الحل في الزراعة الصفرية (Zero Tillage) !

@ لا مخرج لاقتصادنا الوطني إلا بالزراعة وقد أثبتت كل التجارب في القطاع الصناعي أن هنالك العديد من المشاكل المتعلقة بالطاقة الكهربائية المتذبذبة التي عطلت الانتاج اضافة الي اسعار المدخلات و مشاكل العمالة ورسوم الانتاج المتصاعدة وغيرها من مشاكل المنافسة في ظل سيادة السوق الحر وسياسة التحرير ، كل ذلك جعل من الصناعة قطاع لا يمكن الاعتماد عليه . ما ينطبق علي قطاع الصناعة لا يختلف في قطاع التعدين والتنقيب (البحث عن المجهول) و كلنا يعلم ما أصاب الاقتصاد القومي جراء لعنة البترول الذي لم يستفد منه المواطن السوداني . المخرج الوحيد بالاعتماد علي القطاع الزراعي بشقيه المروي و المطري ا وكل ما يواجه هذا القطاع مقدور عليها سيما و أن هنالك الكثير من النظم الزراعية الحديثة و التقانات التي ساعدت في رفع الانتاج و الانتاجية علاوة علي استخدام حزم تقنية أحدثت فارقاً متقدما في الانتاجية اضعاف ما كانت عليه .
@ إذا إكتفي السودان بالقطاع المطري وحده فهنالك اكثر من 42 مليون فدان مطري كفيلة بتوفير الاحتياج الذاتي وتوفير كميات مهولة للصادر . كل هذه المساحات المطرية الشاسعة يزرع معظمها ذرة نظرا لأن السودان يقع في الحزام العالمي للذرة ولهذا نجد حوالي 35 مليون من القطاع المطري تزرع ذرة والمتبقي سمسم وعباد شمس . الذرة في هذا القطاع الآلي للزراعة انتاجيته ضعيفة جدا تتراوح بين نصف جوال الي 3 جوالات في احسن الحالات وهذه انتاجية متدنية مقارنة بالنظم الحديثة للزراعة و التي دخلت السودان باسم الزراعة الصفرية zero tillage وهي زراعة اقتصادية وعلمية في ذات الوقت اختصرت الكثير من تكلفة الانتاج الزراعي حيث تعتمد في المقام الاول علي ابادة الحشائش كيمائيا الامر الذي يوفر عمالة كبيرة ثم لا يوجد تحضير للأرض بالحرث و من هنا جاءت التسمية (صفرية) لعدم وجود حرث وعبر الآلة الزرَّاعة Drill التي تقوم بغرس البذور مع سماد الداب و اليوريا في باطن التربة بعمق متساوي و بكمية معلومة حيث لا يتجاوز الفدان 2 ونصف كيلوجرام من التقاوي وهي تمثل 25% من تقاوي الزراعة الآلية .
@ الاختلاف بين الزراعة الصفرية و الزراعة الآلية في القطاع المطري تبدأ من تكلفة تحضير الارض بدأً بالتخلص من الحشائش يدويا في الزراعة الآلية بينما الزراعة الصفرية تستخدم مبيد يعرف بالدمار الشامل . في الزراعة الآلية يتم تحضير الارض بالحرث الذي وبحسب فلسفة الزراعة الصفرية ، أن الحرث ، يؤدي الي فقدان رطوبة التربة ويعرضها لحرارة الشمس الامر الذي يتطلب امطار غزيرة لإعادة اكتساب فاقد الرطوبة . في الزراعة الآلية يستخدم الديسك العريض( WLD ) wide level disk الذي لا يقوم بشكل منتظم في بذر التقاوي من حيث العمق وكمية البذور علاوة علي تركها في السطح و بهطول اول مطرة تقوم بجرف البذور بعيدا وحتى التي تنبت لا تصمد في وجه الرياح لأنها في سطح التربة . البذر عبر ال WLD في الزراعة الآلية يستهلك 10 كيلوجرام في الفدان أي 4 أضعاف مما هو في الزراعة الصفرية . كل هذه التكلفة العالية تقابلها تكلفة صفرية في الزراعة الصفرية .
