حوارات

رئيس حزب الغد الديمقراطي :تفلتات الجنينة من موروثات النظام البائد

فراغ التشيكل الوزاري فاقم أزمةمعاش الناس

السودان جدير بأن يكون في طليعة دول إفريقيا

موقف الحكومة يجب أن يكون واضحاً تجاه ما يحدث في الحدود

واجبُنا أن ننهض ونبني السودان ليكون ديمقراطياً يسع الجميع

حوار: أمين محمد الأمين

قال رئيس حزب الغد الديمقراطي نورين آدم عبد الغفار إن ما أنجزته الحكومة الانتقالية في الفترة الماضية لا يتناسب بما يتطلع إليه الشعب السوداني، وطالب بضرورة إيجاد برنامج عمل وطني يهدف إلى الإرتقاء بالوطن والمواطن ويرتكز على الإصلاحات التي تحسن التنمية الإقتصادية، وأكد في حوار لـ”المواكب”بأن التفلتات الأمنية التي تدور في عدد من ولايات السودان خاصة الاحداث الأخيرة في الجنينة أكد بأنها موروثات النظام البائد، واشاد بدور القوات المسلحة في استرداد اراضينا وبدورها في استقرار وأمن المواطنين، فإلى مضابط الحوار:ـــــ

ما رؤيتكم للوضع السياسي الراهن؟

وضع السودان اليوم كارثي وخطير جدا، حيث الانهيار الاقتصادي الشامل والانفلاتات الأمنية التي ضربت أرجاء البلاد، خاصة الأحداث الأخيرة في غرب السودان، إضافة إلى الحروبات القبلية المختلفة المفتعلة في انحاء متفرقة من السودان والتدخلات الخارجية ذات الأطماع، وتقاطعات المحاور الاستخبارتية، والصراع الدولي على الموارد وحروبات المياه والمواني والمداخل وغيرها من تحديات، نعتقد أن كل هذه المشاكل القت بظلال سالبة على الأوضاع الداخلية وأصبح الوضع صعب ومعقد.

وما الحلول في تقديرك؟

أعتقد أن حكومة الفترة الانتقالية حتى الآن وُفِّقت إلى حد ما في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولا تزال تعمل جاهدة لإعادة البلاد إلى الاسرة والمجتمع الدولي، ولا يزالون يعملون على ترميم العلاقات الخارجية في كل بلدان العالم وتأسيسا على مصالح الشعب السوداني، كل ذلك خطوات ايجابية تصب في مصلحة نجاحات الفترة الانتقالية، لكنني اعتقد أن هذه الفتوحات الخارجية يجب أن يكون معها عمل على المستوى الداخلي، ولابد من إيجاد حلول جذرية للمشكلة الإقتصادية في البلاد، ويجب أن تحل بمشاريع مستعجلة لتخفيف العبء على كاهل المواطنين في المعاش، ويكون هنالك مسار أخر استراتيجي بعيد المدي لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوداني في الاقتصاد لأن المعاناة غير مبررة، خاصة أن السودان بلد ذاخر بالموارد على سبيل المثال بلادنا تذخر بشبكات غنية بالانهار كذلك بالمياه الجوفية ومياه الأمطار، وايضا الثروات الغابية والحيوانية والكنوز في باطن الأرض من ذهب ويورانيوم وكروم وهنالك معادن نفيسة، إضافة إلى أن الإنسان السوداني يعد أعظم ثروة في تنوعه وتنوع ثقافاته واعراقه كل هذا يمكن أن يصب في مصلحة الأزدهاربالبلاد.

ما تقييمك للفترة الانتقالية؟

أعتقد أن مهام الفترة الانتقالية كان يجب أن تنحصر في أربع نقاط تأسيسا على الوثيقة الدستورية، الأولى هي تحقيق السلام العادل والمستدام وهذا يعني في تقديريانزال الاتفاقية التي تمت في جوبا على أرض الواقع وفي نفس الوقت الحاق الرافضين بالعملية السلمية ليكون السلام شامل وكامل ونطوي هذه الصفحة، النقطة الثانية إنهاء حالة الاستقطاب الحادة الحاصلة الآن في البلاد، ويشمل الاستقطاب السياسي والقبلي والجهوي والعرقي الذي تشهده الساحة الوطنية وهذا يجب أن ينتهي، النقطة الثالثة إنعاش الاقتصاد الوطني ووضعه على منصة الإنطلاق وهذه النقطة متعثرة نوعا ما لكن في تقديري هي ايضا من مهام الفترة الانتقالية، والنقطة الرابعة هي تأمين معاش الناس وتوفير الخدمات الأساسية الضرورية من ماء وطعام وكهرباء ودواء وحريات وما إلى ذلك، كذلك مرحلة ترتيب للانتخابات القادمة وعقد المؤتمر الدستوري، ولابد من إيجاد مفهوم وطني جامع يضم كل الوان الطيف السياسي والمجتمعي في البلاد للعمل تحت مظلة أو شعار “فكرة بفكرة ويداً بيد من أجل وطن ناهض قوي ديمقراطي” تحت شعار “لا مصلحة تعلوا فوق مصلحة الوطن”.

