مرايا كردفانية: عروس الرمال.. منبع نجوم الثقافة والأدب

الأبيض – حماد الزين

لم ينصرم القرن التاسع عشر إلا وشهد نشأة وقيام مدينة عظيمة في السودان من ناحية الغرب الأوسط، حيث أدت عدة عوامل إلى وجود مكون ثقافي اجتماعي، علاوة على توفر معينات كثيرة أفضت إلى استمرارية تميز عروس الرمال.

ومن بين العوامل وقوعها في طريق تجارة القوافل التي كانت تتم بين السودان الشمالي وخاصة ممالك الفونج في سنار ومملكة الجعليين وتجارة ما تبقى من سكان ما عرف بسوبا القديمة وبين ممالك وسلطنات دارفور في الغرب الأقصى وتشاد والنيجر وبعض ممالك غرب أفريقيا الإسلامية كمالي وتمبكتو وكانوا التي قامت على أنقاض إمبراطورية كانم، التي امتدت سلطتها حتى جبل أوري في دارفور، كما أن قوافل الحج والعمرة كانت تترى مارة في طريقها بالأبيض قاصدة الحجاز.

مركز تجاري

ومع مرور السنوات أصبحت الأبيض مركز تجاري مهم مما جعل سلطة الاستعمار التركي أن تجعلها مديرية لكل شؤون الغرب وسار الاستعمار الإنجليزي على هذا المنوال طيلة فترة استعماره للسودان، ولم يأت القرن العشرين إلا وأصبحت هذه المدينة إحدى العواصم الحضرية في السودان الحالي، وهذه المدينة هي الأبيض أو (اللبيض) بلهجة سكانها المحليين أو عروس الرمال لتميزها عن غيرها من المدن الكبرى بالرمال الناعمة والجميلة، وتطلق عليها مسميات محلية أخرى منها (أب قبة) فحل الديوم و(الغراء أم خيراً بره).

روايات عديدة

وتؤكد الروايات أن نشأة الأبيض في نحو منتصف القرن الثامن عشر في موقعها الحالي على يد الأهالي القاطنين في القرى المتناثرة هنا وهناك، حيث كانوا يمارسون مهنة الزراعة والرعي، وتقول إحدى الروايات المرجحة لدى المؤرخين إن امرأة اعتادت أن تصحب حمارها الأبيض من قريتها محملة بالمحاصيل الزراعية البسيطة كالفول والتبش والقونقليز وغيره، وتقوم بعرضها في مكان ثابت تظلله شجرة وارفة، وكان الناس يقولون نذهب إلى المكان الذي به المرأة صاحبة الحمار الأبيض أو (اللبيض) وكثر استخدام هذه الصيغة حتى اعتاد الناس على استعمال كلمة الأبيض بصورتها الحالية.

تقدم ورفعة

وحين ننظر إلى عروس الرمال اليوم، فسنجد أنها خطت خطوات واسعة نحو التقدم والرفاهية، فهناك حلول جذرية لمشاكل كانت تعاني منها المدينة أولها مشكلة مياه الشرب والكهرباء، وتم توسيع قاعدة التعليم بإنشاء جامعة كردفان، كما ربطت بالعالم عبر الاتصالات والتكنولوجيا والإنترنت، وهي تبدو برغم الصعوبات القليلة إنها ستطفئ شمعة كبيرة لقرن قادم بقوة ورغبة في تحدٍّ كون أنها مدينة كبرى.

قبلة المبدعين

لندلف في العمق الأبيض مدينة المبدعين.. من ينسى زهاء الطاهر؟ من لم تملأ بؤبؤ عينه إبداعات التشكيلي محمد عمر محمود، فقد حرم من متعة عظيمة د. إسماعيل الفحيل قدحه وإسهامه لا تخطئه العين، عدد من شئت في قبيل الأدباء منهم: محمد عثمان الحلاج، فضيلي جماع، بابكر مكين، بابكر عطيّة، حدباي، القاص حماد الزين، الناقد محمد النعمان، الكوميديان موسى شيخ الربع، شيخ عمر جيلي، صديق موسى بخيت، د. حافظ محمد محمود، مصطفى أحمد حسين، أم بلينا السنوسي وآخرون كثر.. هؤلاء وغيرهم كانت تدور بينهم حوارات في الأدب والسياسة والثقافة وقضايا المجتمع.

شوبش كردفان

مدينة الينابيع الصافية تنتظر بشارات الأمل من أجل عودتها إلى سيرتها الأولى بعد أن شهدت تراجعاً مريعاً في البنيات التحتية وتفاقمت مشكلات المياه والكهرباء وغاب المشهد الثقافي التي كان يميزها عن غيرها من مدن السودان التاريخية، تفاءل الكثيرون بمقدم أحمد هارون والي الولاية الجديد الذي يجمع الكثيرون عليه ويلتف حوله الجميع من زعماء الأحزاب والطوائف بمختلف انتماءاتهم الحزبية علاوة على مشايخ الطرق الصوفية والطلاب وغيرهم، ويدرك أهل كردفان مدى قدرة هارون على إحداث ثورة عمرانية هائلة بالولاية

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. بس دقيقة لو سمحت.. الأكثر ترجيحاً عن نشأة المدينة هي الرواية السائدة عن الحسن كردم الفوار أمير البديرية الدهمشية اول من سكن جانب فولة الإبيض (مكان تجمع مياه الامطار وهي موقع الخزان التاريخي – سميت على حماره الابيض) واطلق إسمه على الجبل شرق فولة الإبيض ثم اصبحت اقليماً يحمل إسم كردفان..

  2. الفاتح التجاني
    محمد المكي ابراهيم
    مكي سنادة
    عبدالقادر سالم
    ابراهيم موسى ابا
    صديق عباس
    ام بلينا السنوسي
    ثنائي النغم
    حافظ عبدالرحمن بتاع الصفارة
    وليد زاكي الدين
    وغيرهم

  3. وهل نسيتم محمد عوضالكريم القرشي..وخليل اسماعيل؟؟ واين خورطقت في الخارطة؟؟ مقال فج مبستر لايستحق القراءة..

  4. الاسم ما مشكلة تعددت الروايات بس المضمون انو كيف ننتقل بالابيض او عروس الرمال الى مصاف المدن المتقدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..