@ بدأت الزراعة الصفرية في السودان قبل اكثر من 5 اعوام بواسطة الهيئة العربية للإنماء الزراعي و حققت انتاجية بلغت أكثر من 10 جوالات و لأسباب كثيرة توقفت الهيئة عن مواصلة التجربة الناجحة لتقوم شركة المزدانة التي تشكل الزراع الفني للبنك الزراعي حيث يشارك فيها القطاع الحكومي ممثلاً في وزارة الزراعة الي جانب البنك الزراعي والهيئة العربية للإنماء و الشركة التجارية الوسطي . قامت شركة المزدانة هذا الموسم بزراعة 12 الف فدان في مناطق مختلفة في مناطق الزراعة الآلية (الدمازين) بطريقة الزراعة الصفرية حيث تشير كل التوقعات بواسطة لجان اهلية محايدة ان الانتاجية مشرفة جدا تتراوح بين 12 الي 15 جوال فدان بتكلفة قصوي بلغت 5 جوالات فقط وتعتبر نتيجة مشرفة اغرت العديد من المواطنين هنالك استخدام تقنية و تقانة الزراعة الصفرية والتي تستحق أن تعمم كتجربة ناجحة تساهم في تعويض الفاقد في المحاصيل الزراعية وعلي الحكومة أن تولي الزراعة الصفرية كل الاهتمام بتوفير التمويل اللازم لزيادة الآليات وترغيب بقية الشركات في التحول للزراعة الصفرية بدلاً عن الزراعة الآلية التي أصبحت جزء من تاريخ الزراعة الفقيرة في السودان .
@ يا أيلا .. الجزيرة لسان حالها يقول (بنضورة و كشفنا دورا) !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الزراعة الحافظة :
    هذا النظام من الزراعة يعتمد على زراعة الأرض بدون حراتة أو تحضير أولي للأرض ويسمى بالانجليزية Zero tillage وهو نظام متبع في كثير من بلدان العالم إذ أن له ايجابيات في المناطق الجافة والتي تعاني من قلة الامطار وشح المياه وهذا النظام ليس بالجديد عندنا في السودان وإنما الجديد على الناس اسمه إذ أننا نعرف هذا النظام من القدم فمن هم في جيلنا أو الذين سبقونا يعرفون أن البلدات أو ما يعرف قديما عندنا بالأراضي المطرية كانت تزرع بهذه الطريقة حيث يتم زراعتها بعد حدوث الري بالمطر في الخريف وبدون تحضير حيث لم يكن هنالك انتشار واسع للجرارات وغيرها من وسائل تحضير الأرض فبعد أن ترتوي الأرض وتتحمل الرجل تيتم زراعتها بواسطة السلوكة ولمن لا يعرفون السلوكة فهي أداة خشبية لها مقبض خشبي طويل ويتم سحب هذه الخشبة في نهايتها الطرفية بحيث تصبح عريضة وأعلى من هذا الجزء الذي يتم تعريضه تعمل فتحة في الساق الخشبي ويدخل في هذه الفتحة قطعة من الخشب وعند استعمال السلوكة في الزراعة يوضع الجزء المسحوب وفي نهايته جزء حاد يوضع هذا في التربة ويقوم الشخص بضغطه بوضع رجله اليمنى على القطعة الخشبية التي ادخلت في الثقب وبذلك يمكن السلوكة من أن تتعمق في التربة ثم يقوم بلفها مما ينتج عنه عمل حفرة يوضع فيها التيراب أو البذرة وهكذا وطبعا هذا النظام يمكن التربة من الحفاظ على الرطوبة لان تفكيكها بواسطة الحراتة يعرضها للجفاف كذلك فأننا قبل الحراتة في النظام التقليدي المتبع نقوم بحرق مخلفات المحاصيل ولكن في الزراعة الحافظة تظل بقايا المحاصيل من الموسم السابق بالتربة وهذا يحد من الحاجة للتسميد وتعرية التربة وكذلك تحمي الكائنات الدقيقة في التربة وتساعد على تكوين المادة العضوية ولكن الأمر ليس بهذه البساطة إذ أن هذا النظام من الزراعة يتطلب أن تصاحبه دورة زراعية ونظم لمكافحة الأعشاب لان عدم حراتة الأرض يزيد من فرص نمؤ الأعشاب وكذلك مكافحة الآفات وذلك بسبب أن الأطوار الكامنة من الحشرات في التربة في حالة الحراتة يتم تعريضها للكائنات المفترسة فتقلل منها أم في حالة الزراعة الحافظة فأنها تكون محمية الى أن تصل الطور الكامل وتكرر دورة حياتها مما يتسبب في ضرر المحصول وعلى حسب التقارير الزراعية حيث تم تطبيق هذا النظام في الولاية الشمالية لموسمين في محصولي القمح والذرة فأن الانتاج كان فيه أعلى من ذلك الذي تتم فيه الزراعة التقليدية وبذلك رأينا أن نعطي شبابنا فكرة مبسطة ومختصرة عن الزراعة الحافظة والله من وراء القصد.
