وزير الدفاع الإسرائيلي: سوريا أصبحت لعبة القوى العظمى والحرب فيها ستطول

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إن أي نتائج للانتخابات الإيرانية، لن تجلب تغييرا حقيقيا معها، إذ إن المرشد الأعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي هو صاحب القرار النهائي، كما توقع أن تستمر الحرب الدائرة في سوريا لمدة طويلة «مع أو من دون» الرئيس السوري بشار الأسد. وحول مبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للسلام مع الفلسطينيين، قال إنها «فشلت».

واستبعد يعالون، حدوث أي تغيير في السياسة الإيرانية، قائلا: «لن تحدث تغييرات، المرشد الأعلى للنظام هو صاحب السلطة النهائية»، ودعا يعالون إلى تشديد العقوبات المفروضة على إيران لحملها على وقف التقدم في المشروع النووي، وحتى «تدرك أن خيار التعامل معها عسكريا، ما زال مطروحا على الطاولة».

وأبدى يعالون قلقه مما وصفه مؤشرات على تقدم المشروع النووي الإيراني، قائلا: «نحن قلقون حيال استمرار إيران في اكتساب القدرات النووية، وقلقون حيال ما لا نعرفه».

ويرى يعلون أنه يجب على إيران أن تصل إلى مرحلة، تختار فيها بين «الذهاب في طريق البلطجة أو البقاء على قيد الحياة كنظام».

وجاءت أقوال يعالون التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، عقب اجتماعه في واشنطن بنظيره الأميركي تشاك هيغل.

وناقش يعالون مع هيغل، الملفين الإيراني والسوري، اللذين سيطرا على اللقاء، إلى جانب شراء أسلحة متطورة.

من جهة أخرى، استنكر يعالون وهيغل، استخدام النظام السوري: «الأسلحة الكيماوية ضد معارضيه». وتوقع يعالون أن تستمر الحرب الدائرة في سوريا، لمدة طويلة «مع أو من دون الأسد»، معتبرا أن سقوط مدينة القصير بأيدي قوات النظام لا يشكل نقطة تحول مهمة في المعركة. وأضاف: «الأسد يسيطر حاليا على%40 فقط من الأراضي السورية، وقواته لا تملك الزخم اللازم لتحقيق الانتصار».

ووصف يعالون سوريا بأنها تحولت إلى «لعبة القوى العظمى»، قائلا إن الحرب على أرضها تدور بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة، والشيعة والسنة من جهة ثانية، وبين وإيران والدول العربية المعتدلة من جهة ثالثة.

وأشار يعالون إلى أن أكثر من ألف عنصر من حزب الله اللبناني قتلوا في المعارك بسوريا حتى الآن.

وتحدث يعالون عن الأسلحة الأميركية المرتقبة للمعارضة السورية، والأسلحة الروسية المرتقبة للنظام، وقال: «فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية الأميركية للمعارضة، فإن إسرائيل ليست في وضع تملي فيه أي أنواع من الأسلحة ينبغي تزويد المسلحين بها، لكننا نجري مشاورات».

وأردف: «أما فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى النظام، فنحن لسنا مرتاحين لهذه السياسات الروسية، لكننا نعرف أيضا أن هذه الأسلحة ليست موجهة ضد إسرائيل».

وكان يعالون، وصل إلى مقر وزارة الدفاع الأميركية مستقلا طائرة (إم في – 22) الحديثة التي تتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط عموديا، ومن المفترض أن تحصل إسرائيل على مثلها، وفق بيان لـ«البنتاغون»، إلى جانب اهتمامها بشراء طائرات أخرى، منها طائرات متخصصة بالتموين الجوي، بالإضافة إلى صواريخ وأجهزة رادار.

ولم يفوت يعالون الفرصة أثناء زيارته للولايات المتحدة، للهجوم على السلطة الفلسطينية، معلنا «حتى الآن» فشلت مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحياء عملية السلام، وقال خلال محاضرة ألقاها في معهد واشنطن: «الفلسطينيون يريدون كل شيء مقابل لا شيء».

وأضاف: «مبادرة كيري تواجه مصاعب كثيرة، لقد باتت بلا أفق بسبب عناد الفلسطينيين، إنهم يصرون على الشروط المسبقة ويريدون جباية الثمن مبكرا، وموقفنا هو أن المفاوضات يجب ألا تتركز حول الأرض فقط، بل حول مجمل المواضيع العالقة بين الطرفين بما فيها إنهاء الصراع. لكنهم غير مستعدين على الأقل لقبول اثنين من المطالب الرئيسة لإسرائيل، الاعتراف بحقها في الوجود كدولة يهودية والاستعداد لإعلان نهاية الصراع».

وسخر يعالون من الذين يبحثون عن حلول فورية لمشاكل الشرق الأوسط، داعيا إلى التركيز على بناء تسوية «من أسفل إلى أعلى»، وذلك من خلال تحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين، ومساعدتهم على الحكم عبر مؤسسات فلسطينية.

ولمح يعالون إلى أن مبادرة السلام العربية، قد تكون سببا لفشل جهود كيري، قائلا: «إن إسرائيل ترفض المبادرة التي وضعها كيري في مركز جهوده، كونها تطالب إسرائيل بالتنازل عن الأرض ومن ثم إقامة علاقات مع العرب»، وأردف: «نحن نرفض لغة الإملاء بالتخلي عن الأراضي قبل مناقشة مطالبنا».

ووصفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تصريحات يعالون، بمثابة مفاجأة لرام الله، وسكب مياه باردة على آمال واشنطن.

وزاد يعالون بالقول إنه لا يتوقع لجهود كيري، النجاح في المستقبل كذلك.

كما انتقد يعالون السلطة الفلسطينية، قائلا إنها تحرض ضد إسرائيل، ودعا الولايات المتحدة، إلى التوقف عن استمرار تحويل الأموال طالما لم تتوقف السلطة عن التحريض في وسائل الإعلان.

وفي رام الله، اتهمت الرئاسة الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية، بالتعنت والتهرب من دفع استحقاقات السلام، عبر رفضها الإعلان عن قبول مبدأ حل الدولتين ووقف الاستيطان، قائلة إن ذلك هو الذي يخرب جهود كيري.

واعتبر الأمين العام للرئاسة، الطيب عبد الرحيم، إعلان يعالون فشل جهود كيري قبل انتهائها، مؤشرا على «نية إسرائيل نسف المساعي الأميركية والدولية لاستئناف المفاوضات حتى قبل بدئها».

وقال عبد الرحيم: «إننا جاهزون للذهاب للمفاوضات على الأسس التي يعرفها الجميع؛ وهي: مبدأ الدولتين على حدود عام 67، ووقف الاستيطان، وقد أعطينا المهلة الكافية للجانب الأميركي للإعداد لمفاوضات جادة تستند إلى الشرعية والمرجعيات الدولية والاتفاقيات الموقعة، وما زلنا ننتظر تقديم رؤية الجانب الأميركي بهذا الخصوص، كما وعد بذلك وزير الخارجية الأميركية كيري».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..