حارس المقبرة : قبر سرور سيختفي في غضون شهور!!

أسمرا -عزمي عبد الرازق

أكثر من يوم قضيناه ونحن نبحث عن قبر عميد فن الغناء السوداني الحاج محمد أحمد سرور في مدينة أسمرا التي عاش فيها آخر أيامه منذ أكثر من نصف قرن، عندما غادر السودان الذي عشقه حزيناً حتى انتقل إلى رحمة مولاه في منتصف 1946م بمدينة (حرقيقو) بإريتريا بعد عملية زائدة، وحمل جثمانه إلى أسمرا التي دفن بها. وقد أوحى لنا أحدهم في بادئ الأمر أن (سرور) مدفون في مقبرة (بيت قرقيس) المسيحية التي هي على بعد نصف ساعة من المدينة، وقد كان لازماً علينا أن نقرأ كل شواهد القبور لنتأكد من صحة الرواية، وقد عثرنا بالفعل على بعض الجنود السودانيين الذين حاربوا مع المستعمر ضمن قوة دفاع السودان ولكن سرور لم يكن من بينهم، ومن ثم مضت بنا سيارة الأجرة إلى مقبرة شيخ الأمين بحي جدة الشهير.. (المقبرة) على ارتفاع أميال، تفحص الحارس الصومالي وجوهنا وأدرك أننا من السودان فقال أظنكم تبحثون عن قبر سرور هو بالفعل موجود هنا ويزوره الناس باستمرار.
اقتربت من القبر المنسي وسط الحشائش، الذي رصف بالرخام ووضع عليه شاهد نقشت فيه أبيات من الشعر لم أتبينها جيداً، ولكن مطلعها يقول "سبحت أول ما صدحت مغرداً، باسم الديار وكنت أروع من شدا " وهي للشاعر محمد عبد القادر كرف، وفي أعلى البيت تحية من (موازبيك للثقافة والفنون) مجموعة إريترية مهتمة بالتوثيق للتراث في ما يبدو. أطلت النظر وطفرت مني دمعة كادت تبلل ثيابي. قلت لمرافقي الذي يتحدث العربية بيسر في هذا المكان يرقد مفجر ثورة الغناء السوداني لو تصدق، الرجل الذي صدح منذ إطلالة القرن العشرين بأروع الألحان (أنة المجروح، قائد الأسطول، اطرد الأحلام يا جميل وأصحى وغيرها من الدرر).
الحارس الصومالي أشار إلى أن السلطات سوف تجمع كل هذه القبور في مكان واحد فقد مر عليها زمن طويل، وقبر سرور بالطبع سوف ينبش في إطار الخطة الإسكانية لتوسعة المدينة.
من العسير جداً أن تعثر على شخص في أسمرا شهد الأيام الأخيرة في حياة سرور ولكن الرواية الأكثر تداولاً هنا تشير إلى أنه أقام آخر حفل له (بمصوع) وقد كان مهرجاناً تقاطر إليه العشاق من كل أنحاء البلاد، وقد شهد له جيرانه بأسمرا أنه اشتهر بدماثة خلقه ورقة طباعة وكان يعطف على المساكين، ويكرم الصغار ويتذكر بلاده بفخر. يقول أحد الذين عرفوه في آخر أيامه ويسمى شيخ محمد: "يا سلام على سرور فقد كان رجلاً عظيماً، وبعد أن قرر اعتزال الغناء انقطع للعبادة والذكر والصلاة وأصبح يتردد على المسجد في كل الأوقات، وقد عاش بقية أيامه بمنزل (حسن كيكي) ولا تزال غرفته مغلقة بكل ما تضج به من ذكريات وأسطوانات وصوت عذب غنى للحياة وانتهى بترتيل القرآن.

الاهرام اليوم

تعليق واحد

  1. اعيدهم الى يلادهم التى دافعوا عنها وفرطتم فيها اعيدو اليهم كبيريائهم وعزتهم
    اين ؟ اتحاد الفنانين ؟اين ؟امن شدوا بغناؤه ؟اين وزارة الثقققققققققققققققققققافة

  2. رحم الله الحاج سرور صاحب الفن الراقي . للمعلوميه الحاج حسن كيكي هو صدق عزيز لسرور وهو سبب تواجده باارتريا وهو من ابناء قبيلة البني عامر الارتريين مع العلم انو البني عامر منهم الارتريين والسودانين

  3. لماذا لا تتبنى وزارة الثقافة و الاعلام .. واتحاد الفنانين.. واسرة المرحوم سرور نقل الرفات و دفنها فى مقابر ,,احمد شرفى,, او البكرى …مع عظماء السودان …فهل من مجيب؟؟؟؟؟

  4. قاليكم الراجل بطل فن اخر ايامو وبقي يصلى في الجامع شنو اتحاد فنانين ولا اتحاد عبيطين دايرين تضيعوا أجروا مالكم ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معناة ان اى شخص يموت بعيد من بلده يعطى حسنات بطول المسافة من بلده و مكان دفنه. يجي يعمل عندكم شنو ادعو ليهو الله يرحمه دا بس المطلوب منكم والله يرحموا ويرحمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..