أم درمان مدينة عليلة أم فاشلة..؟.

أقرب إلى القلب:
( 1 )
الحديث عن المدن السودانية فيه متعة وفيه إدهاش، ويرى كثيرون أنّ لكلّ مدينة بصمتها الجينية المميزة :its own distinct DNA، ولذا ربّما الحديث عن مدينة بعينها وكأنها أم المدن أو عروس المدن، فيه من التزيّد المجاني، ما يقارب أن يعدّ هوساً لا مبرر له في واقع الأمر. وإنّي إذ أحدثك عن “أم درمان” فقد يكون حديثي مثار دهشة البعض، أو مثار امتعاض عند آخرين، آملاً أن لا أقع في فخِّ الكتابة الشوفينية المتحيّزة عن مدينة نشأتُ فيها وعرفتُ أزقتها وحواريها، وألفت ناسها وثقافاتها، فلا أنا مروّج لها أردّ تهمة طالتها، ولا أنا ناقم عليها أقتصّ منها. هي كتابة عن محبةٍ وعن اعتزاز.. لا أكثر. .
( 2 )
الذي كتبه أكثر الدارسين عن أم درمان في نظري، لم يمسّ إلا قمّة جبل الجليد. .
أم درمان مدينة عليلة..؟ ليس لسبب إلا لكونها نشأت وجينات الإقصاء تجري في دمها. فوق ذلك جاء الكولونيالي باستعلائه المعروف، ناقماً على الحكم المهــدوي المهزوم، فكانــت أم درمان في نظره هي عاصمة ذلك النظام المهزوم المندحر. نمَتْ أم درمان في آخر عام من القرن التاسع عشر، وهي تعاني من ضعف واختلال في تركيبتها السكانية بعد هزيمة كرري، وبعد تلك المذبحة التي قتل فيها أكثر من عشرة ألاف مقاتل في نهار واحد من عام 1898م. أعطى المستعمر الكولونيالي ظهره لأم درمان بعد أن صار عدد سكانها من النسوة الأرامل أكثر من عدد رجالها الأحياء، وأقبل على الخرطوم التي ظلت منذ نشأتها الأولى موئل الأجنبي: موقع نشاطه التجاري، ومكان سكناه، ومركز قنصلياته، ومُرتقى السلطة القديم، منذ أيام الحكم التركي المصري، الذي بدأ بغزو محمد علي باشا حاكم مصر، لأقاليم السودان في عام 1821م .
ولإلغاء أيّ احتمال لبروز الفكر المهدوي في السودان النيلي، كان من الضروري المضي قدماً للقضاء على رموز الحكم المهدوي المهزوم. وهكذا كان طبيعياً أن يجري “تجاهل” أم درمان كمعلمٍ حضري، وأن يعيد المستعمر الكولونيالي للخرطوم، بريقها عاصمة للبلاد ومركزاً لتطور اقتصادها وتجارة أهلها وتعليم بنيها ورعاية أحوالهم الاجتماعية والصحية، والأهم أن تعود لقصر الرئاسة ? الذي قتل على درجه الجنرال غوردون في عام1885م ? سطوته وموقعه، مصدراً للسلطة والهيبة.
