أخبار الرياضة

كأس العرب ناقوس الخطر: تراجع مريع للكرة السودانية.. والخبراء يضعون الروشتة

الخرطوم: حافظ محمد أحمد

لم تكن الخسائر الثقيلة التي تعرض لها المنتخب الوطني في البطولة العربية وتصفيات كأس العالم قطر 2022، المؤشر الأول للتراجع الشديد في مستوى الكرة السودانية، بعد أن اهتزت شباك صقور الجديان بـ26 هدفاً في 9 مباريات فقط، وإنما كانت مشاركة المنتخب في التصفيات ذاتها مؤشراً حقيقياً للتراجع الذي عرفته الكرة السودانية على الرغم من بعض الإشراقات التي تتسببت فيها بعض الظروف، ذلك أن التخطيط والأهداف غائبة تماماً عن الإدارات الرياضية، فتونس التي تتصدر لائحة تصنيف الأندية العربية كونت اتحادها بعد اتحاد كرة القدم السوداني بسنوات، فيما يتباهى الكثير من السودانيين بأنهم علموا بعض دول الخليج كرة القدم وساهموا في الطفرة التي حدثت لكثير منها، وهو أمر حقيقي ومؤكد يبرهنه ظهور الكثير من المدربين واللاعبين السودانيين في دول الخليج في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي، في العهد الذهبي لكرة القدم السودانية.

 

خسائر قاسية ومذلة

تجرع المنتخب السوداني خسائر قاسية ومذلة في عدد كبير من المباريات مؤخراً، وتعرض صقور الجديان لخسائر قاسية ومذلة أمام غينيا بيساو في الخرطوم برباعية، قبل أن يخسروا من المغرب بثلاثية، وتجرعوا خسارتين قاسيتين في البطولة العربية أمام الجزائر برباعية ومن مصر بخماسية، بيد أن الأسوأ تمثل في المستوى الضعيف الذي قدمه المنتخب إذ لم يشكل خطورة حقيقية على مرمى مبولحي حارس مرمى منتخب الجزائر ومحمد الشناي حارس مرمى منتخب الفراعنة، وكان التراجع الواضح للمنتخب حديث الفضائيات، والشارع السوداني، ولم يستوعب كثيرون الطفرة الهائلة التي انتظمت كرة القدم العربية والتراجع المريع للكرة السودانية التي تعيش مشكلة إدارية بالغة التعقيد وعلى مستوى الأندية والاتحادات.

 

البرنس ينفجر

وصب هيثم مصطفى قائد الهلال والمنتخب الوطني السابق جام غضبه على إدارة كرة القدم السودانية، معتبراً أن المشكلة الأساسية إدارية، مبيناً أن الإداري في السودان يريد أن يكون مدرباً، ويختار اللاعبين، ومن ثم يرغب في أن يكون مديراً للكرة، ورئيساً للبعثات الخارجية، كما أنه يرغب في أن يكون لاعباً ومدرباً، وهو لم يمارس كرة القدم من الأساس، حتى وإن ساعدته الظروف في ممارسة الكرة فإن الأمر لا يتعدى أن يكون في أحد أندية الدرجات الدنيا، البرنس انفجر في فضائية بي إن سبورت وكشف أن الأنانية والمحاباة هي التي تسيطر على عقلية الإداري، في الإدارات، بجانب شخصنة الأمور والفساد الداخلي.

 

المنتخب في محنة

وكشف الضو قدم الخير نجم المريخ ومدربه السابق أن المنتخب يعيش في محنة، واصفاً الخسائر والمستوى الذي قدمه المنتخب بالكارثة، مبيناً أن المعاناة كانت حاضرة على مستوى خط الدفاع والوسط، فيما لم يتمكن أي لاعب من تسديد كرة واحدة نحو المرمى، مشيراً إلى أن اختيارات المنتخب تمثل علامة استفهام حقيقية، مؤكداً أن هناك لاعبين لا يستحقون ارتداء شعار المنتخب، ونبه الضو الى الخل الإداري الكبير الذي تعاني منه منظومة كرة القدم، مشيراً إلى أن اتحاد الكرة في عهوده السابقة لم يتمكن من تطوير الكرة، وكشف الضو أن المعاناة الإدارية تمتد حتى على صعيد الأندية.

