إلى قناة الجزيرة

من الشعب السوداني إلى قناة الجزيرة

أبو محمد أحمد
[email protected]

الشعب السوداني كغيره من شعوب العالم العربي والعالم الثالث الأخرى يقدر عاليا وينظر ويتابع بفخر وإعجاب ما تقوم به قناة الجزيرة من تغطية متفانية للأحداث وثورات الشعوب العربية كافة ، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أنها تظاهرت مع المتظاهرين بوقوفها إلي جانبهم وتوصيل صوتهم إلى العالم كافة بطريقة مهنية يفهمها ذلك العالم أكثر مما يراها أو يسمعها من شعارات وهتافات المتظاهرين . بل ويكمننا القول أنه لولا تغطية الجزيرة التي استفزت غيرها من القنوات والوسائط الإعلامية الميتة الأخرى لماتت على الأقل أخبار وأنباء وأصداء تلك الثورات وربما انعدم تأثيرها على الشعوب العربية الأخرى ، وبالتالي لربما فشلت أو تأجلت على الأقل الثورات في ودول مناطق أخرى .
لكننا كشعب سوداني عاتبون ، إن لم نكن غاضبون على التعتيم الذى تمارسه قناة الجزيرة على قضايانا ، بل أنها توالي النظام صراحة وتقف إلى جانبه ضد قضايانا ، ولا نرى منها إلا التعتيم على قهر وفساد وتعالي هذا النظام على الشعب السوداني . لا تخفى على الجزيرة ولا على مراسليها الموجودين في السودان وغالبيتهم العظمى من السودانيين ولا على الذين يعملون في استوديوهاتها في الدوحة من السودانيين أيضا ، لا تخفى عليهم خافية من فظائع هذا النظام . ولأنه ربما كان السبب وراء وقوف القناة مع هذا النظام أو على الأقل غض الطرف عن جرائمه هو سبب عاطفي يتعلق بنفاقه على العالم أجمع أنه يدعي تحكيم شرع الله ويطبق ما يسميه المشروع الحضاري . أقول للجزيرة والقائمين عليها أن هذه هي أعظم جرائم هذا النظام ، وهي جريمة كفيلة وحدها بإعدامه دون رأفة لما يمثله من خطر على الشريعة وتشويه للدين الحنيف . وإذا أردتم استقصاء ذلك ومعرفة حقيقته فسنأتيكم بالجواب ، فلا عليكم إلا التوجه إلينا بالسؤال .
غير أن قائمة جرائم هذا النظام طويلة ولا حد لها ، وما ذكرناه هو فقط على سبيل المثال . كما أن جرائم هذا النظام لا تشبه أي جريمة من جرائم الأنظمة العربية ، سواء التي سقطت بفعل هذه الثورات المباركة أو التي تقاوم وتقهر الثورات الداعية إلى إسقاطها. وإذا أردتم التوضيح والاستقصاء فاسألونا ونحن على استعداد لتنويركم ومدكم بالمعلومات والبيانات الموثقة اللازمة حول هذه الجرائم ، هذا طبعا إذا كنتم تبحثون عن الحقيقة وتقفون مع قضايا الشعوب المقهورة فعلاً .
إننا أردنا بهذا تنبيهكم حرصا منا على دوركم المشهود والمتعاظم فى نصرة ومناصرة قضايا الشعوب ، وأن وقوفكم مع هذا النظام يشوه صورتكم في أنظار الشعب السوداني ، بل ويعتبر عداءاً صريحاً له لأن هذا النظام هو العدو الأول والأوحد للشعب السوداني ، وحري بكم كجهة إعلام محترفة تقصي ومعرفة الحق والواقع وكشفه والوقوف معه دون أن ندعوكم لذلك .
ونضيف بهذه المناسبة أنه قد استفزتنا جدا زيارة الشيخ الوقور يوسف القرضاوي الحالية للسودان ، إذ يبدو أنه قد وقع وصدق حبائل وأباطيل وإفك أهل المشروع الحضاري . ونقول له هو أيضا بما أنك أحد علماء المسلمين الذين نحترمهم ونوقرهم أن علمك وبصرك وما آتاك الله من بصيرة تحتم عليك معرفة أين يقف هؤلاء من الشريعة . أما إذا أردت مدك بما يفيدك فاطلب ذلك وأنا شخصيا على استعداد لأنه يحزننا ويسوؤنا والله وقوفك معهم فهم شر أشد من مبارك الذي خلصنا الله منه.
ولعل الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى تعلم أن ما ذكرناه ليس استجداء للوقوف معنا ، بل هي دعوة للوقوف على جرائم هذا النظام وتنبيه منا لكم أنكم لا تقومون تجاهنا كشعب مقهور بما ينبغي . ولعله أيضاً من المهم التذكير وللذين نسوا أو الذين لا يعلمون ، إذ قد يقول قائل إذا كان ما ذكرنا هو الواقع فلماذا لا يثور الشعب السوداني . نقول ونذكر أن الشعب السوداني عندما ثار ضد الظلم والدكتاتورية مرتان (أكتوبر 1964م وأبريل 1985م) ضد دكتاتوريتين طاغيتين ، لم تكن الشعوب العربية تعرف معنى الثورات ضد الحكام الظلمة ، ولم تكن هنالك تغطية إعلامية أو تحريض أو مناصرة من أحد . وقد كانت مطالب كلا الثورتين الحرية للشعب والديمقراطية وقد تحقق كلا المطلبين ، وسقط الطاغيتين في مذبلة التاريخ . نسوق هذا لنبين أن الشعب السوداني هو شعب الثورات وشعب معلم وقائد وقد ذاق حلاوة الحكم الحر الديمقراطي مثلما عانى ويلات القهر الدكتاتوري . وهو يعد الآن لانتفاضته وثورته المباركة لاستعادة حقوقه في الحرية والعيش الكريم والديمقراطية وإسقاط عصابة البغي والفساد التي لا تشرف الشعب السوداني لا بأفعال ولا بأقوال رئيسها الفجة ومن حوله من الطغمة الحاقدة الموتورة من شذاذ الآفاق .

