هل تظل الثورة مستمرة ضد ديكتاتورية الماتادور؟

EFE ©

نجحت إسبانيا في فرض ديكتاتوريتها على عالم الساحرة المستديرة وإلإطاحة بثوار القارة العجوز الذين انتظروا كثيرا أن تخور قواها.

فقد أسدل الستار على النسخة ال14 لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) التي احتضنتها الجارتان بولندا وأوكرانيا بنهاية منطقية ومتوقعة باحتفاظ منتخب الماتادور بلقبه للمرة الثانية على التوالي، فضلا عن تحقيقه ثلاثية تاريخية وغير مسبوقة، بعد أن بات أول من يجمع بين لقبي يورو يتوسطهما كأس عالم.

وعلى الرغم من أن الاجواء كانت تنذر باندلاع ثورة يقودها كريستيانو رونالدو وروبن فان بيرسي وآريين روبن وواين روني ورفاقهم، فكتيبة فيسنتي ديل بوسكي أخمدت ثورتهم بعد أن أبقت الكأس بحوزتها لأربع سنوات أخرى.

وبمجرد تتويج إسبانيا بلقبها القاري الثالث، عقدت مقارنات بين ديكتاتوريتها في حقبة (2008-2012) وبين ديكتاتوريات أخرى شهدها تاريخ كرة القدم، مثل برازيل السبعينيات، وفرنسا زيدان، وألمانيا بيكنباور، وهولندا كرويف، وأرجنتين مارادونا، لكن ديكتاتورية إسبانيا تبقى أكثر تميزا بجماعيتها دون الاعتماد على “زعيم” بعينه، كما أنها الوحيدة التي انتزعت ثلاثية (يورو + مونديال + يورو).

وأمام النقد اللاذع والشكوك المتناثرة حول قرب موعد التنحي، كان الجنرال ديل بوسكي كعادته هادئا رزينا لا يعبأ بمن حوله، واثق الخطى نحو هدفه، يزرع جذور الديكتاتورية الكروية لسنوات أخرى قادمة، يعنيه فقط الانتصار حتى وإن كان الأداء سلبيا أو مملا داخل المستطيل الأخضر.

وعلى النقيض فإن مقصلة اليورو أطاحت برأسي المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك ونظيره الفرنسي لوران بلان، فالأول كانت الآمال معقودة عليه وعلى طواحينه البرتقالية للعودة إلى أمستردام بالكأس، لاسيما بعد بلوغه نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 وامتلاكه نخبة من أمهر نجوم العالم.

أما الثاني فكان ضحية التسرع رغم تحقيقه نتائج إيجابيه وخروجه من ربع النهائي أمام الفريق البطل، لكن ينسب له الفضل في بث الروح بمنتخب “الديوك الزرق” بعناصر شابة أزال بها رواسب فضيحة تمرد اللاعبين بمونديال 2010.

لكن ثوار المدربين الشباب امثال الألماني يواخيم لوف والإيطالي تشيزاري برانديللي والبرتغالي باولو بينتو حاولوا جاهدين اسقاط ديل بوسكي عن عرشه، الا ان المدرب العجوز كان أكثر دهاء وحنكة، ونجح في إخراس ألسنة كل من هاجمه.

كما لم يقدر “قائد الثورة المضادة” تشيزاري برانديللي سوى على الاستسلام امام ديل بوسكي الذي راهن على خطة “التيكي تاكا” وحطم بها حصون الأتسوري بأربعة قذائف متتالية.

أما قائد ماكينات المانشافت يواخيم لوف الذي أسقطه برانديللي في نصف النهائي، فتعهد بالمحاولة مجددا، ليؤكد أن كتيبته لا تزال يافعة ذات اعمار سنية شابة، متوعدا بالثورة مرة اخرى ولكن على أرض البرازيل في مونديال 2014.

ويبقى السؤال مطروحا الآن، هل ستظل الثورة مستمرة؟ وعلى يد من ستسقط ديكتاتورية الإسبان؟ أم أن سطوتها ستستمر لأربع سنوات اخرى اذا ما احتكرت كأس العالم المقبلة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..