أخطاء عبد الله مسار القاتلة

أخطاء عبد الله مسار القاتلة

سارة عيسي

يُعتبر الدكتور غوبلز هو مؤسس مدرسة الدعاية الحربية الحديثة ، فهو صاحب المقولة الشهيرة : عندما أسمع كلمة (مثقف ) أتحسس مسدسي ، ولذلك كانت الأنظمة الفاشية تخاف من المثقفين ، وغوبلز هو القائل : أكذب أكذب حتى تُصدق ، وعندما كانت قوات الحلفاء تدك حصون الرايخ الثالث أقنع غوبلز هتلر بأن النصر حليفه في كل زمان ومكان ، نهاية عبد الله مسار مع الإنقاذ اسعد من نهاية الدكتور غوبلز مع هتلر ، أختار الدكتور غوبلز الإنتحار بسم السنايد ، فلم تكن الإستقالة متعارف عليها في ذلك الزمن ، سمم غوبلز نفسه وزوجته واولاده الست ورحل عن الدنيا بعد أن ترك لنا مدرسة إعلامية في غاية الفظاظة ، فهي أيضاً كانت تصف اليهود بأنهم أدنى سلالة في الهرم الإنساني ، والنازيون كانوا أفضل من الرئيس البشير لأنهم لم يصفوا أعدائهم بأنهم حشرات تستحق السحق والإبادة.
فقد كثر الحديث الآن هل إستقال عبد الله مسار أم تمت إقالته ؟؟ والإجابة كما قالها وزير الإعلام العراقي السابق/محمد سعيد الصحاف : التاريخ وحده كفيل بتفسير ما جرى ، ولكن عبد الله مسار لن ينتظر هذا التاريخ ، فالرجل يحب الثرثرة مثل شهرزاد في عالم الف ليلة وليلة ، ولن يمر وقت طويل حتى يبوح لنا مسار باسرار هذه المؤسسة الماسونية التي تُسمى نفسها الإنقاذ ، وعلى عبد الله مسار أن لا ينتظر التاريخ طويلاً ، فبعد أكثر من أربعة عقود مضت من إنقلاب هاشم عطا هرعنا لقراءة تقرير القاضي علوب لمعرفة ملابسات ذلك الحدث ، لكننا اصطدمنا بقصص متضاربة وروايات شهود تختلف من زواية لأخرى ، بل حتى القاضي علوب هناك من أكد أنه مات ودُفن في مدني بعد رحلة علاج طويلة عواصمها الأردن والسودان ، ونهاية القصة أننا لا نعرف من نفذ مذبحة قصر الضيافة ، وحتى لا يتكر هذا المشهد على الاستاذ/عبد الله مسار أن يحدثنا الآن وكلنا أذن صاغية له ، عليه أن لا يخاف قول الحقيقة فهم الآن يقتلونه معنوياً في الصحافة ، الطيب مصطفى وصف عبد الله مسار بأنه يهرف بما لا يعرف ، اما ضياء الدين بلال فوصفه بالإنسان الغير مناسب للمنصب وبأنه خذل الجيش إعلامياً في الحرب ، وقد أفاض في الثناء على الوزيرة/سناء حمد العوض ووصفها بأنها تصدت إعلامياً للحركة الشعبية .
وحتى لا يُظلم مسار بأيدي من اقالوه أو بايدي من تنكر لهم وناصبهم العداء ، أقولها وبملء الفم أن الاستاذ/عبد الله مسار قد تم أستهدافه لأنه من دارفور ، فقبل أن يحاكموا عبد الله مسار بالتقصير في الحرب الإعلامية كان عليهم محاكمة عبد الرحيم حسين وإقالته بسبب فشله في إدارة الحرب العسكرية ، فهو الذي تسبب في سقوط هجليج مرتين خلال شهر واحد ، والإعلام الحربي الناجح لم يهزم الحركة الشعبية في فترة التسعينات ، بل أن الحركة الشعبية إستغلت أدوات ذلك الإعلام لكسب المزيد من الحلفاء ، فتصوير الحرب بأنها صراع بين أهل الكفر والإيمان لن يسعد جيران السودان الأفارقة ، كما أنه يثير قلق المسيحيين في اوروبا ، فالإعلام الحربي الذي كان يديره كل من عوض جادين والطيب مصطفى وزوج الوزير سناء تسبب في فصل الجنوب ، وبسببه فقدنا العديد من الشهداء من أمثال عبيد ختم وأحمد علي الريس ، ودكتور محمود شريف ودكتور محمد أحمد عمر ، فقدنا هذه القامات لجنوب مضى بعيداً وأختزلنا مساحة الوطن في حقل هجليج لأن به خمسين الف برميل تأتي إلينا يومياً.
لم يكن عبد الله مسار هو الناطق الوحيد بإسم الحكومه ، البشير يتحدث بإسم الحكومة ، ووزير دفاعه يتحدث بإسم الحكومة ، وهناك ناطق بإسم الحزب الحاكم ، فكل رجال الإنقاذ يشاركون عبد الله مسار في هذا المنصب ، وقد لاموه لأن الحركة الشعبية نجحت في تصوير المعركة بأنها إنسحاب وليس هزيمة ، هذا ما يردده صحفي البلاط ضياء الدين بلال ، وهنا يجب أن أكتب ملاحظة بسيطة ، أن كلمات الرئيس سلفاكير منذ أن نشبت هذه الأزمة وحتى كاتابة هذه السطور لم تتجاوز الخمسين كلمة ، بل أننا عرفنا خبر إحتلال هجليج من قبل الناطق الرسمي للقوات المسلحة الصوارمي خالد سعد ، فحكومة الجنوب تدرك إن الإسراف في الحرب الإعلامية قد يضر بالقضية السياسية حتى ولو كانت هي الطرف المنتصر ، فالآن المطلوب من الطرفين الجلوس للحوار بدون شروط مسبقة وإلا سوف يتعرض البلدان للعقوبات ، لكن الرئيس البشير قال لا للحوار ونعم للحرب ، وقال إن السودان لن يسع إلا رئيس واحد ..إما سلفاكير في الخرطوم.. أو البشير في جوبا ، وقال الرئيس البشير أن الحرب سوف تنطلق حتى تصل نمولي ، مثل هذا الخطاب الناري هو الذي يجعل كل من الطيب مصطفى وضياء الدين بلال يصفقون والسبب لأنه خطاب إعلامي متهور لا يضع حساباً لمتغيرات السياسة ، إذاً العصا ليست هي الأداة الوحيدة التي يهابها الجنوبيون ..والخاتمة هل الحركة الشعبية إنسحبت أم تمت هزيمتها في هجليج ؟؟ والإجابة هي : التاريخ وحده يتكفل بسرد الإجابة .
سارة عيسي