ولكن هل أم درمان مدينة فاشلة أم عليلة…؟
( 3 )
كنا في سنوات السبعينات من القرن العشرين، نجلس في مقهى قبالة دور السينما في سوق أم درمان، دعنا نطلق عليه اسما محايداً. ليكن اسمه : “مقهى مصطفى”. تاريخياً توجد مقاهي شهيرة منذ الأربعينات والخمسينات في سوق أم درمان، مثل مقهى “ود الأغا” ومقهى “شناكة” ومقهى “جورج مشرقي”. أسماء لها وقع ولها جرس ولها بريق. لهذه المقاهي شهرة طبّقت آفاق مدينة أم درمان. غير أن “مقهى مصطفى” كسب شهرة لكونه قبلة لأناس “محترمين”، وذلك الاحترام هو معيار يضعه أصحاب المقهى أنفسهم، وهم إخوة منحدرون من أبٍ واحد. يديرون المقهى بطريقة فيها من الحميمية ما يشعر الروّاد أنهم ليسوا في مقهىً عام، بل في صالون أسري ينتشر فيه دفء التواصل بين أفراد عائلة ممتدة، وتظلله سحابة من الحميمية والتوادد. يبرع “الإخوة مصطفى” في تقييم المشروبات الساخنة والباردة لروّاد مقهاهم. تقوم شهرة مقهى “الإخوة مصطفى” على تقديم مشروب ساخن أساسي، هو الشاي بالحليب في كوب من المقاس الكبير. و يدير العم مصطفى من كرسيه العالي داخل دكانته، ذلك المقهى بمهنية دقيقة وبحنكةٍ واقتدار. بعد حلول المغرب من كلِّ يومٍ يفتتح المقهى نشاطه، وتوضع مقاعد الروّاد قبالة شارع الموردة، في نظام هندسي لا يتغيّر. يساعد في ترتيب ساحة المقهى الخارجية، عددٌ قليل من الصبية العاملين في المقهى. ويخدم روّاد المقهى شقيقا “مصطفى”: خالد وأحمد. مساء كل يوم خميس، وحين يعود صاحبنا من داخلية البركس في جامعة الخرطوم، يلتقي بأصدقائه في ذلك المقهى. يمتدّ السمر حول أكواب الشاي بالحليب إلى قرابة الساعتين، ثم ينصرف الأصدقاء وصاحبنا معهم، بعدها لدخول إحدى دور السينما، دار “سينما الوطنية” أو دار “سينما أمدرمان”، لمشاهدة العرض الثاني الذي يقدم بعد الساعة العاشرة، ويتواصل حتى منتصف الليل. .
( 4 )
ليستْ الصورة على ذلك السموِّ البرّاق، ولا على تلك الحميمية التي سردتُ لك طرفاً منها. . الطريف بل والمزعج، في “مقهى مصطفى” في سنوات الستينات والسبعينات تلك، أنه مقفول على “الشماليين” وليس يسيراً على “جنوبي” أسود السحنة، أن يجلس في ذلك المقهى إلا إن كان برفقة شخصية معروفة لأصحاب المقهَى. فيما يرى بعضُ الدارسين المتخصّصين في الدراسات الاجتماعية، أن المدينة بحكم تركيبها السكاني المتنوّع، شهدتْ أنواعاً من ممارساتٍ اتسمتْ بالتمييز ضد ذوي السحنة السوداء بوجهٍ عام، ثم بوجهٍ خاص ضد أشخاصٍ منحدرين من جنوب السودان، فهم عناصر غير مرحّب بهم في “مقهى مصطفى”. لو كان المقهى يقدم شرابا كحوليا أو مشروبات روحية، لجاز أن يكون من روّاده من لهم القدرة المالية على تحمّل تكلفة المشروبات الغالية الثمن. لكن لا يقدم المقهى إلا أكواب عصير الليمون الطازج أو أكواب شاي الحليب..!
كان ذلك المقهى الشهير، هو المكان المعتبر ونقطة التقاء المثقفين، والصحفيين وبعض الفنانين المعروفين وأنصاف المعروفين، والرياضيين من مشاهير لاعبي كرة القدم في المدينة. وإلى ذلك يمارس المقهى إقصاءاً مبالغا فيه ضد ذوي السحنة السوداء بصورة سافرة. حين يدخل روّاد المقهى إلى دور السينما، تراهم يختارون المقاعد الوسيطة والكراسي الخلفية. وتسمعهم يتهامسون: “لسنا جنوبيين لنجلس في المقاعد الأمامية.. تلك محجوزة للمتخلفين..!”
( 5 )
لعلّ بعض الدارسين يرى في مثل هذه السمات في تلك المدينة، ما يضعها بامتياز في خانة “المدن الفاشلة”، تلك التي عجزتْ عن تحمّل أوجه التباين الاجتماعي والتنوّع الثقافي الذي يجري في جينات تلك المدينة. لقد كان الدارسون محقٌين في نظرتهم لهذا المسلك الإقصائي البغيض عند الكثير من سكان أم درمان القديمة، في سنوات العقود الوسيطة من القرن العشرين. ذلك مسلك ساد في أماكن تجمعهم في الأسواق، وفي أماكن اللهو البريء وغير البريء، وفي مدرجات ملاعب الرياضة. أما على المستوى الاجتماعي فتلك قصة نرجئ الحديث حولها هنا.
