2018 يحل بعد ايام رسائل صغيرة وطموحات كبيرة

عام جديد نحمد الله عليه .البعض يقوم بمراجعة عامه السابق والبعض يفكر في ذلك ولا يفعل والبعض لا يهتم بالأمر. والمراجعة أمر ضروري ومهم. يفكر الإنسان في ما انصرم من وقته. يسال نفسه هل قابل وقته بأعمال تغطي دقائقه ؟ هل عمل بجد لتحقيق أهداف نبيلة ؟ هل حقق نجاحات ملموسة في رسالته العامة .العمل الجاد يتطلب الإخلاص والصبر. هذان يبعثان الراحة في نفس الإنسان حتى ولو لم يتحقق كل المطلوب.يضع البعض اهداف ويعملون على انجازها. هنالك من ينجزها ويضع اهداف جديدة وهنالك من ينجز بعضها وهنالك من ينجز القليل ثم يضخمه بأحلام اليقظة.
والرسائل يمكن تقسيمها إلى انواع عديدة . هنالك رسائل اساسية في الحياة وهنالك اخرى ثانوية وهنالك ضرورية واخرى مكملة . يمكن رسمها كدوائر تماس تبدأ بواجب الإنسان نحو خالقه ثم واجباته نحو نفسه وأهله واحبابه وجيرانه وزملائه ومن يجمعه به ظرف ما من عامة الناس. ومن موجهات الرسالة الخاصة أن يجتهد الإنسان قدر طاقته و أن يبذل جهده ألا يخسر انسان. وان حدث يجتهد ان يصحح ذلك أوعلى الأقل ألا يجعله عدوا.
الرسالات السماوية انزلت لتساعد كل منا لأداء رسالته في الحياة. يبدأ ذلك بمعرفة الحكمة من وجودنا في الأرض ثم سعينا المتواصل لتحقيق رسالتنا كأفضل ما يمكن .
تختلف رسائل الناس في الحياة بحسب طموحاتهم وقدتهم على تفعيل قدراتهم.البعض يكتفي بفكرة واحدة ويكرّس نفسه لتجويدها ويتعهدها بالرعاية والعناية حتى تثمر و البعض يزرع الكثير من البذور. ينجح منها ماينجح ويتعثر منا ما يتعثر و يموت ما يموت.
ومن المهم والحيوي أن يكون لدى الإنسان رسالة ما. يسميها البعض واجب والبعض مهمة والبعض الحكمة من الوجود.المهم ان يكون هنالك رسالة لها هدف أو اهداف وخطة مناسبة لإمكانات الشخص قابلة للتطبيق. ليست مثالية بحيث يجلب عدم إنجازها الإحباط وليست ضعيفة بحيث يهدر موهبته في أمر كان يمكن ان يحقق ما هو أفضل منه.
لكل شخص عاقل رسالته في الحياة . ولكي يعرف رسالته ويفهمها يتوجب عليه ان يعرف نفسه أولا. يدرس إمكاناته. يتعرف على موهبته. ولكل انسان دراية بأمر ما . المهم هو كيف يعرفه ويفهمه ويقبله ويطوره. حينها يستطيع ان يؤدي رسالته في الحياة بأفضل ما يمكن. هنالك من اكتسب افكار طيبة من الحياة .البعض يكتسب معارف مهمة بالتجربة العملية أو بالقراءة أو بالبحث أو المشاهدة أو بمصاحبة العقلاء. بذل الفكرة لمن يستحقها أمر مطلوب. ومجالاتها لا حصر لها . تصحيح مفهوم خاطئ .نشر وعي أو تعليم صنعة أوإقتراح ما بتطويرها أو سرد حكاية للإعتبار أو شرح حكمة أو مثل ما إصلاح بين متخاصمين إلخ. ولكل طريقته في توصيلها .البعض يهمس بفكرة ما إلى صديقه والبعض يوصلها لمن يتوسم فيه القدرة على تطويرها وتوصيلها للآخرين. والبعض يشاركها الناس عبر منصة ما أو بمداخلة صغيرة.والبعض يوصلها بتعليق صغير يتشاركه مع غيره. والبعض يكون جزء من فكرة كبرى يضيف إليها جزيئية صغيرة أو على الأقل يزيد من عدد مؤيديها.وهذه الإضافة للغير هي إضافة للإنسان نفسه. بعد فترة يلاحظ انه قد تطور في طريقة تفكيره وملكته.
والبداية الصحيحة هي بالتفكير والتخطيط وتحديد اهداف ممكنة التحقيق. وتحديد وسائل تحقيقها وأوقات تحقيقها . وإن كانت الأهداف تتطلب الإستعانة بآخرين يتم إختيار الشخص الأنسب لزيادة نسبة النجاح. الخطة المرنة قابلة للتعديل عند إصطدامها بما يشغل عن الإنجاز الحقيقي.من المهم التفكير السريع لتجاوز صخرة الإستحالة بدل من الوقوف بيأس قربها. هنالك من يضيعون الوقت في التفكير مرارا في الأعمال بعد إقرارها. يغرقون في تفاصيلها الجانبية ويحومون حول لب العمل دون إقتحامه بخطوة جريئة. قبل سنوات امضيت وقتا طويلا في إختيار اسم لعمل تجاري.اخذ ذلك وقت اطول من التفكير في العمل نفسه. يقول المثل السوداني(المبدي متموم) أي ان بداية العمل تحمل معها تمامه بالشخص البادئ أو بسواه.إذن ابدأ العمل و(السايقة واصلة) مثل سوداني آخر يشجع على عدم الوقوف في محطة البداية. والكتابة مهمة والإحتفاظ بتقويم سنوي أو مفكرة يساعد على تنظيم الوقت.
وكل يقدم حسب موهبته وإمكاناته .هنالك من اكرمه الله بالحكمة وهنالك من اكرمه بالمال ومن اكرمه الله بالصحة أو بالسرد الممتع أو بالصحبة المريحة أو بالطرافة وحلاوة اللسان أو ما يتمتع بموهبة التقريب بين المتنافرين.ومن صلح بين الناس ومن يكون فاتحة خير على غيره إلخ.

