ثمان وعشرون سنة ألا تكفى

بعيداً عن المهاترات والمغالطات ودون الرجوع إلى الوراء والنظر إلى ما يسمى بإنجازات أو يطلق عليه إخفاقات.
السودان دولة كبيرة وغنية بمواردها تحتاج فقط إلى العزيمة والإرادة والتى وللأسف الشديد لم تكن متوافرة في الحكومات المتعاقبة على السودان ، وعلى مر السنوات سمعنا ضجيجاً ولم نرى حرثاً، أو ما ينفع الناس.
كل دول العالم الحديث والتى نهضت ووقفت على قدميها في غالبها لم يكن لديها من من الموروثات ما تفخر به وتباهى الأمم ، ولكن كان لدى قادتها الفهم والوعى والإرادة وهذه للأسف مفقودة عندنا ، السودان دولة زراعية وذات ثروة حيوانية كبيرة ولكن لم يعمل أحد على الإستفادة منها بل على العكس تماماً تم تدمير ما كان قائماً من مشروعات أتت أكلها حيناً من الزمان.
كل ما سبق أردت منه الوصول إلى حقيقة واحدة وهى أن كل الحكومات التى مرت على السودان لم تعمل على تنمية أهم أركان التنمية والتى يمكن البناء والمراهنة عليها في نهضة السودان والإنتقال به إلى مصاف الأمم المتقدمة ألا وهى الإنسان فقد قرأنا وشاهدنا وعلمنا وعرفنا أن الإنسان هو المحور والركن الأساسى في التنمية والشواهد والأمثلة على ذلك واضحة للعيان لا يراها إلا من كان بعينيه رمد.
هنا التساؤل الكبير الذى يجب الإجابة عليه: ماذا فعلت حكومة الإنقاذ طوال فترة 28 عاماً هى فترة حكمها في مجال تنمية الإنسان السودانى؟؟؟ وكم جيل ضاعت الإستفادة منه سدى ؟؟؟، وتراكمت عليه الهموم وعدم وجود الفرص وفر الكثير منهم بحثاً عن أوطان أخرى تحتضنهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم.
يقودنى هذا إلى ما أردته من كتابة هذا المقال لماذا لا نستثمر في الإنسان السودانى وتنميته ولماذا التأخير والخوف من هذا الشعب وتعليمه التعليم الذى يستطيع من خلاله الوصول إلى مصاف رصفائه في العالم (تجربة التوسع في التعليم العالى فاشلة بكل المقاييس) فهى قد أخرجت فاقد تربوى للمجتمع، لأسباب لا يسع المجال لذكرها.
نحن سادتى نحتاج من الحكومة إن بقى لديها إهتمام بمواضيع التنمية (ليس تنمية الشعارات) أن تعمل جادة في إبتعاث أكبر عدد من الطلاب والمهنيين والفنيين والزراعيين، إلى خارج السودان لينقلوا لنا خبرات حقيقية نستطيع الإستفادة منها في تنمية هذا الوطن (بدلاً عن البحث عن المعونات الخارجية) لماذا لا نبحث عن فرص لتعليم أبنائنا لنستطيع به تحقيق ما تنمية حقيقية.

حسين عبد الله أدم
[email][email protected][/email]