الحركات الصحفية المسلحة !

الحركات الصحفية المسلحة !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

خبر عابر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون منذ يومين ، جاء فيه أن السلطات الأمنية السودانية قامت باحتجاز اثنين من الصحفيين الأريتريين وهما على مايبدو مقيمان عندنا هربا من فرعون اسمرا ظنا منهما ان في الخرطوم موسى الذي سيوفر لهما الأمان !
طبعا هما لن يراسلا صحفا اريترية داخلية هناك ، حيث لا يوجد ترف الصحافة الحرة، ولابد انهما يتسقطان من على البعد أخبار بلادهما المنكوبة بحكم الحزب الواحد والرجل الأوحد ، واعادة بثها في صحف عالمية أو حتى اقليمية ناقدة لنظام أسياس الذي يحكم قبضته على كل مفاصل الأمور هناك وحده لاشريك له في الحل والربط !
وخطورة المسألة أن تتطور الى اقدام حكومتنا الديمقراطية بتسليمهما الى حكومة أفروقي الليبرالية في منحي لتبادل مطلوبين من المعارضين للنظامين في كلا البلدين، لا سيما وأنهما قد شرفا معا ذيل قائمة أسوأ الدول تعاطيا في ذلك الشأن حسب الاستطلاع الأخير للمنظمة المعنية !
والحادثة لا يمكن تمريرها دون ربطها ، بانقلاب حكومة الانقاذ على بصيص الحريات الصحفية التي يظن قطاع من متشددي النظام انها كانت غلطة العمر التي فتحت عليهم بابا من الجحيم ، لابد من اغلاقه بالضبة والمفتاح !
والمؤشرات على أن المسالة ستتصاعد في اتجاه جعل ممارسة حرية الكلمة عملا حراما قد يستوجب اضافة نص في شريعة الدغمسة الانقاذية بفرض عقوبة حدية جدية تسمى ..
( حد الحرية ) !
وقد يشمل الى جانب تحريم حرية التعبير ، حريات أخرى كثيرة على ندرتها في سودان الخلافة البديعة ، ومن المؤكد سيبتهج لذلك التوجه مهللو برلمان الطاهر الميامين لاسيما من المتنطعين الذين انشغلوا عن هموم الناس المعيشية وضوائق الحياة بمسائل الواقي الذكوري ، وعدم شرعية الزي الرياضي للنساء وحفلات شيرين عبد الوهاب ، وهم نمط من العقليات الذي يرى أن كلمة..
( حرية )

في مطلقها عورة ينبغى سترها بنقاب سد باب الذرائع ، ليشمل الأمر تحريم مشروب الحرية من البقالات ان كان لايزال يباع باعتباره مسكرا لابد من اجتنابه !
الان قانون الصحافة الجديد في طريقه الى برلمان ..
( نوامنا الكرام )
وقد تتفتق عبقرياتهم الألمعية باضافة مواد اليه تعتبر الصحف التي تعارض الحكومة ..
( حركات مسلحة )
بالاقلام التي تؤذيهم وتسمم أجسادهم بجراحات النقد وكشف الحقائق التي يدفنون روؤسهم عنها نوما تحت كراسيهم لتمرير كل ما يضر الشعب الذي انتخبهم بموجب الحرية التي يعرفونها هم ويستحملون جرعاتها المقطرة حسب ضيق صدورهم !
وهناك مؤشر آخر لنية الانقاذ في زنقتها الحالية بسحب المنة التي تكرمت بها من فسحة التعبير في السنوات الماضية من قبيل تنفيس الاحتقان خوفا من الانفجار!
ولعل تزايد عدد الذين هربوا من ساحة الصحافة في الشهور الأخيرة من أزلام النظام و هم دون شك لابد أنهم علموا بأن فيلم ادعاء توفير الحريات قد انتهى وان القادم سيكون هو الأسوا ، فأغلقوا صحفهم بعد أن أدوا دورهم في تلك التمثيلية المكشوفة !
ومن المؤكد أن الحديث الذي أدلى به الأستاذ / محجوب عروة في مرارة عن ظلم أهل القربى ، خير دليل على أن النظام لا أمان له حتى بالنسبة لأهله الذين ساندوه في ظلمه وفساده بل وزينوا له انقلابه منذ البداية على الديمقراطية والحريات الصحفية، فما الذي يمكن توقعه منه حيال الذين يقفون في الضفة الأخرى وهم يهتفون له بالحقيقة المرة دائما و التي تثقب قلبه بالهلع !
هي مرحلة صعبة قادمة لن تقف عند الصحف وحدها ولا الصحفيين تحديدا عبر الورق ، وانما ستمتد الى مراسلي الوكالات والصحف الأجنبية ، والمواقع الأسفيرية التي ينبغي أن يحتاط مديروها بالسبل التقنية العالية التي تفشل المخطط التخريبي المستهدف لها ، فبعد أن حاول ( تخريبيو) النظام الالتفاف عليه من داخل جحره كالحية في رقبته ، فقد بات
يخشى جر حبل الحريات الذي أطلقه في الساحة قصيرا من الأساس ، ولابد من أن يتحوط لنفسه منه بالقبضة الأمنية أكثر من حركة كاودا المسلحة ومثيلاتها، فسيان عند الديكتاتور طلقة البندقية التي تقتله و طلقة الكلمة الواعية التي قد تودي الى طلاقه من الحكم بالثلاثة !

تعليق واحد

  1. دى محاولة رخيصة من حكومة السجم والرماد، بتفتكر أنو ممكن تكسب ود الحكومة الأرترية. وذلك على أثر الأخباريات الواردة من تحركات الحركات المسلحة(القوات الفدرالية-دريج والخ…) والتى ما زالت على الحدود الشرقية. دة للوهلة الأولى ما يبدو و دائمآ ما خفى أعظم!! وفتش يا أستاذ حتلاقى سواهى متلتلة!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..