لكن هل ترى عزيزي القاريء أن أم درمان يمكن أن تصنّف بالفعل “مدينة فاشلة”..؟
كتب بعضُ الدارسين الاجتماعيين الذين أشرنا إليهم دون تخصيص، وصفاً لأحوال مدينـــــة أم درمان في تلك السنوات الوسيطة من القرن العشرين، ولكن جلهم لم يتوغّل توغلاً عميقاً في أحوالها، وإلا لاستبان جلياً أن تلك المدينة العتيقة، هي التي انبثق من حواريها الفن الغنائي السوداني ? غناء المدينة- لمغنيين وشعراء في بواكير العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين: “كرومة” و”سرور” و”العبادي” و “ود الرضي” و “أبوصلاح” و “زنقار” و”إبراهيم عبد الجليل” و”أولاد الموردة” و”أولاد شمبات” وسواهم من المغنيين ومن الشعراء .
حين ترى المغنيين السودانيين يذهبون إلى القاهرة منذ أعوام الثلاثينات من القرن العشرين، لتسجيل أغانيهم هناك، فلا ترى تأثراً بالنهج الموسيقي المصري في الأداء بل احتفظ هؤلاء برونق السلم الخماسي في اعتدادٍ بأفريقيته اللافتة، وإن استعانوا بالآت الموسيقية الحديثة، من “كمان” أو “قانون”. .
كانت تلك المدينة موئلاَ لإذاعة السودان ولقنواته التلفزية في سنوات لاحقة، ولمسرحه القومي الأول الذي وقفت تغنّي على منصته السيدة الراحلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ورقصت على خشبته نجوى فؤاد، وعزفت عليه فرقة أحمد فؤاد حسن الماسية. .
( 6 )
كانت مدينة أم درمان مقسّمة على أحياء تقوم بينها حدود إثنية جليّة، تتوزّع أسماء أمراء المهدية وأسماء قوادها، على أحياء المدينة، وذلك قد ساد منذ أيام الخليفة التعايشي خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر الميلادي. وبحسب رايات الدولة المهدية هنالك حي ود نوباوي. حي ود أرو. حي ود البنا. حي الهجرة. حي الأمراء. حي أبوكدوك. حي العرضة. حي أبو عنجة. حي الموردة وغيرها من أحياء المدينة القديمة. ثم هناك أحياء سكنها عددٌ من المنبتين عن أصولهم البعيدة، مثل “حي العباسية” (الفلاتة وبعض قبائل غرب السودان)، وحي الضباط” (من السود وبعض أفراد قبائل من جنوب السودان). لكن يلاحظ الدارسون أن الحدود الإثنية بين هذه المجموعات، تكاد أن تضمحل بمرور الزمن، وتزايد أثر التساكن والجيرة على علاقاتهم الاجتماعية..
في جميع هذه الأحياء تتساكن أشتاتٌ ومجموعاتٌ من أصولٍ عربية بعيدة من شمال السودان: جعليين. حي العرب. عمراب. شايقية. دناقلة. بكريّون. وأخرى من كردفان ومن دارفور ومن الشرق، أشتاتٌ لا يخالطون بعضهم بعضا إلا بشقِّ الأنفس.. يرى الباحثون أن التقسيمات في أم درمان في سنوات التكوين الأولى، قامتْ على مرجعيات طائفية تقليدية، أكثر من كونها استوَتْ على معايير مهنية أو اقتصادية، مثلما هو الحال في مدينة الخرطوم. هناك في الخرطوم، يتوزّع التجّار والموظفون – الأجانب والسودانيون- وبترتيبٍ من المستعمر الكولونيالي- بعد أن رسخت أقدامه في حكم البد في العقود الأولى من القرن العشرين- على أحياء الخرطوم ومرابيعها، وفق معايير اقتصادية واجتماعية ومهنية واضحة، راعتْ القدرات المالية لكلّ فئة ورد ذكرها في الخرطوم. بعد أن بسط الكولونيالي سيطرته على البلاد إثر القضاء على نظام الحكم المهدوي الوطني، فقد كانت للمستعمر الكولونيالي بصمته الواضحة في تشكيل نمط الحياة والسكنى في مدينة الخرطوم، بما ميزّها عن “أم درمان” بصورة أكثر وضوحا. بعد استقلال البلاد في عام 1956 وبدايات الحكم الوطني، تداخلتْ الأحياء في المدينة، واضمحلّ الوجود الأجنبي بصورة عامة، غير أنّ الخرطوم احتفظتْ برغم ذلك، بسمتٍ ميّزها عن مدينة أم درمان. .