مقاطعة ـــ عفواً كيف تُقيِّم الفترة الانتقالية؟

أعتقد أن ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية لا يتناسب بما يتطلع إليه الشعب السوداني خاصة بعد انتصار ثورة ديسمبر المجيدة، ولابد من إيجاد برنامج عمل وطني يهدف إلى الإرتقاء بالوطن والمواطن ويرتكز على الإصلاحات التي تحسن التنمية الإقتصادية من حيث إيجاد بيئة استثمارية وإنتاجية ملائمة ويجب إيجاد بيئة تتيح المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للكافة، والمساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص وسلامة الأشخاص والممتلكات وحرية التجمع والتعبير وواجبات المواطنة وحقوقه، إضافة إلى ايجاد بيئة إعلامية حرة ومسؤولة واصلاح الخدمات للبنية التحتية والاقتصادية وتطوير خدمات النقل العام وتوفير الطاقة والمحافظة على البيئة وتمكين المواطنين من الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات، بلادنا وبموقعها الجغرافي وتاريخها وما تملكها من موارد جديرة بأن تكون في طليعة دول القارة الافريقية ورائدة في المجتمع الاقليمي والدولي ببناء علاقات متوازنة بما يحقق الاحترام والمنافع بين الشعوب.

ما رأيك في موازنة 2021م؟

التدهور والتراجع المريع للعملة المحلية والتضخم الحالي أدى بشكل فعلي إلى تدهور الدخل الحقيقي للعاملين للقطاعين العام والخاص حتى على الأعمال الحرة، والحل في تقديري لا يكمن في زيادات جديدة للمرتبات والأجور إنما الحل في إصلاح اقتصادي جذري يوقف التضخم ويزيد الانتاج للاستهلاك المحلي والتصدير، وهذا يتماشي جنب إلى جنب مع تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بتدرج مريح.

كيف تنظر إلى الاقتتال الذي يدور في بعض ولايات السودان؟

التفلتات الأمنية التي تدور هنا وهناك شرقا وغربا خاصة الاحداث الأخيرة في الجنينة هو موروثات النظام البائد، نحن نستنكر هذه العادة العنيفة بشدة ونطالب بتشكيل لجنة تحكيم ونطالب حكومة الفترة الانتقالية بوضع حد للحروب القبلية، واشيد بالمجهود الكبير التي قامت بها الحكومة الانتقاليةومؤسسات الأجهزة النظامية القوات المسلحة والاجهزة النظامية الأخرى ولا سيما قوات الدعم السريع في المجهود الكبير الذي يبذلونه في احتكاكات القبلية شرقا وغربا وحنوبا وشمالا.

كيف تنظرون لما يدور في الحدود الإثيوبية السودانية؟

يجب أن يكون موقف السودان واضحا جدا حيال هذه القضية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتنازل السودان من حقه في اراضيه، وعلى الحكومة الاثيبوبية الكف عن المناورات والاتهامات واحتلال الأراضي السودانية وربطها بقضية سد النهضة، ونحن نشيد بدور القوات المسلحة باسترداد اراضينا وبدورها في استقرار وأمن المواطنين، ونحن الحزب ندعم قواتنا دعما كاملا لبسط هيبة الدولة.

