هنيئا لنا بطول ربيعك ..يا نافع !

هنيئا لنا بطول ربيعك ..يا نافع !

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

بالأ مس وبعد أن ملأ اعلام الانقاذ مسامعنا ضجيجا وهتافا مللناه على مدي عمر الانقاذ الديناصورى ونهجها المتحجر وعبأ أعيننا من جديد بمناظر الفيلم الهندي اياه ، والتي تعرف نهايته قبل البداية في مشاهدته المتكررة !
وفي ختام جلسات مؤتمر حزبنا الحاكم الأوحد والمحبوب من جموع الشعب السوداني أو ما تبقي منه على هامش الحياة الانسانية ، ظهر علينا الرجل الثاني في منظومة الكيان . الدكتور نافع على نافع . في نسخته الجديدة فيما بعد قصقصة اجنحته التي عاد محلقا بها عقب توقيع اتفاقه الملحوس طريا ،مع مالك عقار في أديس ابابا ، فاصطادته نبلة الخال الرئاسي قبل ان يحط على عش حلمه لتفقيس حصاد مخططه لتكملة الضربات القاضية على غريمه على عثمان ، من خلال اتفاق يبذ به أنجاز الرجل في فصل الجنوب والذى بدأه بازاحة ذراعه الايمن قوش ، ولكنه سقط بعيدا عن سور القصر ليظل يتقافز بعد تقصير ريشات طموحاته تحت شجرة الحزب غير الظليلة ، فيما علا صوت الديك الغتيت ليؤذن من جديد فوق سارية الحكم مستعيدا منصبه السابق لنيفاشا !
المهم أطل علينا سى نافع ليلخص مقررات المؤتمر بعد اختتام جلساته أمام مؤتمر صحفي لطالما بدأ التثاؤب والملل باديا على حضوره من الاعلام المحلي المجبور على الصلاة ، وذلك التواجد الضعيف والمحدود من الاعلام الخارجي !
ولعله من غير المفيد أن ننفر قارئنا العزيز بتكرار اسطوانه الشعر القميء السنوية التي تتحدث عن عظمة الحزب وقربه من الجماهير الخ ، ولكن ما أردنا أن نفتح به شهية من لم يتابعوا مسرحية المؤتمر برمتها ، ولمن فاتهم التمتع بالمؤتمر الصحفي الفريد ، بمقولة هامة أوردها الدكتور نافع وهو يحاول نفخ ما بقي فيه من أوداج الغرور ، وقد وضع النظارة ثم خلعها ليعلن أن الشعب السوداني أصبح مقتنعا بكامله بالبرنامج الاقتصادي الذي طرحه المؤتمر الوطني للمرحلة القادمة !
وهو ذات الشعب الذي منح الحزب وحكومته تفويضا منقطع النظيرفي انتخابات العام الماضي !
وطبعا بغض النظر عن معاني طأطأة جل صحفي السودان الذين كانوا يحكون رؤسهم ويكتمون سخريتهم مما يسمعون ، فان القلة القليلة من الصحفيين الأجانب ستصدق هذا الكلام طالما أنها ظلت محبوسة عن الحركة داخل حوش الحزب وقاعات مؤتمره الأنيقة بعيدا عن نبض تلك الجماهير المتخمة وجعا و التي عبر نيابة عنهاالدكتور نافع وشرح سعادتها ببرامج الحزب المنقذة لحياتها معيشيا وسلما ، السابقة منها واللاحقة !
كيف لا وقد عاش اولئك الصحفيون الأجانب في بحبوحة الضيافة المفتخرة هم وكل الوفود التي خطب بعض اعضائها وهم يذرفون الدمع تأثرا بكرم الانقاذ وحزبها من فائض خزينة ذلك الاقتصاد المنتعش في خيال الدكتور نافع !