(7)
ثمّة تمييز إثني رآه ورصده بعضُ الدارســين في سنوات الستينات والسبعينــات عـــن
أم درمان ومشوا على جمره، فكتبوا دراسات مُعمّقة وعبر مسوحات اجتماعية ميدانية، مثل دراسة الانثروبولوجست الأمريكي “ريفيش” عن مدينة أم درمان، وهو الذي درَّس علم الاجتماع في جامعة الخرطوم في أواخر الستينات من القرن العشرين، وكنت أنا أحد تلاميذه. غير أن النظرة الفطنة في هذه السنوات الماثلة، تقول إنّ أم درمان لم تعد هي أم درمان القديمة، ولا الخرطوم الآن هي ذات الخرطوم القديمة.
تنظر حولك لترى الفترة الممتدّة منذ العقد الأخير من القرن العشرين وإلى العقد الأول من الألفية الثالثة، كيف أنّ الاضطرابات والأزمات التي شاعت خلالها، قد أفرزت واقعاً جديداً، ترهّلت معه “العاصمة المثلثة” القديمة، فأصبحتْ عاصمة مُسبّعة أو مُثمّنة وربما مُتسّعة، بفعل النزوح المتفاقم، والهجرات الداخلية المتصاعدة. يزعم باحثون أن عدد سكان العاصمة الآن (2014) قد قارب عدد جميع سكان البلاد بأكملها سنة الاستقلال عام 1956..!
تلك المجموعات السكانية النازحة، التي جاءت بثقافاتها وبتقاليدها وبقيَمها من المهاجر البعيدة، واستنشأتْ لنفسها أحياءَ جديدة وامتدادات مستحدثة وضواحي باتساع رقعتها وتمدّدها، صارت تشكل تكوينات حضرية/ ريفية جديدة. ذهبت أسماء الأحياء القديمة وأطلق القوم النازحون من مهاجرهم الداخلية، أو من مهاجرهم الخارجية، أسماء جديدة، جلبوها معهم أو استحدثوها بعد وصولهم إلى عاصمة البلاد، للضواحي الجديدة التي سكنوها: في غربي أم درمان وفيما وراء “أم بدة”، تقوم أحياءٌ تحمل أسماء مثل “كرور” ( بما يعني أن سكانها من المهمّشين، بلا قيمة)، و”زقلونا” (أي قذفوا بنا بعيداً)، أو “أنجولا” (بما يشي أن سكانها من عناصر أفريقية سوداء). ثم تجد اسماءاً جاءت من مهاجر بعيدة خارج السودان، مثل “الدوحة” و “البستان” و”الرياض” و “قاردن سيتي” وغيرها . .
( 8 )
يقول دارس مرموق من محاضري جامعة الخرطوم، أنّ في الخرطوم القديمة مسحة من السلوك المتحرّر والعصرنة المتطلعة، مقارنة مع سلوكيات تقليدية في أم درمان القديمة. عرفتْ الخرطوم محلات تجارية تحمل اسماءاً أجنبية. السوق العصري اسمه “السوق الأفرنجي”. هنالك “بوب” على النمط الانجليزي اسمه الـ “جي بي” (حرفي اختصار لإسم لبريطانيا العظمى باللاتينيةGB ) . تجد ملهى “سانت جيمس” في وسط المدينة. ثم صالة “غوردون” للموسيقى والتي كانت تجلب فرقا موسيقية راقصة من لندن، أيام رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد.. هنالك “سودان بوكشُب” (مكتبة السودان)، حيث تتوفر الصحف والكتب الأجنبية.. هناك محل اليهودي السوداني “موريس جولدنبيرج” للنظارات الطبية. هناك محلات “فانيان”. في الخرطوم يتوفر الغناء والرقص الأجنبي، وتوجد أندية للجاليات، وتباع السلع الأجنبية في أسواقها .