تعليق واحد

  1. الكوز ولا المتكوزن عجبتنا ضربة مسار واذلاله سواء كان من الشمالية أو دارفور أو أي مكان لأنه انتفخ وانتفش وظن نفسه شيء له قيمة ونسى انه اشتروه من سوق النخاسة السياسية. كل من دعم الكيزان ولو ليوم واحد يستحق الاذلال والضرب ويجب أن لا تقبله المعارضة حتى لو اغتسل في البحر الأحمر وكل بحار الدنيا.

  2. والله يالا خت سارة عيسي اتفق معاك في كل كلمة كتبتيها.بس انا داير أأكد ان الساسة الجنوبين طلعوا
    هم (الشطفوا القرد )وهم (الطفوا النور) في عالم السياسةوالحنكة السياسية والاعلامية
    يعني الكيزان بتعاملوا مع ناس محترفين السياسة خليهم بعترفوا اولا
    وصف بشه للناس ديل بالحشرات والكدندارت دا مابخدم في حل المشكلة
    انا مستغرب زول عشرين ونيف سنة ماقادر يتعلم حتي الاسلوب في الكلام
    دايما حارجنا مع الدول التانية

  3. ولو أن هذا خروج عن موضوعك الأساسى إلا أن موضوع إستشهاد عبيد ختم(رحمه الله) يستحق التوضيح. لقد كان كل من قوات الدفاع الشعبى و الجيش الشعبى متواجهين من غير ضرب نار فقام عبيد ختم رافعا المصحف مكبرا وجاريا نحو موقع الجيش الشعبى الذى لم يعرف جنوده ماذا يقصد فأطلقوا عليه النار. وإدعى أحد الأئمة فى الخرطوم فى خطبة الجمعة أن المسك قد فاح من دمه الشىئ الذى لم يحدث لسيدنا حمزة سيد الشهداء.
    أنا أستغرب إطلاق لقب الشهداء على هؤلاء القتلى الذين ضللوا بواسطة الترابى حتى لقوا حتفهم بالغشامة.

