العصيان المدنى

معظم دول العالم يمكن الاحتجاج فيها على أي قرار تصدره السلطة التنفيذية الممثلة فى الحكومة بصورة عفوية ودون الحصول على مذكرات تخول المحتجين الخروج فى أي وقت وأي مكان ماعدا بعض الدول التى يحكمها الفاسدون المفسدون وإن خالفت هذا وخرجت يكون فى إنتظارك فى أحسن الفروض قانون ضد التظاهر تكون العقوبات فيه 5 سنوات سجناً والغرامة بمبالغ لو توفرت للمتظاهر لما خرج يوماً يشكو ضيق الحال ، وفى اسوأ الفروض القتل عبر الضرب فى المليان (شهداء سبتمبر أقوى مثال). الشعب السودانى هو من يدفع لهذا النظام مرتباته ومخصصاته !!!! والرئيس وكل اعضاء حكومته موظفون لدى الشعب السودانى!!! فلماذا تجييش الجيوش لحرب السودانى؟؟؟؟ .
مع العلم أن أى مظاهرة تؤيد هذا النظام منذ تلك الليلة المشئومة، يسمح لها بالخروج متى أرادت مع استخدام الجهات التنفيذية لنفوذها من أجل جمع الناس لتتم مخاطبتهم بأكاذيب لم نرى لها أثراً طوال ثلاثة عقود من الزمان.
العصيان المدنى لماذا؟ استمرار هذا النظام يعنى تدمير ما تبقى من السودان فلو رفعت الحكومة الدعم عن رفع الدعم لن يحل هذا أي مشكلة للنظام المتداعى. فرفع أسعار السلع لن يحل مشكلة للنظام القائم والاقتصاد لا يبنى على رفع الدعم ولكن على الإنتاج والتصدير أولاً وبناء شبكة من العلاقات الاقتصادية والدخول فى شراكات يستفيد منها الاقتصاد والتبادل التجارى مع الدول ذات الاقتصاديات القوية . وهناك استحالة فى دخول السودان فى مثل الشراكات والعلاقات التجارية ، والسبب الرئيس فى ذلك هو النظام الحاكم ، فكل الدول ذات الاقتصاديات القوية لا تتعامل مع السودان ، الإ الصين والتى أظهرت وجهها القبيح فى الفترة الأخيرة ووضحت نياتها الحقيقية.
العصيان المدنى كيف؟ قبل ان أكتب هذا المقال فكرت فى مآلات العصيان القادم وما يمكن أن يتحقق فيه من فوائد والحق يقال إن لم يشارك السواد الأعظم من السودانيين فى هذا العصيان فالمكاسب منه لن تكون كبيرة ، فتوعية المواطنين بأن القضية لم تصبح قضية رفع دعم عن الدواء أو المحروقات ، وحل هذه المشاكل لن يكون عبر تراجع النظام الحاكم عنها ، فإنه لن ولم يتراجع على الإطلاق ، بل القضية قضية ذهاب نظام الإنقاذ وإلى الأبد وهنا انقل كلام أحد المعلقين فى صحيفة الراكوبة على أحد المقالات (أبغض الكيزان) وهذا نص تعليقه (والله لو حكم الشعب السودانى نفسه بدون رئيس لابتعد قروناً عن الحال الذى يعيشه اليوم).
العصيان المدنى يمثل المخرج الأهم ليستوعب الناس أن نظام الإنقاذ لم يعد ينفع وإن كان رأيى أنه نظام فاسد منذ أن استولى على السلطة واستولى عليها عبر الكذب.
فيا آيها الناس أدركوا السودان وطنكم وما تبقى منه أو ستبكون يوماً وطناً لم تستطيعوا أن تحموه كالرجال وستبكون عليه كالنساء.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..