إسلاميو السودان..نيولوك..!ا

العصب السابع

إسلاميو السودان..نيولوك..!!

شمائل النور

أظنُّ أن أكبر محنة حقيقية للإسلاميين في السودان هي الفجوة الواسعة بين النظرية والتطبيق، إنهم يعانون أزمة تطبيق حقيقية، بينما النظرية قد تبدو بصحة جيدة ومتجددة، فهم يجيدون التنظير إجادة العارف الحصيف ويفشلون في التطبيق فشل الجاهل الأهوج، ليس هذا القول مبني على الشعارات التي ظل يرفعها ويرددها الإسلاميون، لكن في حديث قيادات الحركة الإسلامية وخاصة مفكريها، وأظنُّ أن محنتها أيضاً في مفكريها… ورقة علمية عميقة ومفصلة قدّمها غازي صلاح الدين في ندوة عن صعود الإسلاميين في المنطقة العربية، هذا الغازي نظّر في الحريات والديمقراطية تنظيراً لا ينافسه فيه فطاحلة اليساريين في أكثر دول العالم تقدمية وديمقراطية.. غازي كان أشبه بالناصح الصادق لحكومات الربيع العربي التي جاءت عبر صناديق الاقتراع، دعاها إلى الخروج من عباءة العزلة والانفتاح نحو الغرب بفاعلية وترك النظرية التقليدية التي تُنصّب الغرب عدواً، وممارسة ديمقراطية حقيقية لا شعارات، كان فقط يحتاج إلى القليل من الشجاعة ليقف على التجربة السودانية طالما أن الموقف موقف نُصح للحركات الإسلامية والسودان له الأسبقية والوقوف على هذه التجربة لابدّ منه، لأخذ طيبها إن وجد وترك خبيثها، لكنه كأنما قالها للحركات الإسلامية بذكاء شديد “فلتتركوا الحركة الإسلامية السودانية جانباً، ولتفتحوا صفحة جديدة”.. وكأنه يقول “اسألوا مجرب”، تبحر مفكر الحركة الإسلامية في كل الجوانب لم يترك صغيرة حتى مستقبل السياحة في تونس والفنّ في مصر عرّج عليهما ركز على الديمقراطية تركيزاً فيه من الرسائل ما فيه، نصح الإسلاميين الذين أتى بهم الربيع العربي إلى ابتكار خطاب جديد وفكر جديد.. ولم يستبعد مواجهات سخيفة بينهم ومجتمعاتهم التي اختارتهم وبينهم والغرب. غازي لخصّ كل أزمات التجربة السودانية وكل أخطائها، ثم قيّمها وتعمق في نتائجها الكارثية وقدّمها نصيحة علمية بالدليل القاطع لحركات الربيع العربي وقد كان، وإن أرادات هذه الحكومات الإسلامية الجديدة أن تقود مجتمعاتها فهذه الورقة لا يُمكن تجاوزها.. أمين حسن عمر الذي عقّب على هذه الورقة، أخطر ما قاله وينبغي الوقوف فيه بكل دهشة هو أن واحدة من أزمات الإسلاميين أنهم ينصبون أنفسهم أوصياء على الشعب ويعتقدون أن لديهم رسالة لابدّ من تنزيلها، ثم عرج على المظاهر القشرية التي يهتم بها الإسلاميون كالسلوك العام وزي النساء، أمين يرى أن هذه قشور وليست القضية الأسياسية، ثم نسف ذاك الشعار المجيد “أوترق كل الدماء”.. اختصار ما قاله غازي في ورقته وما قاله أمين حسن عمر في تعقيبه على ذات الورقة، لو طبقت الحركة الإسلامية 10% منه لما وصل السودان إلى ما وصل إليه.. وأكاد أجزم ومعي آخرون، إن الذين استمعوا إلى هذه الندوة سوف يخرجون بخيارين، إما أن تكون الحركة الإسلامية في السودان غير حاكمة فعلياً لكنها “شايلة وش القباحة” أوأنها منافقة بدرجة محترف.

التيار

تعليق واحد

  1. تحليل رائع يا شمائل ،، بالمناسبة المرأة السودانية تقدم لنا اجمل المقالات التحليلية وتفوقت على الرجل السوداني الدى اصبح يمسك العصا من النص ويتراجف ويتلولوا في الكتابة حتى
    انظروا الفرق في كتابات جميع السيدات المحترمات حاملات الراية راية الحق في زمن الجهلاء

  2. شايلة وش القباحة دي في كل الإحتمالاات ما واردة ولكن الأدهى حتى أن النفاق بدرجةالإحتراف وصف خفيف على ما هم فعلاً عليه …..
    لما لم يقولوها صراحة انهم قد فشلوا ثم أدمنوا الفشل ؟؟؟
    أو لم تكن النصائح بكل الوسائل تنهال عليهم بأن ما يقومون به يتنافى مع مبادئهم التي ينادون من أجلها ؟؟؟
    إن من أكب مشاكلنا في السودان أن نتعلم ثقافة الإعتراف باخطأ ومن ثم ثقافة الإعتذار وللأسف إنها ربما منهج نتربى عليه !!!! إلا من رحمه الله وأستطاع أن يوائمما بين أفكارة وأفعاله وهؤلاء قلة نادرة ….
    الله عليك ياشعبي ووطني ….. انا بالجد مفجوع من الذي يجري لكما !!!!!!

  3. احييك يا استاذه على هذه الوصفة الرائعة لحال الانقاذيين واظن انهم شايليين القباحة من ناحية لانها توصلهم الى السلطة، كما انهم لديهم انفصام شخصية فهم دكتور جيكل ومستر هايد ، وهذا الانفصام سيوصلهم الى الثراء لذلك اقترح على المختصين في علم النفس ان يدرسوا قيادات الانقاذ دراسة نفسية لعل هناك ما يفيد الانسانية من ناحية، والشعب السوداني المغلوب، و حتى يكون لدينا تفسير علمي لهذه الظاهرة التي يحتار فيها كثير من ابناء شعبى. واخص بهذه الدراسة امين حسن عمر. ويالله ياشباب نشوف شطارتكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..