أوجه الشبه بين المشير سوار الذهب و المشير طنطاوي

عمود : محور اللقيا

أوجه الشبه بين المشير سوار الذهب و المشير طنطاوي

د. عمر بادي

من غريب الصدف أن يلتقي رجلان في صفات عدة متشابهة كما إلتقي المشير عبد الرحمن سوار الذهب و المشير حسين طنطاوي , رغم أنهما من قطرين مختلفين و إن كانا جارين , فالأول من السودان و الثاني من مصر . سوف تندهشون حين أسرد عليكم أوجه الشبه تلك و دعوني أضعها في نقاط كالآتي :
1 ? مولد المشير سوار الذهب كان في عام 1935 , و كذا كان مولد المشير طنطاوي في عام 1935 .
2 ? ينتمي المشير سوار الذهب إلى مدينة البيض و التي نزح إليها أهله من شمال السودان , و ينتمي المشير طنطاوي إلى النوبيين الذين يسكنون في جنوب مصر و ايضا في شمال السودان .
3 ? تخرج المشير سوار الذهب من الكلية الحربية السودانية , و تخرج المشير طنطاوي من الكلية الحربية المصرية , و كان تخرجهما في فترتين متقاربتين بين 1955 و 1956 .
4 ? تقلد المشير سوار الذهب منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس جعفر نميري , و تقلد المشير طنطاوي منصب وزير الدفاع و الإنتاج الحربي في عهد الرئيس حسني مبارك .
5 ? تقلد المشير سوار الذهب منصب القائد العام لقوات الشعب المسلحة السودانية , و أيضا تقلد المشير طنطاوي منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية .
6 ? في إنتفاضة أبريل 1985 في السودان قررت القوات المسلحة بالإجماع أن تقف إلى جانب الشعب و بذلك صار المشير سوار الذهب رئيسا للمجلس العسكري الأعلى الإنتقالي , و في إنتفاضة يناير 2011 في مصر قررت القوات المسلحة بالإجماع أن تقف إلى جانب الشعب و بذلك صار المشير طنطاوي رئيسا للمجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة .
7 ? حدد المجلس العسكري الأعلى في السودان أن تكون فترة رئاسته لمدة سنة واحدة , تنتظم فيها الأحزاب و تعقد الإنتخابات العامة , و حدد المجلس العسكري الأعلى في مصر أن تكون فترة رئاسته لمدة ستة أشهر , تنتظم فيها الأحزاب و تعقد الإنتخابات العامة .
8 ? التجمع النقابي الذي كان يمثل جموع الثوار في السودان كان الجهة الضاغطة على المجلس العسكري الأعلى حتى يلبي مطالب الثوار في تغيير اركان النظام البائد و الإلتزام بذلك , و لا زال كيان ممثلي الشباب في مصر يلعب دور الجهة الضاغطة على المجلس العسكري الإعلى حتى يلبي مطالب الثوار في تغيير اركان النظام البائد و الإلتزام بذلك .
لقد إلتزم المشير عبد الرحمن سوار الذهب و مجلسه العسكري الأعلى بالمدة الإنتقالية و هي السنة , و كان هذا هو الأمر المتوقع و الطبيعي و غير الملفت , و لكن الإعلام العربي قد جعل منه عملا غير مسبوق , بأن يسلم الإنقلابيون السلطة في الموعد الذي إختطوه لذلك , و بذلك جعل من السيد سوار الذهب مثالا يحتذى بين العسكريين , و أظن أن في هذا الأمر عدم إلمام بالذي كان يحدث في السودان آنذاك . لتوضيح هذا الأمر سوف أتطرق إلى سيرة المشير سوار الذهب و الى بعض الأحداث التي مرت على السودان .
المشير سوار الذهب عمل لفترة في مسرح العمليات في جنوب السودان أثناء الحرب الأهلية , و عندما إنتقل إلى شمال السودان كان في منتهى التدين و الزهد , حتى انه رفض قبول سلفية بناء السكن البنكية التي كانت تمنح لكبار الضباط لتشييد منازلهم خوفا من أن تكون ربوية , و عندما كان قائدا لحامية مدينة الأبيض رفض تسليم الحامية عند حدوث إنقلاب الرائد هاشم العطا , و بعدها عينه الرئيس النميري وزيرا للدفاع , ثم تم إبعاده و إرساله كمستشار عسكري إلى أمير دولة قطر , ثم تمت إعادته للجيش و تعيينه رئيسا لهيئة الأركان ثم قائدا عاما للقوات المسلحة , و قد تم كل ذلك بعد المصالحة الوطنية و تحالف الجبهة القومية الإسلامية مع نظام النميري , ذلك التحالف الذي إستمر إلى ما قبل إسقاط نظام النميري باسابيع قليلة .
كانت إنتفاضة ابريل 1985 شعبية كسابقتها ثورة أكتوبر 1964 قد بدأها طلاب الجامعات بالتضامن مع النقابات و كان النميري وقتها في زيارة لأمريكا و ترك خلفه نائبه اللواء عمر محمد الطيب , و عند تصدي قوات الأمن للمتظاهرين و قتلهم لأعداد منهم أشار اللواءان تاج الدين عبد الله و عثمان عبد الله على المشير سوار الذهب بأن ينحاز الجيش للشعب حقنا للدماء و صونا لأمن البلاد , و لكن كان المشير غير راغب في ذلك نسبة ليمين الولاء الذي أقسمه للرئيس نميري , و بموجب فتوى تلقاها تحلل من ذلك القسم , لكنه كان زاهدا في الحكم الذي رضي به حتى لا يتجاوزه كبار ضباط القيادة . الملفت هنا أن رئيس الوزراء الدكتور الجزولي دفع الله رئيس نقابة الأطباء المنحلة قد كان مولده في عام 1935 أيضا و كان أيضا من الإسلاميين بل من عضوية الجبهة القومية الإسلامية , وقد ساعد ذلك في عودة الجبهة القومية الإسلامية إلى مباشرة نشاطها بجانب أحزاب المعارضة و لم يتم حظرها أو حلها كالإتحاد الإشتراكي .
لقد كان نظام الحكم في السودان نظاما برلمانيا يستند في الحكم على سلطات رئيس الوزراء و دوره الكبير , و كان دور رئيس المجلس العسكري الأعلى يمثل دور رئيس مجلس السيادة الذي كان دوره كإسمه سياديا . بذلك لم يكن المشير سوار الذهب هو الرئيس الفعلي للسودان في تلك الفترة .
بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية تم إختيار المشير عبد الرحمن سوار الذهب ليكون رئيسا لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية , و براتب شهري قدره عشرة آلاف دولار , بجانب رئاسته لمجالس إدارة شركات عدة , و رئاسته لهيئة جمع الصف الوطني . من المؤكد أن شخصية المشير سوار الذهب المتدينة و الخلوقة و السمحة قد جلبت له الكثير من الإعجاب حتى غدا شخصية عالمية , و من الواضح أن الله معه.