    الشامي الصديق آدم العنية
    مساعد تدريس بجامعة الملك سعود ومزارع بمشروع الجزيرة

  2. الزراعة الحافظة :
    هذا النظام من الزراعة يعتمد على زراعة الأرض بدون حراتة أو تحضير أولي للأرض ويسمى بالانجليزية Zero tillage وهو نظام متبع في كثير من بلدان العالم إذ أن له ايجابيات في المناطق الجافة والتي تعاني من قلة الامطار وشح المياه وهذا النظام ليس بالجديد عندنا في السودان وإنما الجديد على الناس اسمه إذ أننا نعرف هذا النظام من القدم فمن هم في جيلنا أو الذين سبقونا يعرفون أن البلدات أو ما يعرف قديما عندنا بالأراضي المطرية كانت تزرع بهذه الطريقة حيث يتم زراعتها بعد حدوث الري بالمطر في الخريف وبدون تحضير حيث لم يكن هنالك انتشار واسع للجرارات وغيرها من وسائل تحضير الأرض فبعد أن ترتوي الأرض وتتحمل الرجل تيتم زراعتها بواسطة السلوكة ولمن لا يعرفون السلوكة فهي أداة خشبية لها مقبض خشبي طويل ويتم سحب هذه الخشبة في نهايتها الطرفية بحيث تصبح عريضة وأعلى من هذا الجزء الذي يتم تعريضه تعمل فتحة في الساق الخشبي ويدخل في هذه الفتحة قطعة من الخشب وعند استعمال السلوكة في الزراعة يوضع الجزء المسحوب وفي نهايته جزء حاد يوضع هذا في التربة ويقوم الشخص بضغطه بوضع رجله اليمنى على القطعة الخشبية التي ادخلت في الثقب وبذلك يمكن السلوكة من أن تتعمق في التربة ثم يقوم بلفها مما ينتج عنه عمل حفرة يوضع فيها التيراب أو البذرة وهكذا وطبعا هذا النظام يمكن التربة من الحفاظ على الرطوبة لان تفكيكها بواسطة الحراتة يعرضها للجفاف كذلك فأننا قبل الحراتة في النظام التقليدي المتبع نقوم بحرق مخلفات المحاصيل ولكن في الزراعة الحافظة تظل بقايا المحاصيل من الموسم السابق بالتربة وهذا يحد من الحاجة للتسميد وتعرية التربة وكذلك تحمي الكائنات الدقيقة في التربة وتساعد على تكوين المادة العضوية ولكن الأمر ليس بهذه البساطة إذ أن هذا النظام من الزراعة يتطلب أن تصاحبه دورة زراعية ونظم لمكافحة الأعشاب لان عدم حراتة الأرض يزيد من فرص نمؤ الأعشاب وكذلك مكافحة الآفات وذلك بسبب أن الأطوار الكامنة من الحشرات في التربة في حالة الحراتة يتم تعريضها للكائنات المفترسة فتقلل منها أم في حالة الزراعة الحافظة فأنها تكون محمية الى أن تصل الطور الكامل وتكرر دورة حياتها مما يتسبب في ضرر المحصول وعلى حسب التقارير الزراعية حيث تم تطبيق هذا النظام في الولاية الشمالية لموسمين في محصولي القمح والذرة فأن الانتاج كان فيه أعلى من ذلك الذي تتم فيه الزراعة التقليدية وبذلك رأينا أن نعطي شبابنا فكرة مبسطة ومختصرة عن الزراعة الحافظة والله من وراء القصد.
    الشامي الصديق آدم العنية
    مساعد تدريس بجامعة الملك سعود ومزارع بمشروع الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..