«الحوار».. أساس ديمومة الزواج في ألمانيا

الحوار مطلوب جدا في هذا العالم المشحون بالثورات والمعارك والحروب لأنه البديل الحضاري عن الاشتباك، وطبيعي أن يمتد هذا المبدأ السلمي إلى العائلة ليشكل أساس ديمومتها.

يبدو الربط بين الحوار ومستقبل العائلة في ألمانيا جليا، لأنه يشكل الفرق بين متوقع عمر الزيجة الواحدة بين سبعينات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين. فقد انخفضت نسبة الطلاق من 19% إلى 1.1% خلال هذه الفترة، وطال معدل حياة الزيجة الواحدة إلى 14 سنة بعدما كان 11.6 سنة.

في دراسة جديدة لمعهد الأبحاث الاجتماعية في نويس، بغرب ألمانيا، تبين أن الزوجين الألمانيين العاملين يتحادثان يوميا 45 دقيقة كمعدل، بعدما كان الزمن الذي يخصصه الزوجان يوميا للحديث بينهما عام 1992 لا يزيد على 10 دقائق. ويخصص الزوجان نصف هذا الوقت الآن للحوار حول مشاكلهما ومشاكل الأطفال والعائلة والأهل، ومحاولة إيجاد حلول عملية لها.

وقال 92% من الألمانيات والألمان إن هذا الحوار هو أساس ديمومة علاقتهما الزوجية على الرغم من مشاكل العمل. وأشار 47% منهم إلى أن نجاح الحوار سببه البحث بعقلانية عن «حلول عملية» للمشاكل. وعبرت نسبة مماثلة عن قناعتها بأن الشجار حول المصروف والتسوق والتنظيف يؤثر سلبا في المشاعر والحب.

الأرقام – التي لا تكذب كما يقال – تعني أن الزوجين الألمانيين صارا يتحادثان ويتحاوران 5 مرات أكثر مما كانا يفعلان في مطلع التسعينات. والطريف أن معظم الحوار يدور، وفق الدراسة، في غرفة النوم، وأثناء التسوق، وخلال وجبات الطعام المشتركة التي تقتصر في كثير من الأحيان على وجبة العشاء.

من الناحية الاقتصادية تضطر العائلة للاقتصاد في النواحي الروحية والثقافية لكي تضمن استمرارها. وفي قائمة أكثر الأشياء التي صارت العائلة تقتصد فيها جاءت زيارات المطاعم والمقاهي، ثم تقليل عدد زيارات السينما والمسرح، والاقتصاد في الرحلات السياحية ومخصصات اللياقة البدنية والصحة وشراء الكتب، في حين جاء في ذيل قائمة «عصر النفقات» التخلي عن السجائر وشراء السيارات الجديدة والملابس والأجهزة والألعاب الإلكترونية.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..