تعليق واحد

  1. للاسف سوار الذهب طلع سوار نحاس لانه في النهاية طلع كوز معفن لانه ساعد .بانقلابه على النميري التمهيد للكيزان للسيطرة على السودان.
    للأسف الانتماء الحزبي وبال اصاب المؤسسة العسكرية السودانية في مقتل.
    بعد الثورة القادمة انشاء الله تعالى يجب تطهير كل الاجهزة الامنية(جيش-شرطة-امن) من أمثال سوار الذهب من الحزبيين.

  2. يا دكتور اظنك نسيت مهمته الاخيرة كرئيس حملة المرشح عمر البشير المطلوب دوليا مثله مثل اسامة بن لادن وكارلوس وميلوس

  3. عشرة الف دولار شهرياً ثمناً لبيع السودان للكيزان, هذا عن عمالة المشير, الذي تمت مكافئته بذلك على غضه النظر عن تسرب الكيزان الى داخل المؤسسة العسكرية السودانية التي كانت منزهة عنهم تقريباً, كما تمت مكافئة الجزولي دفع الله ايضاً بمنصب رفيع في منظمة الدعوة الكيزانية تلك نظير عمالته في تسهيل تسرب الكيزان الى النقابات, واشياء تانية حامياني. والله يخيب ظنكم يا كيزان في المشير طنطاوي, وانشاءالله حلم الجعان عيش في اعادة فلم كيف استولى اخوان الشياطين على السودان في مصر قلب الامة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..