وكانت نكتة المؤتمر ، حقيقة هي تخريمة نافع الانقاذ على الربيع العربي ، اذ قال بالفم المليان ، نحن نعتز بهذا الربيع ،لانه تجدد في المنطقة وكنا له بمثابة القدوة والموحي بالسير على خطانا ، لان ربيعنا قد سبقه باثنين وعشرين عاما ، وتلك مفخرة حق لنا أن نخرس بها ألسن ألحالمين بالتغيير في السودان ! والذين سيطول انتظارهم !
ونحن من هنا لا نملك الا التأمين على كلام دكتورنا النافع علمه ببواطن الأمور وقراءة احساس شعبنا وقياس الشعور المتأصل فيه حبا للانقاذ وحزبها الألمعي ..فنقول له !
هنيئا لنا بطول ربيعك يا نافع ، طالما أن فينا من الزعامات من يقدم رجل المصالح الذاتية في الدخول الى خرابة حكمكم، ويؤخر الثانية بعيدا عن مؤطي المصلحة الوطنية ، والبعض يدفع بأشباله ليرضعوا من أثداء نظامكم الجافة ، أملا في تنشيطها ولو لتدر لهم حليبا مرا ، عافته حتي جراء حركتهم الاسلامية التي وقفت بعيدا عنهم بعد أن تباينت بينهم خطوط المصالح ، لا مثاليات المباديء!
ولعلنا حيال ذلك التخاذل من قيادات بلعت طعم المشاركة في الابحار بالمركب المثقوب، وتذبذب قيادات ترغب في تغييرشجرة الزقوم السامة وليس اقتلاعها وقيادات أخرى سادرة في تهويمات الخرف الفكري والتنظير حشا بالدقون!
و أمام تغلغل الاحباط في ثنايا الشارع الصامت على نجاعة تجارب البرنامج الاقتصادي لمشروع انقاذنا وحزبها الحضاري ، فاننا حيال ذلك كله فعلا مبشرون بعقدين آخرين من ربيع دنيانا التعيسة في ظل المزيد من تهكم ، قادة الانقاذ من صمتنا الذي فهموه رضاء ،فأطلقوا من جديد في ختام مؤتمرهم المكلف ، بنادق اعلان تجديد الصفاح ، فيما هنأهم ضيوفهم من شتات الكيزان ، بالأحضان ،وهم يقولون لهم بالرفاه والبنين !
فهل سيخرج شعبنا هو الآخر عن صمته ليردد وراءهم وبنيته المستترة ..اللهم امين يارب العالمين وناصر المظلومين ..
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. فرعون حكم و تسلط و تجبر قبل ان يولد سيدنا موسى، و ظل يعمه في طغيانه و غيه لزمن طويل و حتى شب سيدنا موسى و صار رجلا و تزوج و بعث بالرسالة و اتى الى فرعون داعيا و جري ما جري بينه و بين فرعون الى ان انتصر الله لدينه و اغرق فرعون ، ترى كم من السنوات دام " ربيع" فرعون؟
    و كان فرعون – كانما يتحدث بلسان نافع على نافع- يعتقد جازما انه افضل من حكم و انه لا ياتيه الباطل اطلاقا و ان الشعب يحبه و فوضه تفويضا كاملا ليصبح الها له كما يعتقد نافخ علي نافخ… و كان فرعون يقول كما يقول نافخ علي نافخ " ما اريكم الا ما اري و ما اهديكم الا سبيل الرشاد " و كان يعتقد جازما انه كذلك كما يعتقد نافخ علي نافخ…. و لكن حين جاءت الفكرة و طارت السكرة و عرف فرعونان الله حق كان الوقت قد فات كما سيحدث لنافخ علي نافخ قريبا باذن واحد احد…. و حين يجد نافخ نفسه كجرذ ابرص كما كان حال القذافي و حال صدام و حسني مبارك و من تبعهما، لن يكون اماه طويل وقت للندم كما حدث للقذافي…كما فعل برجال هذا الوطن، و حتفه سيكون ضربا بالبراطيش فهو لا يستحق شرف الموت برصاصة و لا ضربة سيف!