في المقابل تجد في أم درمان المهن التقليدية، والملابس التقليدية، وتجد غناء الحقيبة والغناء الشعبي القبلي، والرقص التقليدي في المناسبات الاجتماعية، (الأعراس و”السيرة مشت البحر” والختان وحفلات الزار المقفولة على النساء..) والأسواق التقليدية. في أم درمان نهضت الرياضة في ميادين التراب الشعبية، فعرفت المدينة لاعبين مشاهير مثل عبد الخير و”ود الزبير” وصديق منزول و”عمر عثمان موسكو” و”ود معني” و”برعي القانون”، ثم جكسا وماجد والدريسة وجقدول وقاقارين.. جال بعض هؤلاء في الملاعب الأمدرمانية والخرطومية مع لاعبين عالميين كبار طبقتْ شهرتهم العالم في زمانهم، مثل “بوشكاش” و”بيليه”..
قدرُ أم درمان القديمة (ما قبل “الحتانة” وضواحي ما وراء “أم بده”)، أن تستغرق في تقليديتها، سادرة فيها دون تدخل خارجي، ودون أن يتاح لها قدر من التأثر اللافت بما حولها. تـرى هـل تراها عزيزي القاريء، مدينة عليلة يمكن أن تبرأ من جراحها، أم هي “مدينة فاشلة” مأزومة..؟
++
أم درمان- 14يونيو 2014
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذ جمال محمد ابراهيم
    موضوعك جميل ومهم.و تطرقت لجوانب تاريخية مهمة.المهم لك الشكر على الكتابة في مثل هذا الموضوع الذي قلّ أن يتطرق إليه الكتاب.فقط يرددون في ببغائية( أمدرمان أمدرمان) و لا أرى جمالا و لا ذوقا و تقدما و لا حضارة فالحال من بعضه.
    المهم سوف أرد عليك رد خاص حول رأي فيما كتبت خلال يومين أو ثلاثة.

  2. ياسعادة السفير امدرمان ليست فاشلة لكن جار عليها الزمن بعد ان غادرها اهلها واصبح المتجنسيين يسيطرو على بعض احيائها مثل حى العمدة الذى اصبح امتدادا لحى المسالمة القبطى وبعض الذين يكتبون عن احياء امدرمان القديمة مثل حى العرب اذ يتجاهلون زاوية الشريف عمر السوري شيخ الطريقة التجانية وكانت منارة للعلم فى ذلك الزمان وايضا مدرسة العناية والتى لم تستمر طويلا والتى تعلم فيها ابراهيم عوض والتاج مصطفى وغيرهم وصاحبها والد صديقك الكاتب والصحفى اللامع عمر جعفر السوري تحياتى لكما

  3. ي سعادتو ام در فيلة مصنوعة صناعة تعايشية ف اراد بعضا منهم كعلي المك وحسين خوجلي والهندي عزالدين تجميلها بعد شطف الدهون من كرشها واستعدال قدميها لكنهم فشلوا ادبيا تفوقوا وكان التنافس شريف فيما بينهم نكهته في الشعراء عامة ف ليت تعود تلك المقاهي من جديد لتلعب دورها والجلوس في فرنداتها كما نشاهد ببيروت والقاهرة وروما وفيينا وغيرهم هكذا تصنع المدن الثقافة ونرنقي بالزوق العام والاخلاق بدلا من الجلوس حول ستات الشاي والبحلقة والتلصص في نهود وارداف الاثيوبيات ف عمر امدرمان عليل خاصة الان انها تحتضر ام در الفيلة في حوجة لمتخصص في التاريخ والاجتماع لسبر غورها ف تاريخنا سمعي ونقل من جيل لجيل لا يوجد مؤرخ غير شعراؤها وفنانونها في كتاباتهم الشعرية واللحنية فهم رحلوا وتركوا لنا المعروض في الاذاعة والتلفزيون واشرطة الكاسيت والاسطوانات غير كده لا اعرف شئ

