم من عملوا على تزييف أنساب القبائل ونسبها لما وراء البحار ، وبذروا بذلك أولى بذور التغييب الأبدى للوطنية.
وهم من مكنوا من تجارة الرق ، حتى تطلب الأمر ،، عمل جراحات دقيقة للتخلص منها فيما بعد ..
وهم من أدخلو السودان فى فوضى الضرائب والأتاوات والجزيات المذلة ، ودونكم حادثة البطل المك نمر..
وهم من وطنوا همجية وغوغائية القتل والبشاعة والإغتصاب فى فترة المهدية .
وهم من دمروا مدينة الخرطوم عاصمة الكفر ونقلوا أنقاضها لبناء مدينة الإسلام فى أمدرمان ، تماما مثل سوبا ، مع الفارق الكبير .
ثم ،،،، لاحقا ،،،، وبعد ،،،، بيات ،،،، طويل ،،،،،،،،،،
ورثوا الإنجليز .. فعادوا إلى حنين صباهم !! عادوا أشد فوضى وهمجية ،، فدمروا الخدمة الوطنية ، وطبقوا شريعة الجلد والحدود ، فتورطوا فى عمليات الإرهاب ، فأفقدوا الوطن أراضيه فى شرق السودان وشماله ، ثم قتلوا وهجروا وتخلصوا من الجزء الأكثر ثراءا من السودان كونهم لا يطاوعونهم فى رحلة السقوط ، والآن فى طريقهم إلى التخلص من المزيد من الأراضى السودانية..
إنها مسيرة الخيبة والفشل.
إنها قصة لا تجلب إلا الكدر والمهانة واليأس والإحباط ..
وبالعودة ،،، إلى ،،، الخلافات ،،،الإسلامية !!
فإن فترة الراشدون الأربعة لم تدم إلا 29 عاما ، ولعلكم تتفقون معى ، أنها لم تكن كافية لترسيخ أسس الإستقرار ، ولا نملك أن نقول إلا أنها كانت جيدة ومميزة ، حيث أنها فترة مقدسة وبالغة الحساسية ، علاوة على القصر النسبى لمدتها لذلك لن نتطرق إليها ، بل سنتناول الفترة الأطول وهى من نشوء الخلافة الإسلامية الأموية عام 662م إلى إنهيار العثمانية 1924 م ، ممتدة ومتواصلة طوال 1262 سنة بالتمام والكمال.
وهى فترة أكثر من كافية كان يمكن للاسلامويين التخلص فيها من عيوب أنظمة الحكم.
ولكن لم تكن هناك أى مصلحة فى إجراء أى صلاح ..
(عندما نقول إسلاميين ، أو إسلامويين ، أو إسلاما سياسيا ، فإنما نقصد المنافقين وطلاب السلطة ممن يستثمرون فى دين الإسلام ، ويتخذونه سلما لبلوغ السلطة والإستحواذ على المال ، ويشرون ذمم رجال الدين ليصطفوا من خلفهم مطبلين لهم ومحللين حرمات الله ، ومزينين لهم الموبقات والمنكرات ، فحق علينا وضعهم جميعا .. السلاطين ورجال دينهم فى سرج واحد ،، سرج المنافقين الإسلامويين)
أما الأسلام ،، والمسلمين ،، فهم الضحايا ..!!
الملامح الأساسية لهذه الفترة ، أنها كانت فترات حرب وعنف متواصل ، حروب إما داخلية أو خارجية ، أو الإثنان معا ، رويت عنها المئات من قصص الغدر والخيانة داخل دائرة الحكم نفسها وليست خارجها ، تحريض ،، قتل بالسيف ،، تسميم ،، ، إنتقال العنيف للسلطة من خليفة لآخر ، حتى إن كانوا جميعا أفرادا من أسرة سلطانية واحدة.
ويكفى مقتل 33 خليفة من جملة الخلفاء فى هذة الفترة والتى لا يتجاوز عددهم السبعون خليفة.
تميزت فترة الخلافات من الأموية الى موت العثمانية ، بالفساد الواسع النطاق ، بحيث لم تعد هناك فاصل ما بين ما للدولة وما للحكام ، فالخلفاء كانوا يملكون كل شيئ من الأرض الى المال الى البشر ، وجل الموارد كانت مسخرة لخدمتهم وحاشيتهم وأسرهم وزوجاتهم
(على فكرة .. هناك من تجاوز الحد الشرعى وتزوج حتى تسعة نساء).
إتسمت أيضا بحكم الصفقات الفئوية والمناطقية والعشائرية مهما كانت مضرة بحق الدولة أو الآخرين ، فى ظل الصراع المحتدم على المال والسلطة ، فجل الصراعات لم تنشأ إلا عليهما ، والفوز كان على الدوام للأقوى جيشا ، وليس للكفاءة أى مكان.
ولا تنسوا أيضا إحدى أهم السمات الناتجة من الحروب المتواصلة ، بل إحدى دوافعها القوية ، وهى العبودية وتجارة الرقيق ، وجلب الآلاف من العذراوات وقيل 3 الف من شمال أفريقيا إلى الجزيرة العربية ، بجانب الغلمان لتقديم الخدمات الجنسية المنحرفة اللامحدودة للنافذين والاثرياء ، فوفر لهم جوا من الإنحطاط والفسخ والعربدة والشذوذ ، وأمكن من التعايش جنبا إلى جنب مع فتاوى علماء السلطان .