  4. كلام منطقى لكن أختى العزيزة سارة / أن هناك وزير لايمكن التقرب منه ووزير باع ضميره لمصلحته كما قال أبو العفين نحن نشترى ذمم الموالين لانشترى الاحزاب والباع ذمته يكون وزير وقت الحاجة والظروف يمكن ينشال بغلطة صغيرة جدا والوزير الواصل يرتكب أكبر الكبائر جريمته يوديه إلى المشنقة بل يترقى لمنصب أعلى لأن هذا يملك من الاسرار لايمكن أبعاده عن منصبه مهما أرتكب جرم ضد هذا البلد وأهله وهؤلاء القوم تهمهم حفظ الاسرار أكثر من الوضوح والبيان الصادق لدى المسؤل الحكومى أن يكون فيه من الشفافية ونكران الذات فى الحق ومثاله وزير الدفاع عبد الرحيم حسين فشل فى مبانى جامعة الرباط المضروب وفشل فى صد قوات الدكتور خليل رحمه الله بدخول أمدرمان وفشل صدالطائرات الاسرائلية مرات مكررة فى الحدود الشرقية وفشله الذريع فى حماية منطقة هجليج تحتل مرتين ويباد فيه القوات المسلحة ويهان ولاذال وزيرا للدفاع لا أحد يتحقق معه وهناك وزراء نافذين فى الدولة عرفو بالفساد أنهم أكلو مال البلد نهار جهار البشير يدافع عنهم بكل بجاحة أنه لايوجد فاسد بين حكومته لو نظرنا أن البشير وزوجته وداد وأخوانه هن كبار الحرامية لم يحرك أحد ساكنا ومسار أراد أن يكشف المفسدين فى الاعلام ويجر المسئلة للسيد خال البشير فى فساد الاعلام وتسخيره لدعاية صالح البشير وكسب المعونة من الحكومة لمنبره الهالك للسلام الفاشل وجريدته المنتهكة لكل الاعراف واللياقة الذى يبوح كلما هو مسيىء دون خجل لاواعظ أخلاقى لادينى يعربد كما يشاء بلاحسيب لارقيب مسار دفع ثمن تهوره والكيس من عرف قدر نفسه . والبلد دى كل زول لو بقى حاكم قريته بنفسه لايمكن يستقيم لنا وضع لأننا جمعنا كلمتنا فيهم أكلونا وخلونا فى السهلة ..

  5. بالقطع لن تعترف الحركة الشعبية بالهزيمة ، من أجل ذلك قالت انها إنسحبت وإذا كان هذا صحيحا فلماذا أحتلت هجليج من الأساس ؟ إذن لا يحتاج مناالأمر ان ننتظر تفسيرا من احد ، لأن الإعلام الغربي نفسه شهد بان مستشفيات الجنوب تعج بالجرحى والقتلى وشاهدنا بأم اعيننا مناظر الجثث الملقاة على أرض المعركة ، ولكن يظل هناك حفنة من المتشككين أمثال الأستاذة / سارة ، لأنهم أصلا يتشككون في كل شيء ودوما يتبننون وجهة نظر الحركة الشعبية، أما عن الوزير مسار فهو وحده القادر على إماطة اللثام عن سبب إغالته ، ولا داعي أن نصب الزيت على النار ونقول تم إغالته لأنه من أبناء دارفور ، فمثل هذا الحديث هو ما يؤجج الفتن ويوغر الصدور ، والفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها يا أستاذة سارة ، فلا داعي أن نحمل المواضيع أكثر مما تحتمل لحاجة في صدورنا .. ومن يريد المعارضة عليه أن يعارض بشرف وعدم الركون إلى إثارة الفتن والدعايات الكاذبة . . .

  6. وقال إن السودان لن يسع إلا رئيس واحد ..إما سلفاكير في الخرطوم.. أو البشير في جوبا ،؟؟؟

    سلفاكير فى جوبا هى الاجابة الصحيحة لهذا السوال

  7. مصير مسار هذا كان متوقعا وسوف ينطبق على اي وزير ارتضى ان يرتمي في حضن هذا النظام الفاسد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..