ورأى الضو أن المخرج يتمثل في ثورة إدارية شاملة، والعودة لمدارس الناشئين والشباب، مؤكداً أن الأساس السليم لابد أن يتبعه تطور، مؤكداً أن التخطيط المبكر ومعرفة الأهداف من المشاركات ووضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى يمثل حلاً ناجعاً أيضاً.

معاناة وتراجع

وكشف نادر هبوب مدرب هلال الساحل أن كرة القدم تعاني بالفعل، مبيناً أن ما يقدمه المنتخب من مستوى في قطر لا يخرج من كونه فضيحة، مؤكداً أن الأمر لم يتوقف عند الخسارة، واإما على المستوى الذي يقرع ناقوس خطر واضح، وشدد نادر على أن الاختيارات لابد أن تكون على معايير واضحة، مؤكداً أن فيللود لا يملك تأريخاً ولا سجلاً حافلاً يجعله يشرف على تدريب المنتخب الوطني، ونوه الى المدارس التدريبية والأسماء الكبيرة التي تعج بها المنتخبات في البطولة، مؤكداً أن ميزانية المنتخب المصري للتدريب في (3) أشهر تماثل ميزانية التدريب في المنتخب الوطني لعام كامل.

واعتبر نادر أن غياب التخطيط والخطط وعدم الاهتمام بمدارس الناشئين عوامل مؤثرة، وشدد على أن المنتخب يستطيع أن يخرج من كبوته ويقدم مستويات جيدة إن أحسن الإعداد للبطولة الأفريقية التي ستقام في الكاميرون شتاء يناير 2022.

ألاساس ضعيف

ورأى برهان تية أن الأساس الذي يقوم عليه المنتخب الوطني يعد ضعيفاً، مبيناً أن الاختيارات جانبها الصواب وكشف أن فيللود لا يتابع الدوري ولا يعرف مستوى عدد كبير من اللاعبين، وهو أمر غير جيد، ذلك أن أي مدير فني لأي منتخب في العالم يتابع الدوري، ويعرف من هو اللاعب الذي يستحق الاختيار.

واعتبر برهان الذي عايش مسابقة الدوري الممتاز من نسختها الأولى وحتى الأخيرة، أن التراجع واضح على مستوى الكرة السودانية وهو ما كشفته مسابقة الدوري التي كانت ثالث أقوى مسابقة للدوري في الوطن العربي، وتراجع ترتيبها بشدة في السنوات الأخيرة.

استحاقاقات صعبة قادمة

خرج المنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم بخفى حنين، ولم يقدم مستوى مقنعاً في البطولة العربية، وتم تصنيفه أحد أسوأ منتخبات البطولة مستوى، وفشل في إحراز أي هدف إلى اليوم وتلقت شباكه النصيب الأوفر من بين كل المنتخبات، كما أن نسبة استحواذ المنتخب على الكرة كانت الأضعف من بين كل المنتخبات، وهو ما يكشف أن القادم ربما يكون أسوأ ذلك أن الجزائر أرسلت في البطولة العربية منتخبها الثاني وربما الثالث، فيما اكتفى كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري باختيار عناصر من الدوري المصري لا تشارك بصفة أساسية في تشكيلة منتخب الفراعنة، واستهدف كيروش اختبار عدد من اللاعبين، فيما لم يستدعِ أسطورة ليفربول محمد صلاح ولا نجم آرسنال محمد النني ولا المهاجم المرعب مصطفى محمد أحد نجوم الدوري التركي، وهم نجوم سيواجهون صقور الجديان بعد شهر من الآن”  في “كان الكاميرون، كما سيواجه صقور الجديان تحدي عمالقة نيجيريا ومحترفيهم في أقوى الدوريات الأوربية ما ينذر بخطر داهم، ما لم يستعن اتحاد الكرة سريعاً بمدرب مميز، يحسن اختياراته، ويعقد معسكراً تحضيرياً إسعافياً للبطولة، حتى يتفادى صقور الجديان خسائر مضاعفة في محفل قاري محضور، فضلاً عن أن كل المنتخبات سترمي بثقلها في تلك البطولة، ما يضاعف من مسؤولية اتحاد الكرة في وضع حد لما أسماه الشارع الرياضي بالمهزلة في مونديال العرب، الذي أهريقت فيه سمعة الكرة السودانية كثيراً.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..