  4. طبعا ياسعادة السفير قهوة مصطفى فى مقالتك هى قهوة يوسف الفكى كمان ما تنسى جزارة افريقيا بتاعت عمك محجوب حمد فى شارع الارسالية وتعرف ايضا معظم زبائنها من الرفاق نرجو مواصلة كتابة المعلومات ولكن بمسمياتها طالما اصبح ذلك توثيقا

  5. ماانت عارف ياسعادة السفير ما كل الناس كانت تقدر تقعد فى قهوة يوسف الفكى اما عن احوانا الجنوبيين غير العنصرية التى ادت لانفصالهم فغالبيتهم الذين كانو قاطنين فى امدرمان كانو عمالا واقصى رفاهية لهم ان يدخلوا سينما الوطنية او امدرمان ان يشاهدوا فلم كاوبوى مع قصبتين سكر اما ابناء الولايات الاخرى فكانت احدى مقاهيهم القهوة المقابلة لاجزخانة ابو نخلة وملاصقة لمطعم عمك عبد الرحيم

  6. اعتقد انه مقال جميل جدا ويوثق لمدينة احببناها رغم ان الكاتب اغفل عن ذكر اهم الاحياء فى المدينة بيت المال وابوروف وكان عليه ان يسمى الاشياء بمسمياتها الحقيقية فالقهوة المذكورة هى قهوة يوسف الفكى والذى اشتهر بجانب القهوة انه كان من افضل صناع حلاوة المولد وايضا من معالم امدرمان محلات العدنى والطوخى والتى تخصصت تقريبا فى العاب الاطفال وايضا مايسمى بصناديق البخت .. ولانغفل اهم جوانب امدرمان فى العمل السياسى والوطنى فهى الرائدة فى ذلك المجال بنادى الخريجين ومن خلال ابناء ام درمان او من سكنها لاحقا من مناطق اخرى ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر خضر حمد والزعيم اسماعيل الازهرى وعبدالله خليل وعبدالرحمن المهدى وعبدالحميد غلندر وال شمت وال نميرى ومن رواد التعليم السراريج وال الغول وال حمدتو ال ابو سمرة وال بولس وايضا اشتهرت امدرمان باحياء الجاليات الهندية بجانب الشهداء والاقباط بحى المسالمة والغجر او مايطلق عليهم بالخطاء اسم الحلبة وكان مركزهم جنوب حى العرب تلك هى امدرمان الحبيبة الى قلوبنا وان بعدت الشقة بيننا وبينها

  7. اعتقد انه مقال جميل جدا ويوثق لمدينة احببناها رغم ان الكاتب اغفل عن ذكر اهم الاحياء فى المدينة بيت المال وابوروف وكان عليه ان يسمى الاشياء بمسمياتها الحقيقية فالقهوة المذكورة هى قهوة يوسف الفكى والذى اشتهر بجانب القهوة انه كان من افضل صناع حلاوة المولد وايضا من معالم امدرمان محلات العدنى والطوخى والتى تخصصت تقريبا فى العاب الاطفال وايضا مايسمى بصناديق البخت .. ولانغفل اهم جوانب امدرمان فى العمل السياسى والوطنى فهى الرائدة فى ذلك المجال بنادى الخريجين ومن خلال ابناء ام درمان او من سكنها لاحقا من مناطق اخرى ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر خضر حمد والزعيم اسماعيل الازهرى وعبدالله خليل وعبدالرحمن المهدى وعبدالحميد غلندر وال شمت وال نميرى ومن رواد التعليم السراريج وال الغول وال حمدتو ال ابو سمرة وال بولس وايضا اشتهرت امدرمان باحياء الجاليات الهندية بجانب الشهداء والاقباط بحى المسالمة والغجر او مايطلق عليهم بالخطاء اسم الحلبة وكان مركزهم جنوب حى العرب تلك هى امدرمان الحبيبة الى قلوبنا وان بعدت الشقة بيننا وبينها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..