شراكة الشيطان..!ا

العصب السابع

شراكة الشيطان..!!

شمائل النور
[email protected]

على قدر ما غضضنا الطرف عن أحداث جنوب كردفان وحسبناها ما هي إلا وعكة عابرة تصيب الشريكين عادةً وقطعاً ستزول،إلا أننا وببالغ الإحباط مضطرون لأن ننعي جميعاً إتفاقية سلام نيفاشا التي إستطاعت أن توقف حروب طالت سنين عددا وفتكت وشرّدت وروّعت وجوّعت،ووهبت الحركة الشعبية كل ما حلمت به على مر سنين حروبها،ومنحتها دولة مستقلة كما شاءت،لكن ذات الإتفاقية فشلت في أن توقف حرب شريكي نيفاشا التي تلظى مواطن الشمال والجنوب من نيرانها،ولا ندري إلي أين ستقودنا هذه الشراكة.
لم يتبق للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية سوى أيام قلائل بعدها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتنفض شراكة الشيطان هذه ويريحنا الله منها،هذه الأيام القلائل وصل إليها الشريكان بعد جهد جهيد ودفعنا نحن المواطنون معهم غالي وقتنا ثمناً لحماقاتهما المتكررة والحقيقة لا زلنا ندفع لهم،لكن بالمقابل ماذا منحونا،هل منحونا ما كان يحلم به الجميع،وطن واحد أرض واحدة،لم يمنحونا غير الحرب التي جاءت بعد السلام،ويالها من إنتكاسة مخزية.
المعارك في غير معترك والتي تدور نيرانها الآن بجنوب كردفان لا يملك أحدنا إلا أن يتساءل بكل بساطة “هو في شنو..؟” فالمواطن العادي،والمثقف،والمستنير،والسياسي،وحتى العسكري الذي يحمل السلاح ليقاتل به،كل هؤلاء لن يفلحوا في إيجاد سبب مقنع لما يحدث من إقتتال هناك،الصورة الآن في جنوب كردفان عادت بالناس إلي عهود إنطوت بكل ما حملت من بؤس ولا راغب في فتحها أحد،قطعاً لا نريد مشاهدة ساحات الفداء مرة أخرى،فالذي يحدث الآن في جنوب كردفان لا يُمكن أن نصنفه خارج وصف المراهقة السياسية المتأخرة،إذا كيف لنا العودة للحرب بعد أن تخطينا تلك العهود التعيسة، فليس من مبرر لترويع وتشريد وتخويف يدفع ثمنه المواطن الغلبان الذي لا وجيع له،بل لا قدرة لنا على الحرب وتكاليفها الباهظة،وكيف ندفع للحرب ونحن جوعى.؟
إن معارك جنوب كردفان وكل ما قد ينجم عنها هو في ذمة إتفاقية نيفاشا،فكما عبرت هذه الإتفاقية بهذا البلد إلي بر آمن من الحرب والتشريد فعليها أن تضع حداً لهذه الفوضى التي يقودها نفر أحمق من الجانبين ليس بينهم رجل رشيد،سؤال…أين “شلة نيفاشا” من كل ما يحدث هناك،أليس من واجبها أن توصل هذه الإتفاقية إلي مرساها الأخير دون أن تخسر كل ما كسبتها من هذه الإتفاقية،هل ستترك المسرح للشريكين لممارسة اللعبة الحمقاء التي تعودنا عليها،وتفضل هي دور المتفرج،وتنسف كل ما حققته،يا عباد الله..نحن مزقنا وطن كامل من أجل السلام ورضينا وقلنا إنها فاتورة السلام وها هو السلام يضيع كما ضاع قيمة الفاتورة الباهظة،ترى إلي أين ستقودنا شراكة الشيطان هذه.؟ وأين لنا أن نكون بعد هذه المحطة الكئيبة.؟
التيار 10-6-2011

تعليق واحد

  1. يا اخت شمائل انها اسوء من شراكة الشيطان
    انها شراكة الدمار والهلاك
    ترى ماذا بقي ليفرح به مجرمو نيفاشا..؟
    نعم هم مجرمون .. فقد مزقوا اوصال الوطن . وبددوا ثرواته , واضاعوه وتي بلد اضاعو
    كان من الواضح لاي ذي بصر ان يدرك ان هذه الاتفاقية ما هي الا عبارة عن فخ يحتاج الي من يشعل النار ومن ينفخ فيها الريح.. والطرفين يستحقان جائزة نوبل للايقاد والنفخ (اقصد ايقاد النيران واشعالها وليس الايقاد تلك المنظمة التي ساهمت في هذا الفخ)
    الآن الموت والدمار ينتشر في جنوب كردفان رغم تعتيم الانباء وضرب طاقم الجزيرة الا ان الاخبار بتفاصيلها المؤلمة والمفجعة تملأ الافاق .. وربما قريبا سيرى العالم على اليوتيوب اهولاً تنسيه اهوال سوريا وليبيا واليمن مجتمعة
    ودون خجل او وجل يتبجحون عن تمشيط وعن عودة الهدوء
    ايها الكاذبون كفى فقد طفح الكيل
    وما زال 9 يوليو في الانتظار
    الامن والاقتصاد ….. من الله بهما على قريش ليعبدو رب البيت .. الشريكان سلباهما من اهل السودان مع سبق الاصرار ةالترصد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..