الفصل العنصرى فى ظل الخلافة خلال الفترة التى نتحدث عنها ، كان ممارسا من قبل الدولة والنظام ، فكان على الإماء والعبيد والذميين أن يرتدوا زيا خاصا بهم ، فى الغالب دون الإلتزام بالزى الشرعى المعروف للمسلمين ، مع تحديد أماكن وأغراض التواجد فى المدن ، وتخصيص حيشان لتربية سبايا الحرب بعيدا عن باقى الرعية فى ظروف أشبه بحظائر تربية الخنازير ، ومن يزر إستنبول سيرى دور الحرملك المخصصة لسجن الجوارى ، وفى كل ذلك وغيرها ،، شارك علماء السلطان ، بل سارعوا إلى نجر وتوضيب وإخراج الفتاوى المقننة لهذه الممارسات ، نزولا عند رغبة جناب أصحاب الباب العالى.
وبذكر علماء السلطان ، فيجب ألا يفوت علينا أنهم كانوا من يفتون ويبررون لسفك الدماء ، ثم يعودون فيلمعون المجرمين من على المنابر الدينية لعامة من الشعب ، فيقولون عنهم الكثير من القصص المؤثرة ، وينسبون إليهم بالدين والطهارة والعدل ، ويحكون عن رؤى منامية برزخية كاذبة عنهم ، (كانوا يلعبون دور التلفاز والراديو) ثم يعودوا بعد ذلك ليحلو لهم ما يشاؤون ويبتغون من جنس ولواط وسرقة وقتل.
وحتى فى السودان ، فإن غردون باشا كان يسعى لإستصدار فتاوى دينية فى حق محمد أحمد المهدى ، وحلال دمه إن أمكن ، فحوكم غيابيا من قبل شيوخ الخرطوم والبطانة والجزيرة ، (نصوص الفتاوى موجودة) بل بلغ به الأمر أن يطلب فتوى تجيز لجنوده الإفطار فى شهر رمضان ، ففعلوا ،،، وفعل الجنود ..
الملخص أن تيار الإسلام السياسى ،، بعد أكثر من ألف سنة ، لم تساهم فى إثراء التجربة البشرية بأى شكل من أشكال النظام ، أو نظريات حكم يمكن أن يشار إليها بالتوفيق والنجاح ، سوى الإستبداد بالرأى ،، أن كان خطأ ،،، أو صوابا مؤقتا ! والاستبداد ليس بنظام على كل حال.
عموما .. لا يمكن إيجاد مجال للمقارنة بين مساهمات خلافة الإسلام السياسى التى غطت ألفية كاملة ، مع حضارات أخرى بعضها لم تحظ لا بالوقت ، ولا بالمساحة الجغرافية التى غطتها ،،،
لا يمكن مقارنتها بالنوبية والفرعونية التى قدمت حقوق المرأة فى الحكم فى فترات مظلمة من التاريخ ،،،
ولا اليونانية التى أسست للديمقراطية ،،،
ولا الرومانية التى أسست لسيادة وحكم القانون ،
ولا البريطانية التى أسست لنظم الإدارة.
لقد وجد الإسلام السياسى من الوقت ، ما لم تجدها أى منظومة حكم أخرى على مر التاريخ ، ومن الأموال والموارد ما لم تحظ بها أى أمبراطورية أخرى ، وفوق ذلك لم تسلك إلا مسيرة الفشل ، فتبرر إخفاقاتها كل مرة ، بالهروب إلى الأمام ،، وذر رماد التعمية المؤقتة على العيون ،، باللجوء الإنصرافى إلى أسباب غيبية ، فتتاح لها فرصة الإستمرار ، أو إعادة إنتاج نفسها بنفس أزماتها لاحقا ، وقريبا جدا…
ولكم فى الحركة الإسلامية السودانية ، خير برهان ، فبالرغم من فشلها الذريع فى إدارة أكبر دول القارة الافريقية موردا ومساحة ، وتوفر الكاف من الوقت (30) عاما ومع ذلك ، تأنس فى الأهلية للتمدد وإستئناف مسيرتها بنفس منهجها المعوج ، دون وقفة تأمل ،، ولا نظرة للوراء لتقييم الأرضية وإفرازات المدرسة ، ولا الحال الذى وصل إليه شعب ذل من الفاقة والجوع والمرض والهوان والعنصرية .
هم يظنون أنهم يقفون على أرضية دينية ، وبإمكانهم الغوص عميقا ليأتوا من التراث الإسلامى ما يؤيد مواقفهم ، وبالطبع بعد أن يتم نزعها من سياقها ، فالتجارة بدين الله دون خوف منه تعد من أهم مكامن الإسلام السياسى .
لقد فشلوا حتى فى المحافظة على وحدتهم ككيان سياسى ، وفشلوا فى ما سموه وحدة أهل القبلة ، كإشارة أنتقائية لاحزاب الإسلام السياسى التقليدية المشابهة لهم مع إختلاف الوسائل ، بل ويتلقون النقد والتكفير من تيار إسلاموعروبى آخر ، أكثر إنغلاقا ورجعية تسمى بالسلفية ، والعديد من التيارات المصلحية ذات الأرضيات الدينية ، وهذا يدلل على دنيويتها ، فقط الوصول إلى السلطة ونيل المجد والبريق ، ولتذهب الشعوب إلى الجحيم.
ما يؤكد عبثية الإسلام السياسى وتلاعبها بالدين هو الإنشقاق الشهير بين تياريها قبل سنوات فيما سميت بالقصر والمنشية ، تلكم الحدث الذى جعل ممن كانوا مجاهدين وشهداء يوما ، يصبحون بين ليلة وضحاها ، مجرد قتلى ما نالوا .. ولن ينالوا شهادة أبدلا ، وجهادهم لم يكن جهادا ،، بل أطلقوا عليها أوصافا أخرى..
وتمهيدا لإعادة إنتاج الأزمة ، والإستمرار فى نفس النفق ، فقد كتب الدكتور حسن عبدالله الترابى ، مذكرة لأعضاء المؤتمر ، أظهر فيها الأزمة المأزقية للتيار الأسلاموى بجلاء تام ، وإن إختلفت المقاصد ، وفيما يلى نورد منها فقرات منتقاة ، ونعلق عليها ما بين القوسين…