تعليق واحد

  1. القرضاوى على علم تام بما يدور بالسودان من مخازى وفساد ولكنهم تلاميذة النجباء الذين لا يرفضون له طلب.. وهو يعلم بكل صغيرة وكبيرة هناك. احذروا هذا الرجل الذى سيلعب على حبل الثورة السودانية وافشالها.. فلهذا هو في زيارة للسودان. لا تعتمدوا على قناة الجزيرة خلال الثورة فانها سوف تعمل على افشالها والتعتيم عليها بكل الطرق…لنكن واضحين هذا القرضاوى من مفتيي السلطان… لا تستقبلوه ولا تسمعوا اليه فهو شيطان اخرس….

  2. ذكر القرضاوي بالحرف ما يلي : " هناك مرتزقة من دارفور يحاربون الى جانب قوات النظام الليبي " . مقتبس من مقال صدر اليوم عبر الراكوبه……. ولا تعليق.

  3. يا اخى اعتقد انك مقهور فى مخيلتك فالشعب السودانى كما ذكرت هو ملهم الشعوب و معلمها فى الثورات و الانتفاضة على الحكام و لا يحتاج الى قناة الجزيرة او امثالك ليثور على نظامه و لكن الشعب الان مدرك و يعلم اين مصلحته و استقراره و مدى تلبية النظام الحاكم لتطلعاته و ليس تطلعات من يدعون بالحق دعوة الباطل ، اللهم اجعل كيدهم فى نحرهم .

  4. والله انا ما بقيف معاك فى المبالغة الشديده دى ده كلام غير منظم والجزيره شنو البي تناشده عشان هى تقوليك يا عالم انحنا عايذين فضايح الانقاذ عشان انت بعد كده تقوم تفضحه طيب انت يا هتلر ما تقوم من هسى وتورينا الحاصل شنو فى البلد دى كان بى فيديو او مغالات بعدين ياخى الشعب ما راجيك يا عنتر انت تقوم تملئى عليه يعمل شنو وما يعمل شنو وكان هسى جابوك انت وقالو ليك بلاهى اختار ليناء حكومة ذات قاعده عريضه حتقوم تجيب منو يحكم ويمثل البلد ولاعشان العالم دى ادمنة تقيير الحكومات سيبونا فى اكل عيشنا :rolleyes: :rolleyes:

  5. يبدو ان قناة الجزيرة كانت صماء عمياء عندما كان نظام الخرطوم يرتكب افظع المجازر فى حق اهلنا الابرياء فى دارفور وهى الآن تستنفر كل قدراتها لتغطية الثورات الشعبية ضد الانظمة التى تعتبرها غير إسلامية:

  6. قناة الجزيرة الجزيره هي البوق الاعلامي لتحالف قوى الشر من اخوان مسلمين وقوميون عرب والقاعده وخوارج هذا الزمان وهي مؤتمر لتجمع الحاقدين والاصوليين والعنصريين هي ومفتيها القرضاوي الذي صار بظهر مفتي مره وداعية مره ومحلل سياسي داعم للارهاب وساكتا عن الظلم الذي خلف مبنى القناة يومياويهلل لحكم امير قطر الوراثي والامير الذي يولى على دم والده
    وتتجاهل الجزيره ما يجري بالسودان مع سبق و اصرار واصلا ما راجين منها خير ويكفينا ما يحدث بالعراق وما سيحدثه الاخوان المسلمين بمصر وليبيا وتونس

  7. معظم الشعب السوداني يعلم ان نظام الانقاذ ليس بالنظام المثالي لحكم البلد وبه من الاخطاء ما يشيب الراس ولكننا نرفض التقليد الاعمي لمايفعله الغير فلكل بلد ظروف تختلف عن الاخري ونحن في السودان ندرك جيدا متي يجب تغيير الحكومة ولاننتظر اي جهة اعلامية او غير اعلامية بان تحثنا وتشجعنا لنثور ضد النظام …لانه ببساطة شديدة الظروف التي يمر بها السودان تختلف تماما عن ظروف باقي الدول التي خرج مواطنيها للتغيير فنرجو من الكاتب الهمام ان يكتب لنا فيما يفيدنا كمواطنيين في طريقة العيش الكريم داخل بلدنا وان لانسعي الي تخريب وتدمير البلد بايدينا وبعدها نندم حيث لاينفع الندم ..اكتب هذا الكلام من دافع وطني وليس لي اي ميول سياسيه ولا انتمي لاي حزب كل امنياتي بان نبتعد عن التقليد والمحاكاة ونعرف بان السودان بل كل بيت واحد فينا ممكن ان يدمر لان الفتن والمخربين يتربصون بالبلد وبمساعدة بعض من ابنائه….اللهم قد بلغت فاشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..