عقدتم بالأمس اجتماع المكتب السياسي لحزبكم، إلى ماذا أفضى الاجتماع؟

كان حول تفاعل الحزب مع القضايا والمشكلات التي تواجه البلاد كقضايا السلام الدائم وايقاف الحروب وفك الضائفة المعيشية وتنمية الاقتصاد ومواجهة مشاكل البلاد كافة خاصة التحديات الاقليمية والدولية وتحديات الحدود والفترة الانتقالية وكيفية تحقيق التحول الديمقراطي وكيفية إجراء الاصلاحات التشريعية والاقتصادية المطلوبة والممكنة، وتفاكرنا في كيفية إصلاح الخدمة المدنية وفي عقد المؤتمر الدستوري الذي يتبعه انتخابات نزيهة وحقيقية، نحن واجبنا كحزب أن ننهض بالسودان ونبني السودان ليكون ديمقراطيا يسع الجميع، كذلك أفضى الاجتماع بأن بلادنا تعيش في عهد جديد وهناك اتفاقية سلام ستعزز من التعاون المشترك بين الأطراف والمكونات المختلفة على مستوى البلاد، كذلك أفضى الاجتماع إلى ضعف في أداء الحكومة والحاضنة السياسية وهناك تباين في الرؤى بين الكتل المكونة للحاضنة السياسية وخلافات اخري داخل الأحزاب السياسية المكونة للكتل نفسها، كذلك تحدثنا عن حول تردي الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة وعدم وجود حلول تلوح في الأفق.

وما رؤيتكم لكل هذه الأحداث؟

لابد لكامل القوى الحية التي شاركت في صناعة ثورة ديسمبر المجيدة من وضع خطة عمل وبرنامج شديد الحساسية والدفع به حتى نعبر بسلاسة، ونرى أنه لابد من تواضع الجميع والتوحد مرة أخري على أسس جديدة في فضاء التحول الديمقراطي على موضوعي يهدف إلى انجاح الفترة الانتقالية وتحقيق شعار الثورة حرية سلام وعدالة، ناقشنا في اجتماعناالتشكيل الحكومي الجديد، ونناشد رئيس الوزراء بتشيكل الحكومة الجديدة لأن هذا الوضع ولد فراغ وفاقم من وطئة الأزمة الاقتصادية ومعاش الناس لذلك تشكيل الحكومة التنقيذية يمكن أن يساعد في تخفيف الاعباء على المواطنين وفي انسياب النظام الإداري في البلاد، كذلك تشكيل المجلس التشريعي ونعتبر ان المجلس التشريعي هو الركيزة الأساسية للحكم الرشيد وهو الضامن لمشاركة جماهير الشعب في وضع السياسات العامة في الانتقالية واصدار التشريعات التي تمكن السلطات الأخرى في البلاد من الوفاء بمتابعة الفترة الانتقالية إلى جانب مراقبة اداءها وسياسات الحكومة الانتقالية ومجلس السيادة في الفترة المقبلة، لذلك ننشاد رئيس مجلس الوزارء بالتشكيل الجديد ونناشد المسؤولين من هذه الملفات ان يتم مشاركة كل القوى الحية التي شاركت وساهمت في ثورة ديسمبر ان يجدو انفسهم على الاقل في المجلس التشريعي وحزبنا واحد من تلك الأحزاب التي شاركت في ثورة ديسمبر.

كيف تنظرون إلى التطبيع مع إسرائيل؟

التطبيع مع إسرائيل يندرج تحت قائمة إخراج السودان من حالة العزلة الدولية التي ظللنا نعيشها طوال الـ30 عاما الماضية، التطبيع بمعناها البسيط يعني أن تجعل العلاقات تكون طبيعية وعادية، وأصدرنا بيانا باسم الحزب عندما التقى رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين أيدنا هذا الاتجاه وقلنا إنه المخرج الصحيح للولوج إلى المجتمع الدولي وتحسين علاقتنا مع العالم دون استثناء، نحن ندعم هذا الاتجاه دون تحفظ وندعم أي خطوة تصب في صالح الشعب السوداني والمصلحة العليا لوطننا، نؤيد هذا الاتجاه بشدة.

ما البداية الصحيحة لنهضة السودان في تقديرك؟

يجب تحديد هياكل المجتمع ابتداء من التعليم الحديث المتطور والثقافة العصرية ونعتقد أنه المفتاح الأساسي لأي عملية تنمية حقيقية، ويجب أن تستتبع عملية التعليم الحديث في التدريب والتأهيل، ويجب إنهاء الصراعات السياسية حول السلطة واستيعاب كافة مكونات الشعب السوداني دون عقلية المحاصصات بل على أساس رؤية التكوين والمشاركة على مستويات متعددة، مشاركة تكون محصلتها النهائية السلام الاجتماعي والشعور بالهوية الواحدة وحب الوطن ورعاية مصالح الناس واحترام الدولة والقانون ولن يكون هذا إلا بتأسيس نظام ديمقراطي سوداني تعددي حقيقي وقوي يتبع للجميع بالتنافس ووفق رؤية شراكة وطنية فاعلة.

المواكب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..