الترابى :- الإضطرار للتمكن في السلطة بغير الانتخابات بل عسكريا ،
(لم تأت خلافة يوما بوسائل إنتخابية ، فلا إضطرار هنا)

الترابى :- كلما اقتربنا قديماً من السلطة ،ائتلافاً مع النميري أو المهدي ،أمرت القوى الدولية أوالقوة العسكرية السودانية علناً بإبعادنا .
(والواقع أنهم لم يتركوا مفاصل السلطة أبدا منذ إئتلافهم مع النميرى إلى اليوم).
الترابى :-
وكانت الحركات الإسلامية في المغرب العربي وتركيا وآسيا لا تُفسح لها حرية الاقتراب من الحكم بالسياسة بل تُصد بالقوة.
(وهؤلاء هم من تعلموا من تجارب التاريخ ، وذاقوا من مرارات الإسلام السياسى ، أليس كذلك ؟؟)
الترابى :-
والثورات الشعبية في السودان تحدث فوضى من سعته وتباين شعوبه وانفتاح حدوده ولذلك حركت الحركة انقلاباً عسكرياً اخفت من ورائه لسنة ونصف صفة التغيير الإسلامي المنشود، ثم لم يظهر قادتها إلا بعد ست سنوات في القيادة السياسية للقوة الحاكمة
.(وهذا ما يؤكد على أسلوب الكذب والغدر والخديعة التى كانت تتبع طول فترة الخلافة الإسلامية)