يمكن للإنسان ان يرسل رسالة إيجابية بإبتسامة أو بمجرد طرح ملامح وجهه بدل التجهم قال الشاعر حميد ( أرِحْ جُوفَك تَرِح جوفي ). وفي الثقافة الغربية من يتثاءب يعتذر عن ذلك كون التثاؤب معدي.
يمكن الإضافة إلى رصيد الرسالة بتوصيل افكار إيجابية وموحية للآخرين. احيانا هنالك من يكون في غفلة وهنالك من ينغمس فيما هو دون إمكاناته الحقيقية. بذل النصيحة بالتلميح والإشارة ورواية حكاية صغيرة معبرة أو حتى النصح بلطف وفي اذن الشخص المعني قد يحقق ما يزيد الثقة بالنفس ويحفز للقيام بالمزيد من الأعمال الإيجابية.
وقد كان التجار والأغنياء في السودان يؤدون رسالاتهم السامية تجاه أهلهم ومجتمعاتهمز. في الماضي كانوا يساعدون الاسر الفقيرة ويتكفلون بمصاريف إعاشتها ودراسة ابنائها .ويشيدون المرافق العامة. ويعلمون الصبية الحرف التي تساعدهم على إعالة اسرهم. لكن في الفترة الأخيرة اختلفت الأمور بحيث امست هذه الطبقة الكريمة نفسها تعاني من ويلات الغلاء والتضخم المفتعل. شاركت الحكومة اصحاب المصانع ورجال الأعمال والتجار في انشطتهم التجارية بفرض العديد من الجبايات . فهنالك رسوم الجمارك والضرئب والتصاديق والتراخيص ورسوم اخرى هذا بالإضافة إلى تكلفة الإنتاج. بينما تدعم بعض الحكومات المزرعين واصحاب الأعمال بالتدريب والتطوير والتسويق وتسهيل التصدير ودعمه احيانا لتنافس منتجاتها في الأسواق الخارجية. وتنظيم اللقاءات الدورية وغقامة المعارض وإسداء النصائح فيما يخص سوق العمل وإتجاهات الإقتصادات.
وللاسف في السنوات الأخيرة سادت ثقافة جمع المال. الكثير من الأغنياء يجعلون كل همهم جمع المال فقط. يجعلونه كغاية وليس وسيلة لتحقيق الأهداف النبيلة. والكثير من هؤلاء لليست لديهم اهداف واضحة. أغلبهم يريد بيتا فخما وسيارة فارهة ورصيد في المصارف. وهو أمر يستحق التفكير العميق والتغيير السريع. أن تكون للإنسان رسالة ما ويسعى لتحقيقها هو ما يسمو بهذا الإنسان. حتى لو لم تسعفه الظروف لتحققها فعلى الأقل هو يحاول جاهدا تحقيق هدف نبيل. وحتى لا نعمم فإن المبادرات التي كان يقوم بها في السابق رجال المال والأعمال والتجار يقوم بها الآن الشباب. وهي مبادرات إنسانية رائعة لمساعدة الآخرين.كالنفير وشباب الحوادث وشباب النجدة وغيرها من المجموعات التي يتعمل في صمت و التي تستحق التقدير العميق.
أصحاب التفكيرالذكي هم الذين يدعمون مبادرات كهذه. العقلاء من يرسلون المال أمامهم يهيئ لهم اماكنهم هنالك. والغافلون هم الذين يتركونه وراءهم ويحملون اوزاره.
تبادلت مع صيدق كلمات عن الظروف الضاغطة وأمنيات الغني .ببساطة شديد رمى بحكمة ضخمة.( القروش الكتيرة تطّوّل الوقوف يوم القيامة ) يعني كلما زادت الأموال كلما وقف الإنسان يوم القيامة في الحر الشديد لتفصيل ما فعله بألأموال التي اكرمه بها الله.
الحكمة ضآلة المؤمن اينما ودها أخذها. ومن الحكمة نصيحة لاعب الورق(الكوشتينة) لزميله نوصلها للثري الممسك. (ما تتقبض فوق بي هبابتك ولا بي جوكر نزّل ورقك).

نسأل الله ان يكون عام عامر بالطاعات والخيرات وأن يعم السلام ربوع السودان.
اللهم وفقنا فيه لما تحب وترضى.
[email][email protected][/email]

.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..