شكرا .. فيصل محمد صالح

عندما (ينجح) شخص ما ـــ دونما معرفة ـــ في أن يجعلك تتذوق الحياة بـ(سعادة) يصبح إخبارك إياه بأنك له من (الشاكرين) عليك واجبا. فما بالكم إذا ما كان هذا الشخص هو الأخ والزميل العزيز ذو التعامل الراقي فيصل محمد صالح؟ والذي قولة شكرا له المدروعة له في أعناقنا ليس لأنه نجح في أن يجعلنا نتذوق الحياة بـ(سعادة) فحسب وذلك لـ(منحه جائزة بيتر ماكلر، التى تكافىء الشجاعة والنزاهة فى مهنة الصحافة) بل لأنه بفوزه بهذه الجائزة العالمية قد نجح في أن يمدنا بأمل لهو بمثابة هواء نظيف أوشك أن ينفد منا فيما نحن مدفونين تحت ركام إحباط كارثة الأمطار والسيول وما نتجت عنها من مآس ذنبها معلق برقاب كل من تسبب فشلا وفسادا ومحاباة وانعدام ضمير في انعدام البنية التحتية لعامة مشروعه الحضاري!
فالسوداني الصحفي(فيصل محمد صالح) والذي تعرض في مسيرته الصحافية للكثير من المضايقات والإعتقالات والتحقيقات والمحاكمات نتيجة دفاعه عن حقوق الإنسان وحرية التعبير لعمري لهو الجائزة للجهة مانحة الجائزة.
علما أنني انتهز هذه المناسبة السعيدة لأشير لميزة لطالما امتازت بها كتابات ومواقف كل من الزميل (فيصل محمد صالح) و(ثلة من أهل الصحافة) ميزة لطالما جعلتني لا أنفك احتفي بهم احتراما وتقديرا ألا وهي ميزة التزامهم بالحد الفاصل ما بين الحكومة الزائلة والدولة الباقية. حيث تقف عليه شاهدة كلمات فيصل محمد صالح، الذي بالرغم من إيمانه القاطع بعدالة قضية السودانيين الجنوبيين ووقوفه بجانب مطالبهم بالمساواة مواطنة وبالرغم من أن الناس عادة ما يغضون الطرف سكوتا أو عدم لوم للضحية عما تقوم به من تصرفات لا منطقية باعتباره رد فعل طبيعي منها لما حاق بها من ظلم وجور إلا أن فيصلا لم يتوانى لحظة في إبداء رفضه واعتراضه الحاسم على إدخال الـ8 مليون سوداني الحردانين انفصالا لاسم ( مملكة كوش) ضمن كلمات النشيد الوطني لدولتهم الوليدة! وذلك باعتبار أن (مملكة كوش) تقع داخل حدود (دولة السودان) لا حدود (حكومة حزب المؤتمر الوطني)!
لأجدني في هذه المسالة يا فيصل يا أخي اختلف معك في وجهات النظر ــــ وذلك ويا للغرابة في نادرة من نوادر اختلافي معك! ــــ وذاك باعتبار أن معنى إدخال اولئك الـ8 ملايين سوداني الحردانيين انفصالا لاسم مملكة كوش في نشيدهم الوطني أن الفرع للأصل ما زال ينتسب وبالتالي لا زال هناك أمل في توحيد ما دفع به للإنشطار دفعا! علما أنني يا اخواني وكتين خلاص غلبت حيلة في إيجاد مظلة من الآباء المؤسسين الذين يتوافق عليهم كل السودانيين بحيث يعتبر كل سوداني بأنه اليهم.. امتدادا، بت لا اكتفي باقتناص الفرص بل ابتكر السوانح ابتكارا لأذكرهم أنهم من (نمولي) حتى (حلايب) لــ بعانخي وترهاقا ورجال مملكة كوش الاشداء.. أحفادا!
وأخيرا وليس آخر يا ابن عمو محمد صالح أعذرني إن لم استجب لأمنيتك بأن نُنهي موجة الاحتفاء بنيلك جائزة بيتر ماكلر وذلك حتى نتفرغ جميعا للقاريء والذي إني لواثقه إن إحاطته واعلامه بمثل نجاحاتك يا فيصل هي ما ستجعله يتماسك ولا يفقد الأمل في حقيقة أن الوطن من جب الإحباط باذنه تعالى لا محالة خارج .. فاحتفاؤنا بك وبنجاحات أمثالك من أبناء وبنات الوطن في مختلف المجالات وحيثما كانوا ما هو الا احتفاء وافتخارا بالوطن (.. وما الوطن يا فيصل ما الوطن .. إلا أبناءه وبناته الشجعان/الشجاعات كلمة .. النزيهين/النزيهات إنسانية!).
الاثنين 26 شوال 1434ه الموافق 2 سبتمبر 2013م

رندا عطية
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..