الترابى :-
الحرية للرأي العام والصحف والأحزاب ، وحرية الأفراد من الاعتقال حسبناها أصلاً في الإسلام السلطاني هدياً في القرآن وسنةً في المدينة.ولكن العسكر الذين ولّيناهم الأمر كرهوا ذلك بروحهم العسكرية.
( نعم أصل فى الإسلام ، ولكن مصادرة حرية الأفراد أصل أصيل أيضا فى تيار الإسلام السياسى الملهم لتجارتكم ، فهناك آلاف الأمثلة فى التاريخ من التعذيب ، والخوزقة ، والصلب ، والحرق ، وقطع الأطراف والألسن وفقئ العيون )
الترابى :-
الشورى انتخاباً لمن يلي الأمر العام في المحليات أوالولايات أو القيادة العامة التشريعية والتنفيذية انتخاباً صادقاً حسبناها أصلاً في هدي حكم الإسلام. ولكن العسكر بنهجهم المسيطر كرهوه وفضلوا التعيين من رئيس الجمهورية القائد الأعلى . والقرار الصادر من الرئيس رأوه الألزم استغناءً عن الشورى والإجماع كما يهدي الإسلام.
(نعم أصل فى الإسلام ، ولكن وفقا لمنهجكم المتبع ، وتراث الخلافة ، فلم يحدث ولا مرة واحدة أن خليفة ، أو حاكما ، أو تنفيذيا أنتخب من شعب أبدا .. أبدا ، فالكل كان يعين تعيينا ،، وهل كانت كلمة إنتخاب معروفة أصلا ؟؟)

الترابى :-
الأمانة في المال العام فرضُ ُ على من تولى الأمر العام ولو النبي (صلى الله عليه وسلم) كما جاء في القرآن،وعقاب جريرة ولاة الأمر وجنايتهم أبلغ من عقاب الجانين من عامة الناس ولكن حكام هذا النظام المتجبر ولغوا في الفساد حتى شُهروا من أفسد حكام الأرض.
(صحيح ، هذا فرض فى الإسلام ، ولكن متى تم تطبيق هذا الفرض فى ظل الخلافات الاسلامية ، على السودان ، أو غيره ، بل الفساد الشديد وفى كل شيئ كان سيد الموقف ، سمة أساسية لأى خلافة فى تاريخ يمتد لأكثر من ألف سنة).
الترابى:-
الوفاء بالعهود في الدستور العام والوفاقات السياسية مع الرعية والآخرين فرض ديني مكتوب على من في السلطان ولكن هؤلاء كرهوه ونقضوا العهود وخرجوا حتى على الدستور الذي أقسموا عليه.
(أسلافكم من الخلفاء لم يتبعوا إلا أساليب الغدر والخيانة فى دائرة السلطان وبلاطه ناهيك عما غيرهم ، فأنى لهم أن يحفظوا عهدا ، أن كانت هناك وفاء بدستور أو وفاقات مع الرعية ، فكيف أمكن قتل 33 خليفة من جملة سبعون خليفة ، أى وفاء ، بأى عهود ؟؟)
الترابى :-
لذلك أقام ولاة الأمر الحاكم مؤتمراً أسموه الحركة الإسلامية ليحتكروا تلك الصفة لأنفسهم وعزلوا أعلام الحركة المعهودين مكبوتين أو معتقلين،والسياسة والحكومة تظل محتكرة لحزب لهم هو المؤتمر الوطني ومعه سواد من عوام المنافقين والمستوزرين من قوى سياسية وآخرين يبتغون المنافع.

