الولاة الجدد واستتباب الأمن في دارفور

معلوم بالضرورة ما تعانيها ولايات دارفور من انفراط عقد الأمن وذهاب هيبة الدولة وقد تسبب في ذلك بصورة أساسية وجود التمرد المسلح هذا التمرد أفرز مليشيات وجماعات مسلحة عاثت في أرض دارفور فساداً , قتلاً ونهباً وتهجيراً وحتى بعد انحسار وجود الحركات المسلحة في دارفور فشلت الحكومة في ضبط الأمن والحد من ظاهرة التفلت , بل ان تصرفات ولاة الولايات واتكاءتهم علي القبيلة والجهوية وسعت من دائرة انتشار العناصر المتفلتة , هذه العناصر المتفلتة روعت الناس وانتهكت حقوقهم حتى في حواضر هذه الولايات ، عشرات الشخصيات المعروفة وأغلبهم من رجال الاعمال أستهدفوا قتلا واغتيالا نهاراً جهاراً ونهبت مئات العربات و المتاجر إلي درجة نهب الموبايلات في الطرقات نهاراً ، تجرأت هذه العناصر المتلفتة إلي درجة إقامة نقاط تحصيل لا عد لها ولا حصر لأخذ الجبايات من المواطنين ، هذا الوضع أفرز انهياراً لمنظومة الدولة تماماً في دارفور…….
أدركت الحكومة الاتحادية خطورة الموقف مؤخراً فحاولت كفكفة الانفلات الأمني دون جدوي لوجود متاريس الولاة السابقين ومراكز القوي المستفيدين من الفوضي الامنية فقررت أحداث تغيير في تركيبة السلطة في ولايات دارفور بل في السودان فتم تعديل الدستور بما يتيح لرئيس الجمهورية من تعين الولاة بدلا من انتخابهم من شعب الولاية وتبعا لهذا تم تعين ولاة لدارفور من خارج الولاية ماعدا ولاية وسط دارفور حيت أبقي علي واليها الشرتاي جعفر عبد الحكم ولا يعرف ما الحكمة في ذلك !! بقية الولاة من عناصر شابة إلي حد ما وتتمتع بخبرات مركوزة , أخونا الدكتور خليل عبد الله ومعرفتنا له ممتدة منذ أيام الجامعة فهو رجل ثقلته التجارب ويتمتع بالهمة العالية وفوق هذا يشهد له الجميع بالاستقامة لم تفسده السلطة بعد!! وخلال مسيرته في العمل العام وهي مسيرة طويلة لم تحوم حوله شبهات بالفساد لا المالي ولا الإداري ولا يعرف عنه ميلا إلي العنصرية والجهوية التي ضربت البلاد فبهذه الصفات يتوقع اهل ولاية غرب دارفور أن تشهد الولاية في عهده استقراراً وتنمية ، لاسيما ان هذه الولاية وبالمقارنة مع بقية ولايات دارفور أكثرها أستقرارا وأمنا وبالتالي فأن التركيز يجب أن ينصب علي الجانب التنموي والخدمي الذي حرم الناس منه زمانا طويلا وقد استبشر الناس بقدومه ونحسب انه قادر علي فعل الكثير مع أستصحاب ظروف البلاد وقلة الموارد ، أما الوالي أنس عمر فهو الآخر من جيل الشباب وحسب ما سمعنا فان له خلفية عسكرية وامنية تتطلبها الظروف التي تعايشها ولاية شرق دارفور هذه الولاية حديثة التكويين ومفصلة علي أثنية بعينهاوفي داخل هذه الأثنينة هنالك نزاعات وصراعات أخطرها علي الأطلاق الصراع الدموي المتطاول بين الرزيقات والمعاليا وقد فشلت كل محاولات أصلاح ذات ، كما وان هذه الولاية تفتقر إلي التنمية ولا تملك من البنيات الأساسية شئ يذكر , مع أهميتها الجغرافية والاقتصادية للبلاد وعطفا علي ما ذكرناه فأن مهمة واليها سوف تكون عسيرة تحتاج إلي عزيمة وقوة أرادة وعدالة وأن نجاح الوالي في التغلب علي المعضلات يتوقف بصورة أساسية علي دعم المركز لهذه الولاية أمنيا واقتصادياً ، أما جنوب دارفور فأن واليها منتدب من جنوب كردفان الولاية الملتهبة التي تعيش ظروف مشابهة لظروف جنوب دارفور وبالتالي فهو مدرك للمشاكل التي تواجهها جنوب دارفور وفي قمتها الانفلات الأمني ، وفي تقديرنا يمكن للوالي أن يضبط الأمن لو تعامل مع العناصر المتفلتة بالقانون ووفقا لإجراءته السليمة هذا وحده يكفي ولا داعي إلي التصريحات العنترية مثل التصريح المنسوب إليه بالقتل الفوري للمجرمين , مثل هذه التصريحات العشوائية تثير المشاكل بدلا من حلحلتها….. ولاية جنوب دارفور من الولايات الواعدة اقتصاديا علي مستوي البلاد فاستتباب الأمن هو المدخل الحقيقي للتنمية والاستقرار , اما والي شمال دارفور اخونا عبد الواحد يوسف فبجانب دربته و خبرته الطويلة في التصدي للمشاكل فهو قريب من نفس دارفور انتماءاً جغرافيا فهو من كردفان ويعرف أس المشاكل في ولاية شمال دارفور كونه كان وزيراً للداخلية وبالتالي فهو لم يأت خالي الذهن !! أتي هذا الرجل خلفا لسلف أثار كثير من الجدل , السيد عثمان كبر الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في دارفور فهو أطول الولاة حكما وأقلهم عطاءا ولديه فلسفة خاصة في الحكم , الانفراد به لوحده لا يشرك أحدا لا الوزراء ولا المستشارين فهو الكل في الكل ، الانحياز التام لقبيلته علي حساب الآخرين تحولت الولاية في عهده الي ضيعة خاصة به , ففي عهده المتطاول تم تمكين أهل قبيلته في الوظائف العامة بصورة لا تخطئها العين , فالمحيطين به أما أفراد من قبيلته أو أفراد من اتباعه الخلص من المطبلين وحارقي البخور بين يديه , والرجل لم يقصر في اتباع كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في توطيد أركان حكمه , وبالمقابل ما كان يبالي لا بالتنمية ولا بالخدمات ولايحزنون ! مع ان أكثر من نصف سكان ولايته في معسكرات النزوح واللجوء الرجل قاتل طواحين الهواء في معارك انصرافية جلبت المشاكل لشمال دارفور مشكلة جبل عامر وخلافه مع موسي هلال وهلمجرا….
في عهده تردي الأمن في حاضرة الولاية وغابت سيادة حكم القانون , باختصار كانت حكومته مثل حكومة قرقوش ، هذه التركة المثقلة تحتاج إلي جهد وعزيمة من الوالي الجديد فالخطوة الأولي تفكيك الدولة العميقة التي أنشائها عثمان كبر !!و بدون هذا فأن أي جهد للاصلاح يذهب أدراج الرياح ، ولعل الوالي الجديد قد أدرك هذه الحقيقة بنفسه منذ أن وطاة أقدامه شمال دارفور , فالجماهير التي خرجت لأستقباله بصورة لم تشهدها أي ولاية , فعلت ذلك ليس حبا فيه ولكن كراهية وبغضا لعهد سلفه وكانت الشعارات واضحة لا لبس فيها , صحيح أن الأمر يحتاج إلي بعض الوقت إلاّ ان القرارات العاجلة التي اتخذت نزلت برداً وسلاماً علي المواطنين خاصة المتعلقة بالأمن داخل مدينة الفاشر التي ظلت مستباحة من قبل المليشيات بكل مسمياتها ، هذه القرارات يجب ان تكون نهجا متبعا وليست ردة فعل آني لمطالب الجماهير نحن ندرك التقاطعات في دارفور ودور السلطة المركزية في تحريك بعض الملفات ومع ذلك فأن دوام الأمن سوف يفتح أفاق للاستقرار يكون مدخلا للسلام الشامل العادل فعلي الوالي الجديد أن يستثمر هذا الانعطاف الجماهيري ويحوله إلي عمل إيجابي بتكويين حكومة تنال رضا الناس وتبعد العناصر التي كانت تحوم حول الوالي السابق مع مراعاة قدرات وخبرات القادمين الجدد وأن تكون سيرتهم نظيفة لا تشوبها شأئبة فساد، المهمة عسيرة جدا ولكنها ليست مستحيلة اذا خلصت النيات و بغض النظر عن رأي الناس في حكومات المؤتمر الوطني أتحادية كانت او ولاية فأن الايادي ممتدة للتعاون والاسهام في استقرار دارفور حتى ينعم المواطن الذي عاني كثيرا بشئ من الاستقرار والأمن بجانب تمتعه بالخدمات الأساسية التي حرم منها , الأمل والرجاء في ان يدرك الوالي الجديد انه في حاجة إلي بناء جديد من أساسه قائم علي العدل والمساواة وأن لا كبير علي القانون مهما علا كعبه , وبالتالي فلا يجوز وجود مليشيات مسلحة تفرض واقعا في مناطق بعينها في شمال دارفور فلاهي متمردة فتتعامل معها علي هذا الأساس ولا هي داخلة في سلطان الدولة فليزمها التقيد بالقوانين واللوائح , أقصد بهذا الشيخ موسي هلال !! لو سمحنا لموسي هلال وغضينا الطرف عن مجلس صحوته ! فهنالك عشرات بل مئات من شيوخ القبائل قد يسلكون ذات المنحي ونكون أزاء ذهاب ريح الدولة وتحولها إلي أمارات ومشايخ ما انزل الهب بها من سلطان … آن الآوان لأهل دارفور أن يضعوا عصا الترحال ويستقروا في ولاية آمنة تظللها سيادة حكم القانون ,

بارود صندل رجب
المحامي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (فهو رجل ثقلته التجارب )…….. صقلته
    (اخونا عبد الواحد يوسف فبجانب دربته و خبرته الطويلة)……. درايته وخبرته
    (إلي أمارات ومشايخ ما انزل الهب بها من سلطان )….. ماانزل الله بها
    (لو سمحنا لموسي هلال وغضينا الطرف)……..وغضضنا الطرف

    فعلا فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة

  2. (فهو رجل ثقلته التجارب )…….. صقلته
    (اخونا عبد الواحد يوسف فبجانب دربته و خبرته الطويلة)……. درايته وخبرته
    (إلي أمارات ومشايخ ما انزل الهب بها من سلطان )….. ماانزل الله بها
    (لو سمحنا لموسي هلال وغضينا الطرف)……..وغضضنا الطرف

    فعلا فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..