الخبر السابع..!

الكثيرون إنتظروا أخبار جمعة اليوم التي رفعت شعار الحرية في سلسلة تظاهرات يومية أو أسبوعية متفرقة هنا وهناك هي لن تقف بالطبع طالما تسربت مياهها وإن كانت لا تزال سرساراً ولكنه سيتزايد بعد أن فتح فجوة لمجراه في جدار هذا النظام الجالوصي ..الذي يصقل دواخله المشققة بمسحة امنية لن تلبث أن تخر أمام تزايد سيول الشارع وقد توفرت لها منذ زمن كل أسباب هذا التحرك ، ولعل اللمحة الحضارية التي تمثلت في الخروج السلمي والخالي في بعض المسيرات حتى من الهتافات التي قد تثير الغبار في عيون شبيحة النظام الذين إرتبطت حياتهم ضمناً ببقائه فيندفعون في تصعيد العنف المفرط ليس من منطلق قوتهم وإنما من شدة خوفهم على مكاسبهم التي تمتعوا بها دون بقية فئات المجتمع الأخرى !
الآن الحكومة هي التي ستدخل في الورطة الكبرى إذا ما تزايد الغضب السلمي في التمدد إذ لن تستطيع منع الجموع من الخروج لأنها أساساً لن تستأذن السلطات ومن ثم لن تجد الأخيرة مبرراً لمعانفة التظاهرات طالما إلتزمت بسلميتها !
وهذا سيزيد من حرج النظام الذي كان يدعي بأن ما يحدث هو تخريب وعبث وهم قادرون على القضاء عليه.. بل وهو يتمنى إستمرار التخريب مثلما فعل من خلال عناصره التي دبرت لرسم تلك الصورة القبيحة لتحركات الشارع و كان الغرض من خبث تدبيره إجهاض الثورة بتلك المسوغات ..وهاهي باتت مكشوفة ولن تجد آذناً صاغية إلا عند من أطلقها كذبة لا شأن لنا بتصديقه لها !
الآن إستمرارية الثورة تتطلب تشكيل كياناً موسعاً قوياً يتحرك داخلياً في كل نواحي الوطن لحشد الخروج والإعتصامات ويتجدد نبته كلما قطعت الحكومة نبتة منه بالإعتقال حتى تصل حركة التجمهر الى نقطة العصيان المدني الذي سيشل بنية النظام الشائخ ..ويكون ذلك متواكباً مع تحركات خارجية للحصول على الإعتراف بذلك الكيان الذي ينبغي أن يقوم قومياً ويغطي كل أطياف المجتمع من حيث التمثيل العادل تنظيمياً والمتوازن فئوياً و سياسياً واجتماعيا دون النظر للجهوية أو القبلية ..وبالتالي يتمكن من جلب الدعم المادي والمعنوي للثورة ..بالتواصل مع مناطق تجمعات السودانيين بالخارج بغرض تكملة توزيع أدوار الحركة ناحية مرافق الإعلام الخارجي في مواجهة تخرسات الصوت الضعيف لإعلام النظام ، حتى نصل الى مرحلة تملك إعلام الثورة الخاص ..مثل الصحف والمواقع و العنصرالأهم يظل هو الفضائية التي باتت ضرورة ..إذا ما تأخر إنجازها فسيظل خبر إنتفاضتنا هو السابع في نشرات اخبار الفضائيات .. كما كان ترتيبه هذه الجمعة .. ولن يزحف الى المراحل المتقدمة أو يتصدر تلك النشرات إلا باستمرار تصاعد العزم السلمي الذي سيضع النظام في زاوية الحرج والتراجع عن نهج العنف حتى يترنح من غيظه بسكتة قلبية مفاجئة جراء صمت الحراك الداوي سلمياً..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المهم في الأمر كله رفع مستوى الوعي لدى الجماهير بأهمية أن تكون الديمقراطية القادمة مختلفة تماماعن الديمقراطيات السابقة. بمعنى ديمقراطية تحمل ثقافة الديمقراطية فعلاً ، حتى يكون العنصر المنتخب ليمثل الجاهير هو عنصر واع ومدرك.
    نتطلع لإنشاء أحزاب شبابية غير مهووسة بالصراع السياسي العقيم بين التيارات العلمانية والإسلامية ، بل ينبغي أن يكون الصراع القادم – إذا صح أن نطلق عليه صراعاً – أن يكون صراع برامج وسباق نحو من يمكلك القدرة على بناء السودان الذي سيكون في مصاف الدول التي يفتخر بها ابناؤها.

  2. كلام سليم وأيضاً هناك أمر مهم هو عدم الالتفات إلى الاحزاب الديناصورية بمواقفها السلبية تجاه الحراك الشعبى وإذا عرف السبب بطل العجب

  3. لى جميع الشرفاء والذين يبحثون عن الحقيقة الضائعة طوال 24 عام الماضية ، التوجهه للاستماع لقناة ANN( شبكة الاخبار العربية ) ومقرها لندن ، متخصصة هذه الايام في الشان السوداني ، باعطاء مساحة زمنية كبيرة للنشطاء السياسين واعضاء من الاحزاب وكل المهتميين بالشان السوداني ، وعلى الجميع البحث عن الترددات التالية :-Frequency 12439 POL-V, FEC 5/6, ENCR ,NO, Satellite 104

  4. يجب عدم التعويل علي الكهنة أمثال العجوز الترابي والمخرف الصادق والدرويش الميرغني فهؤلاء هم من يدعمون النظام ويعملون علي بقائية ، والشعب السوداني يعلم هذه الحقيقة وان العقاب سوف يطالهم مع صعاليك تجار الدين .. فيجب علي الشعب السوداني ان يتمتع بالوعي الكافي والا ينساق وراء هطرقاتهم الفارغة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..