تحركات بين أنقرة ودمشق لاستعادة طلاب «داعش»

البرلمان: هبة عبيد –
أعلنت وزارة الخارجية عن شروعها في إجراء تحقيق حول كيفية مغادرة حاملة الجواز الدبلوماسي البلاد والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وأشار وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور إلى تحركات تجري بالتنسيق مع سفارتي أنقرة ودمشق لاستعادة الطلاب الذين غادروا البلاد لأنهم أبناء الوطن، وقال غندور في تصريحات بالبرلمان أمس: «لا علم لي بانضمام ابنة السفير علي الصادق للتنظيم»، وأضاف قائلاً: «قرأته في الصحف ولم يخبرني الناطق بذلك».
وفي وقت حث عدد من الخبراء والأكاديميين وأساتذة الجامعات الدولة على وضع آليات حاسمة لمحاربة التطرف الفكري بالجامعات ومراجعة واقع المؤسسات التعليمية السودانية، في ذات الأثناء الذي طالبت فيه هيئة شؤون الأنصار والهيئة العامة للختمية بضرورة محاربة ظاهرة التطرف وإنزال عقوبات صارمة على المتطرفين، في وقت شددت فيه على تكوين لجان لمراقبة الطلاب بالجامعات، بجانب منع أية جماعات متطرفة من الدخول في السودان، مؤكدة أن وحدة الصف الإسلامي هي الحل الناجع للقضاء على التطرف، وفي ذات الوقت طالبت جماعة الإخوان المسلمين الحكومة والجهات المختصة بتبصير وتنوير المجتمع السوداني بخطورة تنظيم داعش، مؤكدة أنها صناعة أمريكية تقوم على استهداف المجتمع المسلم المحافظ، بينما شدد الاتحاد الوطني للشباب على ضرورة معالجة أسباب ظاهرة التطرف الفكري والديني وسط الشباب وتضييق مساحته، وقال رئيس الاتحاد د. شوقار بشار لـ «إس. إم. سي» إن قضية التطرف الفكري ظاهرة خطيرة ومهدد أمني للمجتمع السوداني، عازياً التحاق الشباب بهذه الحركات لجوانب ثقافية وتربوية وابتعاد الأسر عن أبنائها.
خطر داعش
وقال المراقب العام للجماعة علي جاويش لـ «إس. إم. سي» إن معظم السودانيين ليست لديهم فكرة عن داعش، مبيناً أن المسؤولية الكبرى تقع على الحكومة والآباء، موضحاً أن الأسر السودانية لديها موروثات وعادات حسنة يمكن أن تسهم في انخفاض ظهور مثل هذه الجماعات، مؤكداً أن المجتمع السوداني مازال متمسكاً بها. وأكد جاويش أن الغرض من ظهور داعش تخريب المجتمع المسلم وأهل السنة على وجه الخصوص، وأضاف قائلاً: «يجب على الحكومة أن تفتح للعلماء قنوات الإعلام كافة لتبصير وتنوير المجتمع بخطورة داعش».
زندقة وتكفير
وقال نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار آدم أحمد يوسف لـ «إس. إم. سي» إنهم في مدرسة الصفوة بالهيئة يحاربون التكفير والتطرف بجانب الدعوة لوحدة الصف الإسلامي، كاشفاً عن عدد من اللقاءات للتوعية بالمدارس بجانب إقامة عدد من السمنارات لمحاربة هذه الظاهرة، مطالباً بضرورة إيقاع عقوبات صارمة على المتطرفين، وإدارة الخلافات عن طريق الحوار وليس عن طريق الاتهام بالزندقة والتكفير.
الحية
ومن جانبه هاجم المدير العام لهيئة الختمية ونائب رئيس المجمع الصوفي صلاح الدين أحمد سر الختم الجماعات المتطرفة واصفاً إياها بالحية التي يجب القضاء عليها بأسرع وقت، مبيناً أن هذه الأفكار المتصارعة تريد أن تجعل السودان ميداناً لمعركتها، كاشفاً عن رفعهم مذكرة لرئاسة الجمهورية لمراقبة هذه الظاهرة ومراقبة وتعديل المناهج حتى يكون الصف الإسلامي هو الموجه الوحيد للأمة الإسلامية، مشدداً على ضرورة إنزال العقوبات الرادعة من قبل الهيئة التشريعية والتنفيذية على المتطرفين.
ظاهرة جديدة
ووصف الخبير والأستاذ بالجامعات الإسلامية دكتور محمد خليفة صديق لـ «إس. إم. سي» ظاهرة التطرف بالجديدة والدخيلة على الجامعات السودانية، مبيناً أن هذه الظاهرة تكررت بالجامعات الخاصة وذلك لأنها تتعدد فيها الجنسيات الأجنبية وتكثر فيها أعداد أبناء المغتربين والطبقات العليا، مضيفاً أن الواقع الحالي بالسودان يتطلب وقفة جميع الجهات خاصة الجامعات الخاصة لمحاربة الظواهر التي دخلت على المجتمع السوداني. وطالب الحكومة بوضع مادة عملية تختص بالثقافة الإسلامية والسودانية إلى جانب تنظيم برامج توعية على مستوى الجامعات والأسر. ولخص د. صديق المعالجات في أن توفر الدولة خطاباً وسطياً معتدلاً على مستوى المؤسسات الفكرية والمساجد والجامعات، بالإضافة إلى التناول المتزن من قبل الإعلام واختيار البرامج التي تتناسب مع العقيدة والثقافة والبيئة السودانية.
ومن جانبه شدد دكتور أحمد الصافي الأستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم والتقيد بالشريعة الإسلامية لصد أية أفكار وتطرفات يمكن أن تدخل على المجتمع، مضيفاً أن الأسباب التي أدت إلى ظهور التطرف بالجامعات هو عدم الالتزام بالقيم الإسلامية والخلل في تفكير الطلاب نسبة لتأثرهم بالثقافات الأجنبية، مضيفاً أن الكيانات السياسية والأحزاب داخل الجامعات أيضاً من الأسباب التي تمهد للتطرف الفكري، خاصة أنها تخلق مساحات للتصادم والاشتباكات بين الطلاب بجانب المسائل القبلية والعرقية. وقال د. أحمد إن السبب الجوهري للتطرف الفكري هو خلل في منهج التفكير ومنظومة القيم مما يقود إلى خلل العقيدة، مضيفاً أن هذه السلوكيات تقود إلى صراعات في تيارات المجتمع، وطالب بوضع آليات عاجلة لمنع انتشار هذه الظاهرة بالجامعات الحكومية والمجتمع بصورة عامة.
تكملة المشوار
أعلن تيار الأمة الواحدة استهجانه للطريقة التي اعتقلت بها السلطات المنسق العام للتيار محمد علي الجزولي، دون إبداء أي أسباب بعد أيام من إطلاق سراحه، وفي الأثناء نفى التيار ما أثير في المواقع الأسفيرية حول ارتباط اعتقال الدكتور محمد علي بسفر طلاب وطالبات جامعة العلوم الطبية للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وأكد في بيان تلقتة «الإنتباهة»، بأنه ليس لاعتقال الدكتور أية علاقة بسفرهم، واعتبر الاعتقال تمديداً للاعتقال الأول، داعياً العلماء إلى تكملة المشوار الذي بدأه د. عصام البشير في الدعوة إلى الحوار خارج المعتقل وتغليب صوت العقل والحكمة على أسلوب القمع.

الانتباهة