ماذا !! عزلوا أعلام الحركة ..!!
يا شيخ .. يا شيخ !! ، المفروض وفقا لتاريخ منهجكم ، أن يتم قتلهم وسحلهم وتعذيبهم وتسميمهم وخوزقتهم بل وحرقهم أحياء والتمثيل بجثثهم ، وحمل رؤوسهم والتجول بها من دولة لدولة ، ومن ولاية لولاية ، ومن شارع لشارع … !!
أما كانت هذه ما فعلوها بالمعارضين فى فترات الخلافة الإسلامية منذ إعتلاء بنو أمية حتى إنهيار الدولة العثمانية؟؟
وهل من جديد فى إحتكار السلطة ؟؟
وهل هناك حالة تفريط واحدة فى سلطة أو ثروة نزولا عند رغبة شعب ؟؟ ، أو أسرة حاكمة أبدا ؟؟
أذن لم تنتقدون المؤتمر الوطنى والمنافقين والمستوزرين ومبتغى المنافع ؟؟
علام تستندون ؟؟
على تأريخ تياركم ؟؟
أم على تاريخ من تصفونهم كفارا ؟؟
والأستاذ على عثمان ، كان قد أعلن عشية المفاصلة ، ( سنحاسبهم ،،، وسنحاكمهم ،،، بنفس القوانين التى سنوها(
إذن ، فما أنتم إلا ضحية أخرى من ضحايا منهجكم ، وما أنتم إلا سواقط محظوظة لطفت بها الزمان من قتل وحرق وصلب كان لا ريب واقع عليكم !!
وإن لم يبطش ، ويكذب ، ويسرق السلطة ، ويقتل ، ويشن الحروب ، ويبيد ويجرم فى حق الشعوب. ويفعل بكم ما فعل ، فأنى له أن يكون نظام خلافة وإسلام سياسى ؟؟
كيف ينال الأهلية ؟؟
إن لن تكن خلافة مطابقة لتجربة وممارسة 1262 عاما ..
لن تمت للخلافة الأسلامية بصلة ، إن لم تغدر وتخون وتنقض المواثيق وتفسد وتجرم.
لن تكن خلافة إن لم تتوفر فيها أجواء الإنحطاط والفسخ والعربدة والشذوذ ، المتعايش جنبا إلى جنب مع فتاوى علماء السلطان.
حكى أحدهم أن رجلا مخمورا، رأى فى منامه أنه أدخل فى غرفة مترفة مفروشة بالحرير وريش النعام والجواهر والعطور والأزهار المدلاة من الحوائط والأسقف تحته ينابيع ذوات روائح زكية ، ففتح له باب فى ركنه فولج من خلاله الى ممر مليئ بأفاع قريبة جدا من وجهه ، ثم بأسود جائعة إلتهمت يديه ، ثم بضباع قطعت من مؤخرته ، وثعالب نزعت عنه لسانه نزعا ، وحشرات تمتص دمه مصا وتبصقه بصقا ثم تعاود المرة تلو الأخرى ،، ثم يأخذ بيده رجل من حديد بيد معدنية شائكة ومؤلمة ، قائلا له ،، الآن سنأخذك إلى السجن .. !!
وفى الطريق كان يرى سجناء أشبه بالمومياوات أكثر منهم للأحياء ، فيقال له ، هذا الرجل هنا منذ 100 عام ، أما هذا فمنذ 350 ، وهذا منذ 400 ، وهذا من 700 ، 800 ، 900 ، 1000 سنة …
فإستيقظ الرجل مرعبا ،، ليجد نفسه نائما فى مكب قمامة فى غاية النتانة !!!
أيها السادة والسيدات … !!
ساعدونا فى تفسير هذه الكوابيس … !!

والسلام عليكم ….

تعليق واحد

  1. المقال رأى ويقبل النقاش … لكن ختمته بلا شىء (سوء الخاتمة)
    العلة ليس فى الاسلام
    ولكن فى المسلمين انفسهم
    اذا اى واحد من المسلمين افتكر انو بالذى يعمل فيه يرضى ربه وسيكأفئه عليه فهو ضال ..
    لان الاصل فى العمل الرجاء والخوف
    الرجاء بالقبول يرجو الله ان يتقبله
    والخوف من التقصير ويخاف من عقاب الله
    ومن هنا يأتى النجاح والصلاح.. ولا يدخل الجنة احد الا برحمة الله
    استغفر الله العظيم وأتوب اليه
    ونسأله حسن الخاتمة..

  2. من يسمون بالحركات الاسلامية أو الاسلامويون حديثاً فلا يحتاج الامر لذكاء لمعرفة متاجرتهم بالدين ونفاقهم. ولكن ربطك للإسلامويون بالصحابي عبدالله بن أبي السرح أو عمرو بن العاص وما يسمى بإتفاقية البقط فهو محض أفتراء وجهل بالتاريخ!

    إرجع الى ما كتبه د. أحمد الياس حسين من جامعة الخرطوم بعنوان (متى نصحح معلوماتنا عن إتفاقية البقط؟) حيث يتناول فيها بالبحث والمراجع ما إذا كانت حروب المسلمين والنوبة (21-31هـ) قد جرت في السودان أم في مصر، ليثبت في النهاية بالدليل بأن هذه الحروب وهذه المعاهدة لا علاقة لها بالسودان وأن عبدالله بن أبي السرح قد قاتل مملكة نوباتيا داخل حدود مصر والتي كان يطلق على سكانها في ذلك الوقت “النوبة” وهي بخلاف مملكة المقرة التي كانت عاصمتها دنقلة!

    ورابط المفال:
    http://www.sudanile.com/2008-05-19-17-39-36/954-2010-06-09-18-53-11/34769-2011-11-26-18-09-49.html

    فدعكم من قراءة كتب التاريخ الصفراء هذه!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..