  2. فعلا سينتظر الشعب الفضييل ان تاكل الارضه او دود الارض منسأة الانقاذ!! فكل مافي سمأنا غيوم وحيره!! فمن نخاف عودتهم للدوامه لم ينظروها بل قفزوا زرافات ووحدانا للمركب الغارق! في رحلته الاخيره!!فلاتحزن! فلربما تكون السفينه التي تقود كل وكساتنا ومصائبنا مجتمعه لتزهب وتزهق كل الوصوليه والانتهازيه مره واحده!!انها ياسيدي نداء اللحظه الاخيره لينظف السودان من كل المتشدقين والكهنوت!!فتفائل بان يجتمع الركب المؤذي في سفينة الانقاذ!حتي لاتتكرر الاخطاء وتضيع الثورات عقود اخري وتمني معي ان يلحق بالركب الطائفي الاخر بوضوح لتنكشف سؤاتهم اجمعين!!ونتوقف عن التعميه وايجاد التبريرات لهم ويكشفهم ربهم لجموع المضللين المساكين الذين لن يقنعهم غير رؤيتهم وهم عرايا يشير اليهم كل الناس!وتخمد نار الرجعيه والطائفية الي الابد!!!

  3. اقتباس "أن فينا من الزعامات من يقدم رجل المصالح الذاتية في الدخول الى خرابة حكمكم، ويؤخر الثانية بعيدا عن مؤطي المصلحة الوطنية ، والبعض يدفع بأشباله ليرضعوا من أثداء نظامكم الجافة ، أملا في تنشيطها ولو لتدر لهم حليبا مرا ، عافته حتي جراء حركتهم الاسلامية التي وقفت بعيدا عنهم بعد أن تباينت بينهم خطوط المصالح ، لا مثاليات المباديء! "

    كشف محمد عثمان الميرغنى و الصادق المهدى عن سوءاتهما ، و من يكشف عن عوراته يدهمها الذباب ، فاسالوا الله الستر .
    فاشتراك السيدين فى الحكومة يثير عدة تساؤلات مشروعة : ماهو دورهما فى عملية انفصال الجنوب ؟؟ و هل النصيب المطالب به كشرط للمشاركة له علاقة بحجم الدور الذى لعبه اي منهما فى الانفصال ؟؟ و ما دورهما فى مقتل جون قرنق ،و فى التستر على جرائم الاغتصاب و الابادة العرقية وجرائم الحرب و اتهمات المحكمة الجنائية الدولية ؟؟ و ماهو دورهم فى معاناة الشعب السودانى و ازلاله ؟؟
    الم يخبرهم استاذ القانون الضليع الدكتور بخارى الجعلى بانهم سيساءلون قانونا عن هذه الجرائم بمجرد اشتركهم فى الحكم ! الم تساءل دول عن تقاعسها عن تنفيذ امر القبض الصادر من المحكمة الجنائية ؟؟
    رئاسة الجمهورية ، و رئاسة الوزراء ، و الهيئة التشريعية باغلبيتها المطلقة ، و القضاء، و القيادة العليا للقوات النظامية و الامن و الخدمة المدنية ، و العلاقات الخارجية ، و المؤسسات المالية و الاقتصادية كلها تحت السيطرة التامة للمؤتمر الوطنى . ويبقى الفتات الذى لا يسمن و لا يغنى من جوع ليقتسمه السيدان مقابل تحملهما لاوزار المؤتمر الو طنى التى اغترفها خلال ثلالثة و عشرين عاما بما فى ذلك
    الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وتقويض الشرعية الدستورية، و مقتل ثمانية و عشرون ضابطا ، و مقتل ثلاثة ملايين من ضحايا الحروب الصليبية على يد قادة ساحات الفداء ، و مقتل ثلاثمائة الف من ثوار دارفور ، وترويع و تشريد الالف فى ابيي و جنوب كردفان و النيل الازرق و المناصير فى نهر النيل !!!!
    و قبول العقيد عبد الرحمن الصادق بالدخول فى تركيبة المؤتمر الوطنى تفتح الباب
    امام التكهنات عن اهداف هذا القبول اهمها ان صاحبها قد قبل ان يلعب دور العميل ثلالثي الابعاد : التجسس لصالح حزب الامة الاصل على حزب المؤتمر الوطنى ، و التجسس لصالح حزب المؤتمر الوطنى على حزب الامة الاصل ، والتجسس لصالح الحزبين على الشعب السودانى .

    و ماذا يمكن لعقيد حديث الالتحاق بالقوات المسلحة ان يقدم من مشورة او مساعدة
    للمشير و القائد الاعلى للقوات المسلحة و رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و رئيس حزب المؤتمر الوطنى الذى غافل ابوه و انتزع منه السلطة الشرعية و جرجره لبيوت الاشباح جهارا نهارا .

    افيدونا يرحمكم الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..